كتبت:ولاء يوسف 932
بالرغم من اقبال الأسر المصرية علي الحاق أبنائهم برياض الأطفال أملا في تنمية قدراتهم في اللغات الأجنبية خاصة الانجليزية والفرنسية, وهي الأكثر اقبالا من العائلات المصرية, إلا ان بعض خبراء التربية وأساتذة اللغة العربية يطالبون بتأخير تعليم الطفل اللغة الأجنبية حماية للغة العربية.
ومنهم الدكتور فتحي يونس استاذ المناهج وطرق التدريس للغة العربية بكلية التربية جامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة والذي يقول انه ينبغي تأخير تعليم اللغات الأجنبية للأطفال حتي سن التاسعة ويستشهد بالقرار الذي اصدرته وزارة التعليم في انجلترا بتأخير تعليم اللغات الأجنبية الي الأطفال الإنجليز الي سن الحادية عشرة لعدة أسباب أولها تأكيد إلمام الأطفال بلغتهم القومية باعتبارها أساس الهوية الوطنية والتي تشكل الحد الأدني للتواصل بين أفراد الأمة الواحدة.
والسبب الثاني هو أن اللغة القومية هي التي تبني الفكر والمعارف وإلمام الأطفال بها والتمكن منها في سن صغيرة تساعدهم علي التفاعل مع من حولهم واستقبال المعلومات والمعارف وفهمها فهما جيدا والتعبير عنها بصورة واضحة.
ولذلك تركز جميع برامج تعليم اللغات القومية في الصفوف الثلاث الأولي من المرحلة الابتدائية علي تعليم اللغة الأم والاهتمام بها. كما أن تعلم اللغات الأجنبية في سن صغيرة يؤدي الي الخلط في المفاهيم بين اللغة القومية واللغة الأجنبية خاصة اذا كانت اللغات الأجنبية من عائلة لغوية تختلف شكلا وموضوعا عن اللغة القومية, فمثلا إذا سألت طفلا عن الرقم المكتوب أمامه بالعربية وهو ستة وتقول له انطق هذا الرقم فيقول في أغلب الأحيانSIX بدلا من ستة لسيطرة اللغة الأجنبية في المراحل الأولي من التعليم علي اللغة العربية وهذا الخلط يؤدي الي إرباك الطفل ويعوق تعلمهم ويؤدي في معظم الأحيان الي ضعف السيطرة علي اللغتين القومية والأجنبية فلا هو أتقن لغته ولا اللغة الأجنبية.
ويؤكد الدكتور حسن السيد استاذ التربية بالمركز القومي للبحوث التربوية وجهة نظر الدكتور فتحي يونس وهي ان تعليم اللغات الاجنبية في سن صغيرة له تأثير سلبي علي اللغة الأم خاصة في تعليم العلوم الطبيعية والرياضية فيجب أن يتقن الطفل لغته القومية اولا ثم يتعلم باقي اللغات الأجنبية الأخري.و الرأي الأفضل والأمثل هو أن يؤخر سن تعلم اللغات الأجنبية الي سن التاسعة بعد أن يتقن الطفل اللغة الأم.
ساحة النقاش