البحث العلمي والنهضة الجديدة
66تتجه القوي الوطنية بكل أطيافها السياسية والفكرية نحو تحقيق نهضة جديدة وصولا إلي ترسيخ أبعاد مجتمع الديمقراطية والعدالة الاجتماعية, الذي يتطلع إليه الجميع.
ومما لا جدال فيه, أن الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي هما السبيل الأمثل لبناء النهضة المرجوة, وليس أدل علي ذلك من أن الدول الكبري الراهنة قد بدأت مسيرتها انطلاقا من فصول الدراسة, وارتكزت في رحلة صعودها إلي وجود التعليم وتوفير كل التيسيرات للبحث العلمي, وتوظيف نتائجه لخدمة أهداف المجتمع.
وانطلاقا من هذا المعني, الذي يحظي بإجماع رأي العلماء والمفكرين, تبدي الدول المتقدمة اهتماما كبيرا بتدريس الرياضيات والفيزياء وغيرهما من العلوم, واعتبر الخبراء ذلك مؤشرا لإمكان تفوق المجتمع, وتدرك مصر ذلك كله, ولذلك تتزايد الدعوة لضرورة الاهتمام بالبحث العلمي, وفي ذات الوقت يشير الخبراء إلي عدة نقاط مهمة لتفعيل ذلك, من أبرزها:
ـ زيادة ميزانية البحث العلمي, حيث إن الميزانية الراهنة التي تقترب من واحد في المائة من الموازنة العامة للدولة, لا تكفي لتحقيق الطموحات.
ـ وضع منظومة متكاملة للارتقاء بالبحث العلميلإنتاج كوادر علمية قادرة علي مواكبة المتغيرات والتطورات العلمية العالمية, والمساهمة الخلاقة في الاختراعات والابتكارات. ويتعين أن تتضمن هذه المنظومة تيسير سبل البحث العلمي بالنسبة للباحثين الشباب الذين يسعون لنيل الماجستير والدكتوراه, وأن يوفر لهم, ولغيرهم من الباحثين, إمكان الاطلاع علي البحوث العلمية في العالم, وكذا المجلات والدوريات العلمية. وفي هذا السياق, يتطلب الأمر كيفية مساهمة القطاع الخاص في تمويل البحوث العلمية التي من شأنها تحسين إنتاج مؤسسات وشركات القطاع الخاص, وعموما, إن البحث العلمي يستهدف أن توظف نتائجه في حل مشكلات المجتمع, ومن ثم دفع مساره نحو التقدم والنهضة.
ساحة النقاش