تحمل الوالدين مسئولية ارتكاب أبنائهم العنف عبر الانترنت
ترجمة الباحث / عباس سبتي
مما لا شك فيه أن جزء من واجب الوالدين أن عليهما التأكد من عدم إساءة ابنهما إلى الآخرين وعليهما تذكير ابنهما أنه كما يحب أن يتعامل معه الآخرين بالحسنى فعليه أن يعاملهم بالحسنى ، وعليهما ان يخبرا الابن كيف أن بعض ما نفعله او نقوله قد يعد ضحكا لكنه في نفس الوقت يكون قاسيا على الآخرين ، ولمنع جرائم الانترنت على الوالدين معرفة سلوكيات ابنهما الذي يستخدم الانترنت وتحتاج هذه السلوكيات إلى تعديل وعلاج ، في العموم على الوالدين غرص الأخلاق الحميدة في نفوس أبنائهما مثل احترام الآخرين ويتصرفوا باستقامة خاصة عبر الانترنت وتشجيعهم على التواصل الصحيح والمسئول وكما تشير الدراسات أن علاقة الوالدين الحسنة مع أبنائهم يجعل الأطفال والمراهقين لا يرتكبون العنف والإساءة إلى الآخرين وفي حال عدم تحمل الوالدين المسئولية فأنهما مسئولين عن تصرفات ابنهما
وافق على قانون محلي في الشهر الماضي كل من مدن: " مونونا ، وسكنسوس Wisconsin ، Monona “في مجلس النواب عل غرامة الوالدين مبلغ ( 114 ) دوراً ، ويبدو أنها أول مدينة مررت هذا القانون ، وغير المجلس هذا القانون كما في " مونونا " لدمج القوانين الجنائية للسلوك غير المنضبط واستخدام الهاتف بطريقة غير مشروعة أو مواقع التواصل الاجتماعي أو التحرش بجميع أشكاله من خلال الرسائل النصية داخل حدود المدينة
في الخريف الماضي ظهرت حركة متنامية لبلديات بشأن تجريم أعمال العنف في الانترنت محلياً من خلال سن قوانين كما حدث في مدينة " نونونا" وكما في " مونونا" فأن القوانين تناسب قوانين الدولة ، وكما أشرنا هناك أسباب عديدة وراء حركة تشريع القوانين ، ويسمح للمحامي متابعة التهم ضد الجناة ولو كان النائب العام غير راضي وكما يسمح للحالات للتعامل معها وفق قانون البلدية كما بالنسبة لمدينة " مونونا" بدلا من المحكمة العليا وهذا يضيف تأثير حسن أو سي لمنع العقوبة للمخافين من العار العام ويعزز محكمة " وسكونسن " وبرنامجها في موقعها الالكتروني ليشاهده الجميع
تحمل القوانين الآباء المسئولية وحتى الغرامة المالية لتصرفات أولادهم خاصة عند إهمال الوالدين في رعاية أولادهم ومن الناحية النظرية تجعل هذه القوانين الآبا ء مجبرين على تربية ومتابعة أولادهم ، وهذا يعني معاقبة الآباء بفعل أبنائهم المسيء أليس كذلك ؟ ،، كذلك ينص القانون أن المعلمين مسئولين عن التلف أو التحرش في المدرسة نتيجة لتقصيرهم لمنع هذه التصرفات لكن هذا أكثر تعقيداً إذا ما طبق القانون بحذافيره
للولايات قوانين عديدة بشأن تحمل الأفراد مسئولية تصرفات أولادهم الخاطئة ، في عام 1903 كانت " كولورادو ، Colorado" ، أولى الولايات في تطبيق المساهمة في جنح القصر ، بينما يطلب القانون في " كاليفورنيا": من الآباء إظهار مسئولية الرعاية والحماية والإشراف على الأولاد وعند فشل الآباء فأنهم يعتبرون مذنبين ويودعون في السجن ، ونص قانون " ماساتشست Massachusetts " على الآباء تحمل مسئولية تصرفات أولادهم القصر ويجب منعهم من إلحاق الذى لغيرهم بعد أو إهمال ، وقد يرجع هذا القانون إلى عام 1646 بشأن قانون الطفل العنيد في " ماساتشست " الذي نص على تغريم الأب في حالة سرقة طفله ونص القانون على موت الطفل المتمرد الذي لا يطيع واللديه
في السنوات الماضية شاركت في برنامج تقويم مبادرة الحد أو في انخفاض معدل التغيب عن المدرسة باشتراك ثلاث مدارس ابتدائية بولاية " ميشغن ، Michigan " ، وكان احد محاور البرنامج تحمل الوالدين مسئولية عدم ذهاب الطفل إلى المدرسة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن (12) سنة ولم يتعاون الآباء مع مسئولي المدرسة ، يبحث لهم مذكرة تحذير لمقاضاتهم وفق قانون إلزامية التعليم لهذه الفئة العمرية ، وجدير بالذكر هو عدم تعاون الواليدن مع هذا الأمر القضائي ، ثلاث أسر لم تشارك في البرنامج من أصل (300) أسرة ، وأكثر الأسر كانت تطلب مساعدة لمشكلة غياب الطفل ، مثل توفير ساعة منبه أو وسيلة نقل الطفل إلى المدرسة
اعتقد يقال نفس الشيء إذا تعلق الأمر بمشكلة البلطجة او العنف عبر الانترنت ، ومعظم الآباء عند تعليمهم إجراءءات وقائية لتجنب أبنائهم سلوكيات العنف لا يستمرون أو لا يتعاونون ، و كيف يتصرفون في حالة مشكلة العنف الالكتروني وفي الحالات النادرة قليل من الآباء لا يعرفون عن هذه المشكلة ، ولا الأذى الذي يصاب به الطفل بل قد يشجع بعضهم الطفل على ممارسة سلوكيات العنف عبر الانترنت ، وهذه أناوع من الآباء يتحملون المسئولية القانونية لتقصيرهم
أرى مشكلة في هذا الأمر وهي ان النتيجة تكون عكسية لما يتصور الآباء أو لما يهدفون إليه ، ونحن نعلم أن جودة العلاقة بين الأباء وأطفالهم هي عنصر مكمل لمنع السلوكيات الخاطئة لدى أبنائهم , والقلق بتهديد معاقبة الوالدين لتصرفات طفلهما يعني ضعف هذه العلاقة ، والإساءة إلى العلاقة بين الطفل وذويه وقول الأب " لأن ما فعلتموه لا بد لي من دفع غرامة (114) دولاراً ، وأي أب له طفل ويعمل مع الشلة في عمل ما تطوعي يدرك أنه أفضل له في الحد من مشكلات عناده ومن غير مناسب إجراء أي جزاء ضد الآباء الذين يعملون ما بوسعهم في علاج سلوط أطفالهم ، لذا القوانين تعمل ضد من يهمل تربية طفله
لا توجد للأسف أية دراسة لتقييم فعالية المسئولية القانونية على عاتق الآباء لذا لا نعرف أي تأثير يؤثر عليهم ، الدكتورة " حواء برانك Eve Brank ," استاذة قانون وعلم نفس بجامعة " نبراسكا ، Nenbraska " في " لنكلن ، Lincolin " درست قوانين المسئولية الأبوية بعمق وقالت لي : أنه من المستحيل الحديث هل هذه القوانين فعالة أم لا ؟ ونحن نعلم ان للآباء دور في تربية أبنائهم ولكن لا نرعف ما تأثير فرض العقوبات عليهم في حال تصرف أطفالهم تصرفا غير قانوني وفي برنامج " التغيب عن المدرسة " في " ميشجن " كما أشرت إليه سابقاً ، لم نكن قادرين على متابعة الأطفال لمعرفة تأثير تهديد معاقبة الوالدين قانونيا عليهم او الحد من مشكلة غياب أطفالهم ولا نعلم ببساطة مسئولية مقاضاة الوالدين قانونيا وماليا على تصرفات أطفالهم تقلل من مشكلة العنف أو التسلط عبر الانترنت
يقول النفاد أن هذا نوع من التقييد لحرية الرأي والتعبير ، لمعاقبة الآباء الشباب من أجل حماية أطفالهم عن الحديث في أمور إباحية " المثلية الجنسية " فيدخل ذلك ضمن مشكلة البلطجة او العنف فيعاقب الأب والطفل على ذلك ، وحتى مرسوم " مونونا" السابق كان واضحا بخصوص أي " نشاط أو خطاب يحميه الدستور " هناك اعتراف بغموض حول تعريف البلطجة او العنف خاصة عندما تثار موضوعات مثيرة للجدل وكآباء عليهم مسئولية تعليم أبنائهم ومناقشتهم والموافقة على آرائهم وقد لا يوافق الاباء بببعض الفكار المطروحة لكن احتفظ بها احتراماً لمشاهدة أطفالك هذه الأفكار
اقرأ المزيد من الموقع السابق عن :
مسئولية الأباء لمشكلة التسلط عبر الانترنت الحديث مع الآباء عن هذه المشكلة
مسئولية الآباء بشان مشكلة العنف ماذا تفعل إذا سبب طفلك مشكلة العنف ؟
مسئولية الآباء بشأن مشكلة العنف ماذا تفعل إذا كان طفلك ضحية لهذه المشكلة ؟
هل الطفل والمراهق يحق له امتلاك الكمبيوتر في غرفة نومه ؟
مناقشة قانون العنف
2013/11/12
ساحة النقاش