انهيار البحث العلمي.. "مؤامرة" علي عقل مصر
جمالات يونس
لعل من أهم الملفات التي يجب ان نفتحها الآن وليس غداً هو ملف التعليم والبحث العلمي في مصر.. علي ان نبدأ بسؤال قد يبدو غريباً للبعض.. هل كانت هناك مؤامرة لتدمير العقل المصري؟
إذا أجبنا عن السؤال بالبحث عن دليل نقدمه للقضاء لندين شخصاً بعينه فقد يكون ذلك من الصعوبة بمكان.. لكننا نملك آلاف الشواهد علي مدي أكثر من ثلاثين عاماً.. التي تدين نظاماً بأكمله لم تخصص إلا 0.2% من ميزانيته للبحث العلمي بما يعادل 525 مليون جنيه فقط بينما تخصص اسرائيل مثلاً 7% من ميزانيتها للانفاق علي العلم والعلماء. وخصص في نفس الوقت مئات المليارات للانفاق علي جهازه الأمني وهو نفس النظام الذي حول التعليم الي بيزنس كبير لتلقين المعلومات لتقف مصر في ذيل القائمة أمام دول بدأت معها كاليابان مثلاً.. وتخرج الجامعات المصرية من قائمة أفضل 500 جامعة في العالم رغم ريادتها في المنطقة بأول جامعة مصرية عام 1908.
اختزال منظومة التعليم في مصر ورث البحث العلمي أمراضاً قد تحتاج لعقود طويلة للتخلص منها.. بالاضافة للخسارة الفادحة التي طالت قاعدتنا العلمية التي بنيناها طوال الخمسينيات والستينيات من علماء وباحثين ومراكز بحوث يزيد عددها علي 450 مركزاً بعضها تابع للجامعات والبعض الاخر للوزارات المختلفة حتي أصبح البحث العلمي في مصر الآن جزراً منعزلة فاقدة للحركة والاتصال بالعصر بينما انشغل العلماء وأساتذة الجامعة بالثراء المادي محتكرين المادة العلمية.. حريصين علي توريث المناصب الجامعية لأبنائهم فاختفي الصف الثاني من الباحثين وانتشرت السرقات العلمية وخرج ما يزيد علي 800 ألف عالم مصري يبحثون عن بيئة علمية تساعدهم في التقدم.. استقبلهم الغرب بالاحضان وقدر البعض خسائرنا بما يزيد علي 50 مليار دولار طوال الثلاثين عاماً الماضية خسرتها مشاريع التنمية في مصر.
أما من بقي في مصر من علمائنا فقد تجرع الحسرة وفقد طريقه بين روتين الموظفين واهمال الدولة وزيادة واحدة لقسم براءات الاختراع بأكاديمية البحث العلمي تظهر لنا فداحة الجرم الذي يرتكب يومياً في حق هذا الوطن.
والأمر لا يختلف كثيراً في الجامعات.. أفضل الأبحاث التي تحمل حلول مشاكلنا اليومية حبيسة الأدراج بينما تستورد مصانعنا حلول مشاكلها من الخارج.
ولكن هل معني ذلك ان نفقد الأمل؟.. بالتأكيد لا.. مازالت لدينا نقاطاً في جامعاتنا المصرية.. هناك علماء عاكفون علي أبحاثهم واهتمام حكومة د. عصام شرف بمشروع زويل العلمي.. وممر التنمية وغيرها من المشروعات العلمية يعطي أملاً يحتاج لأن ندعمه بقاعدة بيانات علمية حديثة وانفاق حكومي وفردي ملائم ووزارة مستقلة تحقق الادارة الفاعلة والداعية وإلا خرجنا من حسابات العصر وللأبد.
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 83 مشاهدة
نشرت فى 31 يوليو 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,686,376