العلاج البيولوجي أمل جديد لمرضي الروماتويد

ورغم أنها تصيب أي سن إلا إنها عادة ما تبدأ من العشرينات والأربعينات من العمر وتذهب بعض التقديرات إلي اصابة نحو80 ألف مصري بالروماتويد.. هذا الانتشار للمرض يدعونا للاهتمام بمرضاه, كأي مرض مزمن آخر, وهو ما أكدته مناقشات مؤتمر الافاق الجديدة في الروماتيزم والتاهيل الذي نظمه قسم الطب الطبيعي والروماتيزم بكلية طب عين شمس.
وهو مايجعل الوقاية فرصة ذهبية في مواجهة هذا الانتشار المرضي, وفقا للدكتورة نجلاء جادالله رئيس القسم والمؤتمر, ضاربة بخشونة الغضاريف والظهر والركبة كمثل علي احدي امراض الروماتيزم الشائعة بشكل واسع في مصر نتيجة الجلوس الخطأ والسمنة, والمقلق هو تسرب هذا الخطر للاطفال في سنوات مبكرة, كما اظهرت دراسة ميدانية أجريت تحت إشرافها, حيث ارتفعت نسب تشوهات العمود الفقري بين طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية, وكان السبب الأول ثقل الشنطة المدرسية مصاحبة بالعادات الغذائية الخاطئة كالإفراط في تناول المشروبات الغازية والوجبات السريعة علي حساب الخضراوات الطازجة والفاكهة التي تبني الجسم, يضاف إلي ذلك عدم التعود علي ممارسة الرياضة في الصغر, وهو ما ركز عيه المؤتمر لايصال رسالته بزيادة الوعي العام بطبيعة المرض وأعراضه وكيفية تشخيصه, فالاكتشاف المبكر والعلاج الفعال لايقتصران علي وقف أو إبطاء تطور المرض وتحسين نوعية الحياة, بل يتعداه إلي خفض التكاليف والأعباء المالية بالمحافظة علي إنتاجية المريض. وعلي صعيد العلاجات الدوائية, احتل العلاج البيولوجي المستحدث صدارة مناقشات المؤتمر, نظرا لتاثيره القوي في وقت قياسي, وتبقي العقبة الوحيدة امام توافر هذه الأدوية ارتفاع تكلفتها بالنسبة لقطاع عريض من المرضي المصريين. وأوضح الدكتور ياسر المدني أستاذ الروماتيزم والتأهيل بلندن ضرورة أن ينظم إعطاء الدواء البيولوجي بالاسترشادات العلاجية المتفق عليها عالميا, منتقدا ايهام المريض بأن حقنة أو اثنتين كافية لإحداث الشفاء التام, موضحا أن الروماتيزم هو أقرب للسكر كمرض مزمن, وإنما الصحيح أنه مع تحسن الحالة نستطيع تقليل الجرعة أو اطالة الفترة الزمنية بينها, كما انه ليس هو الاختيار الأول في العلاج, وإنما يستخدم في حالة عدم الاستجابة للعلاج التقليدي, مشددا علي أهمية اتباع خطة علاجية تتنوع خياراتها حسب جنس المريض وعمره ووجود أمراض أخري, ويستند في ذلك الي توصيات الكلية الامريكية للروماتيزم والرابطة الاوروبية لمرضي الروماتيزمEULAR باعتبارهما الجهتين مصدر المعلومات الموثقة والحديثة لكل مايخص التخصص, وهو الامر الذي يجعل النجاح في العلاج مرهونا باختيار الدواء الصحيح للمريض الصحيح, بناء علي التاريخ المرضي والفحص الإكلينيكي وليس التشخيص المعملي فقط. وقد بدأ حديثا استخدام الموجات فوق الصوتية والرنين المغناطيسي في الفحص لإعطاء نتائج أكثر دقة وكمؤشر علي مدي فعالية العلاج, والذي يبدأ بالأدوية المعتادة وتتدرج حسب الحالة مع متابعة نشاط المرض, فاذا استمر نشاطه نلجأ للعلاج البيولوجي, وتعتبر فترة الثلاثة أشهر كافية للحكم علي مدي نجاحها مع المريض, فإذا لم تأت بالنتيجة المرجوة يتم الانتقال إلي النوع الآخر. وأضاف الدكتور المدني رغم ما يميز العلاج البيولوجي من فعالية تصل في بعض الحالات إلي80%, وتمكن من إيقاف تطور المرض وعودة المريض لممارسة حياته الطبيعية وفقا لتأكيدات مؤتمرEULAR2010, لكن يجب الحذر في اعطاءه مع مرض السكر ومن يتعاطون الكورتيزون, نظرا لدورهما المساعد في الإصابة بمرض الدرن, وبالنسبة لمرضي الالتهاب الفيروسي سي وبي فيفضل إعطاء الدواء تحت إشراف متعاون بين طبيب الروماتيزم والكبد, فقد يتسبب العلاج البيولوجي في زيادة نسب الانتشار الفيروسي. وبلاشك تظهر التكاليف المرتفعة كأبرز سلبيات العلاج البيولوجي وإن كان من المتوقع انخفاض اسعارها خلال سنة بعد انتهاء الحقوق الملكية لنوعين منها.
ويعزي تزايد نسب الإصابة بالأمراض الروماتزمية, بحسب الدكتورة نجلاء نصار استاذ الروماتيزم والتاهيل بطب عين شمس الي القدرة علي اكتشاف المرض أكثر منه سابقا نظرا لعدم التشخيص بشكل دقيق أو الكشف عن الحالة بصورة متأخرة لا يقوي فيها المريض علي الحراك ويلازم الفراش. وبصفة عامة هناك ما يزيد علي المائة نوع من الروماتيزم منه مايؤثر علي المفاصل أو العضلات أو الأنسجة الضامة أو يسبب التهابات في الأوعية الدموية. ويعتبر الروماتويد والذئبة الحمراء والنقرس وخشونة الغضاريف والظهر والركبة هم الأكثر شيوعا في مصر.