اكتشاف سبب الاختلافات الظاهرية والتشريحية بين الإنسان وأسلافه

الجمعة، 18 أبريل 2014 - 15:04

إنسان النياندرتال

نيويورك (رويترز)

كيف يتأتى أن تكون مخلوقات تختلف تمام الاختلاف فى شكل الجسم وتركيب المخ، مثل الإنسان الحديث وأبناء عمومته من إنسان النياندرتال المنقرض، تتشابه وراثيا بنسبة 99.84 فى المئة؟

بعد مرور أربع سنوات على اكتشاف العلماء أن الطاقم الوراثى (الجينوم) لكل من البشر وإنسان النياندرتال لا يختلف إلا بواقع جزء يسير من النقطة المئوية، قال علماء الوراثة أمس الخميس، إن لديهم التفسير: إنه المعادل الخلوى لموصلات "التشغيل - الإيقاف" التى تحدد ما إذا كان الحمض النووى الريبوزى (دى.إن.إيه) فى حالة تنشيط أو تثبيط.

وأعلن فريق دولى من العلماء فى نتائج دراسة أوردتها دورية (ساينس) أن مئات من جينات إنسان النياندرتال كانت فى حالة تثبيط، فيما كانت الجينات المماثلة لدى الإنسان الحديث فى حالة تنشيط.. ووجد العلماء أيضا أن مئات من الجينات الأخرى لدى النياندرتال كانت فى حالة تشغيل، فيما كانت الجينات المقابلة لدى الإنسان فى حالة إيقاف.

ومن بين هذه المئات من الجينات ما يتحكم فى شكل الأطراف ووظيفة المخ، وهى سمات تتباين بصورة كبيرة بين الإنسان الحديث وإنسان النياندرتال.

وقالت سارة تيشكوف الخبيرة فى مجال النشوء والارتقاء فى البشر بجامعة بنسلفانيا، والتى لم تشارك فى هذه الدراسة "يعنى الناس بصفة أساسية بما يجعلنا نحن بشرا وبما يجعلنا نختلف عن النياندرتال".

وأضافت أن اكتشاف الاختلافات فى تنشيط الجينات "إنجاز تقنى مذهل" يقطع شوطا طويلا على طريق إماطة اللثام عن هذا اللغز.. ويبرز الاكتشاف أيضا مدى أهمية وقوة أنظمة التشغيل والإيقاف فى الجينات.

وتحت إشراف ليرام كارميل بالجامعة العبرية بالقدس، استهل علماء الوراثة هذه الدراسة بالحمض النووى المأخوذ من عظام الأطراف، سواء من شخص على قيد الحياة أو من إنسان النياندرتال أو من جنس آخر منقرض كان يعيش فى أوراسيا خلال العصر الحجرى، والذى اكتشفت حفرياته عام 2010 فى كهف بسيبيريا، وهى عبارة عن بقايا عظام وأسنان.

وفحص عالم وراثة وآخرون من الفريق البحثى نماذج التشغيل والإيقاف وحددوا 2200 منطقة كانت نشطة فى الإنسان الحديث، لكنها كانت غير نشطة فى الأنواع المنقرضة وبالعكس.

وتفسر هذه النتائج التباين التشريحى بين الإنسان الحديث والأنواع المنقرضة، ومنها قصر طول أيدى إنسان النياندرتال وأرجله وتقوس أطرافه السفلى وتضخم حجم اليدين والأصابع وانحناء عظام الساعد.

ووصف كريس سترينجر عالم الأحياء القديمة فى متحف التاريخ الطبيعى فى لندن خلال مقابلة هذه الجهود، بأنها "رائدة وتمثل طفرة هائلة" مشيرا إلى أنها قد تسهم فى تفسير سبب متانة بنيان جسم الإنسان الأول ومدى تكيفه مع ظروف الحياة فى العصر الحجرى.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 78 مشاهدة
نشرت فى 18 إبريل 2014 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,794,911