مؤتمر يكشف: ثلث المواليد بعد عام 2000 سيصابون بالسكر فى المستقبل
عقدت الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم مؤتمرها السنوى بحضور ومشاركة أكثر من ثلاثة آلاف من أطباء السكر والغدد والباطنة العامة وطب الأسرة والأطفال
من مختلف الجامعات والمستشفيات المصرية والعربية والعالمية، وتناولت جلسات المؤتمر عدة موضوعات منها الجديد فى تشخيص وعلاج السكر والسمنة ومضاعفاتها، وأمراض الغدد الصماء وهشاشة العظام والتغذية الإكلينيكية والقدم السكرى ومضاعفات السكر على الكليتين ومضاعفات السكر على الجهاز الهضمى ومرض ارتفاع ضغط الدم والعلاقة بين هذه الأمراض وكيفية تأثيرها على الصحة والحديث فى العلاج والوقاية من مضاعفاتها.
تقول الدكتورة إيناس شلتوت، رئيس الجمعية العربية، لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم أن مرض السكر أصبح وباء من حيث سرعة انتشاره بين البالغين وأيضاً بين الشباب والأطفال، وأن ثلث عدد المواليد بعد عام 2000 سيصابون بمرض السكر فى المستقبل.
وقد أعلن الاتحاد الفيدرالى للسكر عن الزيادة المخيفة التى حدثت وستحدث فى المستقبل من حيث ارتفاع أعداد المصابين بمرض السكر، فيصل عدد مرضى السكر فى العالم الآن إلى 366 مليون مريض، ومن المتوقع أن تزداد هذه الأعداد بحلول عام 2030 إلى 552 مليون مريض بالسكر، مما يشكل زيادة مخيفة فى أعداد مصابى هذا المرض الذى يؤدى إلى الإصابة بالمضاعفات الخطيرة إذا لم يتم علاجه بشكل سليم، وهذه الزيادة المتوقعة ستحدث إذا لم يتم اتخاذ إجراءات قوية وعاجلة لمنع زيادة انتشار المرض، وهذه الزيادة الكبيرة تترجم إلى تشخيص ثلاث حالات جديدة كل عشر ثوان أو حدوث عشرة ملايين حالة إصابة جديدة سنوية، وعالمياً هناك 13 مليون مريض بالسكر لا يعلمون إصابتهم بالمرض وبالتالى فهم لا يتناولون علاجاً للمرض، أما بالنسبة لمصر فأصبحت فى المركز التاسع من حيث عدد المصابين بمرض السكر، ويصل عدد المصابين إلى أكثر من سبعة ملايين مصاب بالمرض خلال عام 2011 ومن المتوقع أن تصل أعداد المصابين إلى 12.4 مليون مريض بحلول عام 2030 لتصبح مصر فى المركز الثامن عالمياً والسبب فى ذلك هو زيادة معدلات الإصابة بالسمنة وتعتبر مصر من أعلى البلدان من حيث انتشار زيادة الوزن والسمنة، حيث إن 70٪ من السيدات المصريات و50٪ من الرجال المصريين مصابون بزيادة فى الوزن بسبب تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية على شكل سكريات ونشويات ودهون وتناول كميات قليلة من الألياف على شكل خضراوات وفواكه، بينما لا تمارس الرياضة ولا تخلو الأسر المصرية من شاب أو طفل مصاب بمرض السكر والمشكلة الأكبر أن نصف مرضى السكر فى مصر لا يعلمون هل مصابون بالسكر أو يعلمون بذلك ويتجاهلون هذه الإصابة وبالتالى لا يتلقون العلاج والعناية الكافية مما يعرضهم للإصابة بالمضاعفات العديدة ومن هنا كان التأكيد على الدور المهم الذى تقوم به الجمعيات الطبية والأهلية فى مصر والتى تتنوع أنشطتها فى عدة محاور منها الاهتمام برفع المستوى العلمى لشباب الأطباء عن طريق المؤتمرات الطبية والندوات والدورات التدريبية والمجالات الطبية، أما بالنسبة للمرضى فيتم تقديم الدعم الطبى لهم وتقام لهم الندوات التثقيفية، وللحد من انتشار المرض تتبنى الجمعية حملة للاكتشاف المبكر للمرض وكذلك حملة لمنع الإصابة بمضاعفاته العديدة، كما أن الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر توجه جهودها لمواجهة انتشار المرض الوبائى الذى يعتبر الآن السبب الثانى للوفاة على المستوى العالمى طبقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، كما تناول المؤتمر الأدوية الحديثة لعلاج السكر والتى أصبحت تستخدم بأمان تام فى مصر وتعمل على تحفيز إفراز الأنسولين من البنكرياس بعد تناول الوجبات مباشرة وكذلك تقليل إفراز الجلوكوز من الكبد وتساعد على فقدان الوزن عند استخدامها مع الميتفورمين، وهناك بعض هذه الأدوية التى تؤثر على مراكز الشهية فى المخ وتسبب الشعور بالامتلاء وبالتالى تساعد على فقدان الوزن وأغلب هذه الأدوية آمنة تماماً على مرضى الكبد وبالتالى ممكن استخدامها فى مرض فيروس «سى» ومن المعروف أن نسبة الإصابة به من أعلى النسب عالمياً> وناقش المؤتمر أيضاً فى جلساته مرض متلازمة الأبيض الذى ينتشر بكثرة فى مصر بسبب انتشار السمنة وبالذات سمنة منطقة البطن، وعلاقة مرض السكر والأدوية المعالجة له بالإصابة بالسرطان، حيث وجدت علاقة وثيقة بين السكر والإصابة بالسرطان وكذلك هناك أدوية سكر حديثة عن طريق الفم قد تكون لها علاقة بالإصابة بسرطان الغدد وبالذات سرطان الغدة الورقية.
ويوضح الدكتور رأفت رشوان، رئيس شرف الجمعية، مضاعفات مرض السكر على القدمين والتهابات الأعصاب الطرفية والقدم السكرى والتى قد تؤدى إلى إجراء البتر فى بعض الأحيان والطرق التشخيصية الحديثة عن طريق الميكروسكوب المجهرى والتى تؤدى إلى الوقاية فى المراحل الأولى من المرض، وتحدث خلال المؤتمر الدكتور عمرو عبدالوهاب، نائب رئيس المؤتمر، عن التعاون بين الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم، وجمعيات دراسة السكر بالدول العربية المختلفة بمشاركة عدد كبير من رؤساء هذه الجمعيات، وأن المؤتمر اهتم بدراسة أحدث أنواع الأدوية لعلاج مرض السكر ومرض ارتفاع ضغط الدم والدهون فى الدم، وناقش أحدث التوصيات والأبحاث العالمية والتى يجب اتباعها عند علاج هذه الأبحاث، وناقش الأدوية الحديثة لعلاج مرض السكر سواء عن طريق الفم أو عن طريق الحقن وبالرغم من فائدتها الكبيرة لبعض مرضى السكر إلا أنها قد لا تناسب بعض هؤلاء المرضى وبالتالى ننصح مرضى السكر باستشارة الطبيب المختص قبل اللجوء للعلاج بهذه الأدوية الحديثة.
وفى نهاية المؤتمر أوصى بالعلاج بالخلايا الجزعية لمرضى السكر ونشر المعلومات الكافية عن هذا النوع من العلاج عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وكذلك عن طريق الأطباء المتخصصين وذلك بغرض تعريف المرضى بأن زرع الخلايا الجزعية مازال فى مرحلة البحث والتطوير وهو ليس علاجاً، معتمداً للسكر بعد ولم يتم الموافقة عليه من السلطات الطبية الدولية مثل منظمة الأغذية والعقاقير أو المنظمة الأوروبية للدواء، وتهيب توصيات المؤتمر بوزارة الصحة ونقابة الأطباء بأن تمنع أية إعلانات من شأنها أن تضلل مريض السكر المصرى عن طريق إعلانات وهمية عن العلاج بزرع الخلايا الجزعية وكذلك أيضاً العلاج عن طريق الأعشاب غير المعلومة المصدر والتى قد تتسب فى أضرار جسيمة للمرضى.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - مؤتمر يكشف: ثلث المواليد بعد عام 2000 سيصابون بالسكر فى المستقبل
ساحة النقاش