تطلعات الأبناء وامكانات الآباء
ريم رأفت 145
لماذا اختلفت تطلعات الأبناء؟ ولماذا لم تعد تطلعاتهم تتناسب مع إمكانات الأسرة؟..وهل أصبحنا في زمن طغت فيه الماديات علي الإنسانية والإحساس بالمسئولية وأصبح الابن ينظر إلي والده علي أنه ممول فقط أي- بنك متحرك- بسبب المتطلبات التي لا حدود لها؟
ولماذا أصبحوا يفكرون في المناصب التي توفر أموالا كثيرة ولا يفكرون في الجامعة التي سيلتحقون بها أو الشهادة التي يحصلون عليها؟ لماذا ينظرون لزملائهم الذين يأتون للمدرسة بسائق خاص ومصروف يكفي الفصل الدراسي بأكمله؟.. وبالرغم من أن هناك زيا مدرسيا إلا أنهم يتباهون بالحقائب المدرسية والأحذية التي لابد و أن تكون ماركة مشهورة ومن أحدث الموديلات؟
الإجابة تتلخص في أن منظومة القيم اختلفت في المجتمع كما تري د.مني جاد عميد كلية رياض الأطفال سابقا, موضحة أن العنصر المادي أصبح هو المسيطر عليها وأن الأطفال معذورون نظرا لما يسمعونه ويشاهدونه من مثيرات حولهم مع تباين مستويات الأجور بشكل صارخ, فكل طفل يتباهي بما معه من مصروف وليس بدرجاته في الامتحانات مثل أيام زمان, وبالطبع تختلف كل مدرسة عن الأخري إن كانت حكومية أو تجريبية أو لغات. لذلك يجب علي الأسرة أيا كان مستوي دخلها أن تراعي المستويات الأخري حتي لا تستفز غيرها, ولكن للأسف هناك أولياء أمور ليس لديهم وعي أو إدراك غير مبالين بمشاعر الآخرين من الطبقات المتوسطة أو الأقل وغير مدركين كيف قامت الأسر الأخري بتوفير مصاريف المدرسة حتي يعلموا أبناءهم وبناتهم تعليما جيدا, وبالتالي فهناك ضغوط علي الأطفال ويجب علي المدرسة أن تقوم بدورها في توعية النوعية المتباهية من أولياء الأمور, لأن المدرسة عليها عامل كبير ومهم, فمعظم المدارس الآن- وخصوصا الخاصة منها- أصبحت إستثمارية وليست تربوية أو تعليمية. هذا بالإضافة إلي دور الإعلام خاصة في الدراما بالأفلام والمسلسلات أو البرامج التي دائما تظهر أن القطاع الخاص أفضل في الرواتب بخلاف القطاع العام متناسيا المركز الأدبي.
أما د.عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية و الجنائية فتقدم نصيحتها في الآتي: يجب ألا تعمل من أجل المال وجمعه بل اجعل المال يعمل من أجلك, فالخوف من المغامرة والجهل بآليات عمل المال هما العدو الأول لك ولابد من القضاء عليهما بالشجاعة و المغامرة والعلم. و الأبناء الذين يعتبرون أن أموال الوالدين حق مشروع لهم حتي بعد أن يكبروا وتصبح لديهم رواتب خاصة فذلك بسبب عدم تعليم الأبناء منذ الصغر الاعتماد علي النفس في كل شيء مما يجعل لديهم سلوكا سلبيا بأخذ كل شيء من الأب والأم. لذلك فالتربية اليوم تحتاج الي إعادة نظر لأن الماديات طغت علي العلاقة بين الآباء والأبناء, وعليهما أن يحددوا أدوارا للأبناء يكونون مسئولين عنها وعدم التفرقة بين البنت والولد و نراقبهم عن بعد.هذا بالإضافة إلي تعليمهم تحديد الضروريات والأولويات حتي يتعلم أن يكون مسئولا عندما يكبر ولا يضيع راتبه في الرفاهية ثم يبدأ في الاتكال علي والديه حتي يعلم أن المادة وسيلة و ليست غاية.
ساحة النقاش