كتبت - سهير عبد الوهاب: 86
رغم ما يعرف عن المرأة المسلمة من اعتزازها بنسبها وحسبها, إلا أنها لم تكن لتتهاون فيما يمس الإسلام أو الرسول بسوء حتي ولو تعارض ذلك مع هذا الاعتزاز أو تعلق بأحد من أهلها ولوكان أبوها, والسيدة أم حبيبة خير مثال لذلك .
هي رملة بنت أبي سفيان بن حرب بن أميه بن عبد شمس, وأمها صفية بنت أبي العاص بن أميه بن عبد شمس( عمه عثمان بن عفان), تزوجت عبد الله بن جحش بن رباب وأنجبت له حبيبة فكنيت بها.
أسلم عبد الله وزوجته أم حبيبة وهاجرا إلي الحبشة في الهجرة الثانية, وهناك ارتد عن الإسلام ومات مرتدا ورفضت هي أن ترتد وثبتت علي الإسلام وعلي هجرتها.. وعندما علم رسول الله( ص) بما حدث لها أرسل إلي النجاشي أن يزوجها له ويرسلها, فأبلغها النجاشي برغبة رسول الله( ص) فوافقت فزوجها له في حضور جعفر وخالد بن سعيد, وجهزها النجاشي وأرسلها إلي الرسول مع شرحبيل بن حسنه.
وعن بن العباس في قوله تعالي: عسي الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة( سوره الممتحنه7) أن هذه الآية نزلت حين تزوج النبي( ص, أم حبيبة بنت أبي سفيان.
كانت أم حبيبة شديدة المحافظة علي كل ما يخص رسول الله(ص) لدرجة أنه عندما قدم أبو سفيان بعد حرب المدينة إلي رسول الله يطلب منه أن يزيد هدنة الحديبية فدخل علي ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس علي فراش الرسول( ص) طوته دونه, فقال: يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه( مرض). فقالت: بل هو فراش رسول الله( ص) وأنت امرأ نجس مشرك, فقال لقد أصابك بعدي شر.
كانت أم حبيبة تحب أن تعمل بسنة رسول الله(ص) لدرجة أنه لما مات أبوها أبو سفيان تطيبت وقالت أني كنت عن هذا لغنية لولا أني سمعت رسول الله( ص) يقول لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد علي ميت فوق ثلاث إلا علي الزوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرة, كما قالت أيضا: سمعت رسول الله( ص) يقول: من صلي اثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته بني له بيت في الجنة, قالت أم حبيبة: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله( ص).
ساحة النقاش