كيف تتعاملين مع "شقاوة" طفلك؟
الأحد، 6 يناير 2013 - 23:20
أميرة عبد السميع استشارى برامج التربية ومحاضر بجامعة المنصورة
كتبت نهى عبد النبى
كثيرا ما تشكو الأمهات من "شقاوة الأطفال "وميل الصغار إلى التدمير والتخريب ولكن نادرا أن نجد طفلا مدمرا عن قصد فالطفل قد يجذب غطاء المائدة مثلا كى يستعين به على النهوض أو يلوى ذيل القطة لأن ذلك يدفعها إلى مواء بعد صمت وإلى حركة بعد سكون وقد يقطع ملابسه ليظهر قدرته على استخدام المقص.
وتقول أميرة عبد السميع استشارى برامج التربية ومحاضر بجامعة المنصورة لا نستطيع أن نقول، إن الطفل يسرق قبل أن يدرك حقوقه الملكية كذلك لا يمكننا القول إن الطفل يدمر الأشياء عن قصد قبل أن يدرك قيمة الأشياء.
ومن أهم العوامل التى تجعل الطفل يلجأ إلى التدمير:
1-ضعف التآزر الحركى حيث يوجد أطفال يفتقدون السيطرة على حركتهم ولذلك تسقط منهم الأشياء بسهولة
2-نفاذ صبر الصغار واندفاعهم
3-حب الاستطلاع وهو من أهم العوامل التى تؤدى إلى إتلاف الأشياء وهذا الميل يكون على أشدة عند الأطفال حديث العهد فيندفع بطريقة فطرية لا شعورية للتعرف على ما حوله ويحاول أن يتفحص الأشياء وأن يفكها إذا أمكنه ذلك ويقذف بها على الأرض بهدف التعرف على ما يحدث لها وقد يبدو ذلك للكبار على انه تدمير فى حين أنه يكشف عن رغبة الطفل فى إشباع حاجته للنمو العقلى.
4-تقليد الطفل لسلوك الكبار
5-قد يتلف الطفل الأشياء أثناء اللعب نتيجة للعقاب الشديد الذى يوجه إليه فيوجهه بدوره إلى الدمية حيث يشوهها أو يكسرها.
6-ضغوط الآباء المتكررة على الأبناء
7-الغيرة والتفرقة فى المعاملة من جانب الآباء
8-الشعور بالنقص قد يدفع الطفل إلى التخريب وذلك لإثبات وجوده
9-تبنى الاتجاهات الوالدية الخاطئة مثل التدليل الزائد أو الإهمال المفرط أو الحرمان من الحب
10-الصراع النفسى الشديد لدى الطفل قد يؤدى إلى التدمير
11-العوامل العضوية أو تلف الجهاز العصبى فقد يؤدى الإصابة المخية إلى نشاط الأطفال الزائد وعدم استقرارهم الحركى الأمر الذى قد يؤدى إلى تخريب الأشياء
طرق علاج هذه المشكلة:
يتوقف العلاج على التشخيص الدقيق والدراسة المتعمقة للدوافع الكامنة وراء التخريب والإتلاف فإذا كان الدافع هو ميل الطفل إلى الاستطلاع كان على المربين إشباع حاجه الطفل إلى حب الاستطلاع، وأن لا يبالغ الآباء فى كبت الأبناء، فكثيرا ما نجد الطفل يسعى لمعرفة تركيب بعض الأشياء، ولذلك يقوم بتفكيكها وبذلك يدمر الأشياء القيمة، ولكى نتفادى ذلك يمكن تزويد الأطفال بلعب زهيدة الثمن لتشبع ميل الطفل إلى الاستطلاع والوقوف على عمل الأشياء وكيفيه صنعها وطرق استخدامها دون أن يلحقها التلف.
وإذا كانت الأسباب المسئولة عن التخريب أسباب عضوية فإن العلاج يتجه إلى استخدام البرامج الرياضية والفنية ويكون هدف هذه البرامج استنفاذ طاقة الطفل الزائدة وإكسابهم التآزر والتوافق العضلى الذى يلزمهم عند تناول الأشياء وإشباع حاجة الطفل إلى النمو العقلى والمعرفة.
وإذا كانت الأسباب النفسية كالشعور بالغيرة أو النقص أو الإهمال أو الحرمان الشديد عن الحب فإن أنسب الطرق المتبعة فى علاج الأطفال هو العلاج باللعب والعلاج بالرسم ولا يقتصر العلاج على الطفل فقط بل توجه الأسرة إلى الطرق التربوية المناسبة التى تساعد على علاج هذه الحالات.
ساحة النقاش