دراسة: المكملات الغذائية ليست بديلاً آمناً للغذاء الصحى
صورة ارشيفية
يلجأ الكثير من الأشخاص الذين يشعرون بالتعب والإرهاق وعدم القدرة على القيام بواجباتهم اليومية إلى الصيدليات
لشراء المكملات الغذائية من فيتامينات ومعادن ظناً منهم بأنها تعوضهم عن نقص الوزن، وهناك دراسات حديثة تؤكد أن المكملات الغذائية ليست بديلاً عن الغذاء المتوازن والصحى، ونكشف فى التحقيق التالى حقيقة المكملات الغذائية وهل هى ضرورية؟ ومعرفة أضرارها.
يقول الدكتور مصطفى حبيب، استشارى أمراض القلب والباطنة، المكملات الغذائية هى عبارة عن مجموعات من الفيتامينات والأملاح المطلوبة للجسم التى تساعد على العمليات الحيوية وتحتوى بعض المكملات أحيانآً على مواد غذائية مثل بعض أنواع البروتينات وبعض أنواع السكريات ويدخل فيها أيضاً بعض الأملاح المطلوبة للجسم والتى تنتقص نتيجة استخدام بعض الأدوية مثل عنصر البوتاسيوم الذى يؤخذ فى حالات تناول المريض بعض أنواع الأدوية المدرة للبول بجرعات عالية ولمدة طويلة وكذلك ملح الطعام الذى يؤخذ فى صورة أقراص فى بعض الظروف مثل الرحلات فى الأماكن الحارة والصحراوية والتى تزيد من إفراز العرق، وأيضاً المواد التى تحتوى على عنصر الكالسيوم وهذه تؤخذ فى صورة عدة تركيبات فى حالات نقص الكالسيوم فى الجسم أثناء شهور الحمل فى حالة عدم توافر الأكلات المحتوية على الكالسيوم وفى كبار السن لمواجهة هشاشة العظام ذلك بخلاف الأعراض والأمراض الأخرى التى تحتاج إلى الكالسيوم ويؤخذ كعلاج باستمرار مثل اختلال عمل الغدة الجاردرقية، وتوجد المكملات الغذائية كأدوية تحتوى على مجموعات من الفيتامينات والأملاح اللازمة للإنسان أثناء نشاطه العادى وبعضها يحتوى على مادة السيلينيوم وهى مفيدة لتنشيط جدران الأوعية الدموية ولها دور فعال فى تخفيض مستوى الكوليسترول فى الدم وأنصح مرضى أمراض الشعيرات الدموية وقصور الدورة الدموية فى شبكية العين بتناول الأدوية التى تحتوى على هذه المادة، ومجموعة الفيتامينات الأصلية التى تضاف كمكملات غذائية يجب أن تشمل مكونات من فيتامين «أ» ومجموعة من فيتامين «ب» وفيتامين «ج» وفيتامين «د» وهذه المكملات توجد بوفرة وبأسعار زهيدة جداً فى الأسواق وفى الصيدليات ولكن أحذر من بعض التركيبات التى يكتب عليها أنها مكملات غذائية ولكنها تحتوى على مواد منشطة أو هرمونات مما قد يضر المريض عند تناوله ولذلك يجب استشارة الطبيب للتأكد من عدم احتواء أى من هذه التركيبات المكتوب عليها مكمل غذائى أو منشطات طبيعية وأنها لا تتعارض مع الحالة المرضية للمريض، خصوصاً مرض السكر والضغط وبعض الأمراض العصبية وكبار السن وأيضاً الشباب، وأحذر هنا من تناول المنشطات التى يتناولها بعض الشباب لإعطائهم طاقة أو لبناء عضلات مثل الذين يمارسون رياضة كمال الأجسام وغيرهم ويجب استشارة الطبيب عن مدى ملاءمة الأدوية للحالة الإكلينيكية للإنسان.
ويضيف الدكتور مصطفى حبيب: من الأفضل تناول المكملات الغذائية الطبيعية مثل الجزر لاحتوائه على كمية عالية جداً من فيتامين «أ» والنعناع كمنظم لعمل القناة الهضمية خصوصاً فى حالات التقلصات العصبية للقولون وتهدئة حركية باقى أجزاء الجهاز الهضمى ومهدئ، فنجد من العادات القديمة للمصريين إضافة النعناع للشاى بعد الأكلات الدسمة وفى بعض حالات التوتر العصبى، واليانسون وهو مفيد كمهدئ لتقلصات الشعب الهوائية ومهدئ عام للأعصاب ولذلك ننصح بتناوله دائماً فى فترة انتشار التهابات الجهاز التنفسى مثل البرد والنزلات الشعبية والنزلات الشعبية الربوية، والكاركاديه مفيد كمهدئ والمقولة التى يعرف عنها أنه يعالج ضغط الدم فهو يزيل التوتر العصبى وبالتالى ينخفض ارتفاع ضغط الدم العصبى «كعامل مساعد» وليس كعلاج كما أن له تأثيراً على بعض أمراض الجهاز البولى ولكن المعلومات غير كافية عن تفاصيل هذا التأثير والعرقسوس وهو مادة مفيدة لتنظيم الجهاز الهضمى والشعور بالارتواء وإزالة العطش أثناء الصيف ويفضل تناوله على المشروبات الغازية التى لها أضرار معروفة مثل إرباك حركية الجهاز الهضمى، والخروب وهو مادة معروفة أنها منظمة لحركية الجهاز الهضمى.
ويوضح الدكتور شريف عبدالرءوف، استشارى طب الأطفال: شاع فى السنوات الأخيرة لفظ المكملات الغذائية وكذا الطلب من الأمهات على الفيتامينات وفاتح الشهية وذلك لتعويض الأطفال عن قلة التغذية الصحيحة والاتجاه للأغذية المحفوظة والمغلفة التى تحتوى على كثير من المواد الحافظة ومكسبات اللون والطعم والرائحة، ويوجد بالأسواق والصيدليات كثير من الأدوية التى تحتوى فى مكوناتها على أعشاب طبيعية ويكتب عليها «مكمل غذائى» وهذا اللفظ مقصود به أن هذا الدواء من أعشاب ولا يحتوى على مركبات كيماوية أو مصنعة وهو دواء وليس له أى قيمة غذائية ولا مكمل للغذاء أى أنه يجب أن يوصف بمعرفة الطبيب وحسب الحالة والجرعة ومدى العلاج تحدد بالطبيب المعالج كأى دواء عادى، ويوجد بالأسواق ما يعرف بالأحماض الأمينية وبدائل الغذاء ومساعدات النمو وبناء الجسم والعضلات وهذه الأصناف غير مستحبة للأطفال ولها كثير من الأضرار الجانبية، حيث إنها تؤدى إلى عدم توازن البناء والهدم بالجسم والخلايا وتؤثر سلباً على صحة متعاطيها على المدى البعيد وإذا احتاج المريض لهذه الأصناف يجب أن تكون تحت إشراف الطبيب ويجب أن تقنن حسب الحالة، أما الفيتامينات فهى طلب أساسى لكل الآباء والأمهات وهى ليست بديلاً عن الأكل وعن الوجبة الغذائية المتكاملة، حيث إن الفيتامينات لا تحتوى على الكربوهيدرات والبروتين والدهون وإنما هى فيتامينات وأملاح معدنية، كما أن الجسم له احتياجاته المحدودة حسب العمر والنمو من الفيتامينات، وكما أن نقص الفيتامين يؤدى إلى أمراض فإن زيادته غير مستحبة وله أعراض جانبية وهنا يجب أن نعطى الطفل الفيتامين المناسب لحالته وحسب النوع الذى يعانى نقص، أما فاتح الشهية فليس سحراً وليس هو الحل المثالى لكى يأكل الطفل وهناك قاعدة مهمة وهى أن الأسرة تحدد نوع الوجبة وموعد الوجبة والطفل يأكل ما يكفيه فقط من الوجبة وننصح الأم هنا بالبعد عن مفسدات الشهية للأطفال من العصائر المحفوظة والمياه الغازية والأغذية المغلفة المعروفة للأطفال وخصوصاً قبل الوجبة الأساسية ويجب البعد عن العنف مع الأطفال بخصوص الطعام ويجب أن يكون الأب والأم قدوة للطفل فى الأكل وعدم فرض أغذية محددة أمام الطفل وتشجيع الطفل على أكل كل ما يقدم له.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - دراسة: المكملات الغذائية ليست بديلاً آمناً للغذاء الصحى
ساحة النقاش