كُتر الإعلانات تعلِّم طفلك «الزن»
٢١/ ٦/ ٢٠١٣
طفل لم يتعد عمره عامًا، يقف أمام التليفزيون يصرخ بطريقة مفتعلة وهو يبتسم، وعندما تستطلع الأمر، ستجده يشاهد أحد الإعلانات لمشروب غازى، يظهر فيه مجموعة من الشباب فى سيارة يصرخون.. فقبل أن ينطق الطفل كلمتى «بابا وماما» يتأثر بما يشاهده من إعلانات ويحاكيها، حتى إذا تعلم الكلام، فإن أول شىء يحفظه ويردده هو كلمات الإعلانات التليفزيونية للعديد من المنتجات، سواء كانت نوعًا من الحلوى أو المشروبات أو أجهزة منزلية.. فى السطور التالية نصائح للوالدين لكيفية التعامل مع السلوكيات السلبية للطفل التى تسببها الإعلانات، ومنها كثرة الإلحاح على طلب منتج معين، حتى إن بعض الإعلانات تؤكد على أن ردود الفعل الغاضبة والعنف هما الطريقة المثلى للحصول على ما يتمنونه. سعاد الديب، رئيسة الاتحاد النوعى لجمعيات حماية المستهلك، تقول: «بالفعل هناك العديد من الإعلانات تؤثر سلبا على الأطفال، من خلال تعزيزها لسلوكيات سلبية أو غير أخلاقية، ويجب التصدى لها، وهيئة المواصفات والجودة قدمت مواصفات قياسية للإعلانات، من ضمن بنودها ترسيخ القيم المجتمعية». وتضيف: «على الأسر المشاركة التصدى لمثل هذه الإعلانات من خلال الإبلاغ عنها فى الشكاوى بجهاز حماية المستهلك على تليفون رقم ١٩٥٨٨، وذلك بشكوى رسمية مقدمة للجهاز تتضمن اسم القناة التى قامت بعرض الإعلان، وتوقيت عرضه، ومن ثم يبدأ الجهاز فى التحقيق واتخاذ الإجراءات تجاه مثل هذه الإعلانات». وتقول الدكتورة إيمان جابر، نائبة مدير إدارة الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية: «الأطفال عادة ما يكتسبون سلوكيات جديدة عن طريق التقليد، فهم يقلدون ما يشاهدونه وما يسمعونه، خاصة ما يرونه فى الإعلانات التليفزيونية؛ لأنها تقدم بشكل محبب إليهم»، وتؤكد إيمان أن من أسوأ ما يمكن أن يتعلمه الطفل من مثل هذه الإعلانات أن الاستجابة له يجب أن تكون فورية من خلال الإلحاح و«الزن» وتتحول تلك الطريقة إلى «أسلوب حياة» فى طلب الأشياء بشكل عام فى حياته اليومية داخل المنزل وخارجه. وتشدد إيمان على ضرورة عدم انسياق الوالدين لبعض المقولات الشائعة، مثل «حرام نفسه فى الحاجة دى نجيبهاله وخلاص..»، وتنصح باتباع نظام ثابت، مثل أن يشترى الطفل شيئا واحدا من الحلوى يوميا، أو بمبلغ محدد، على أن نترك له الاختيار مادامت أطعمة لا تضر بصحته. وتنوه إيمان إلى أنه من المهم أن تكون ردود أفعال الأهالى حازمة وثابتة، ولكن الحزم لا يعنى القسوة. |
ساحة النقاش