كتبت:هبة لوزة 252
العناد.. الحدة.. العصبية.. الاكتئاب.. تقلب المزاج.. عدم التركيز.. الألفاظ الجارحة.. كلها صفات مصاحبة لمرحلة المراهقة وعند الفتيات بصفة خاصة لأنها تظهر عندهن أسرع لأسباب علمية.
يحدثنا عنها د. هشام رامي استاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس ويقول إن المخ يبدأ في هذه المرحلة السنية عملية يطلق ليها اسم التهذيب العصبي بهدف اعداده لمرحلة النضج فالمعروف أن المخ يتكون من مليارات الخلايا والألياف العصبية التي تمر بتغيرات خلال مراحل العمر المختلفة تبدأ بتكوين وصلات ودوائر عصبية في مرحلة الطفولة.. ثم تبدأ مرحلة التهذيب العصبي في مرحلة المراهقة وتتميز بالتخلص من أي زوائد خلوية أو ليفية لا يحتاجها المخ حتي لا تؤثر علي سلامة جهازه العصبي..
وتشير الدراسات العلمية الي أن الفتيات يتعرضن لهذه التغيرات العصبية في سن مبكرة عن الفتيان نحو عامين أو ثلاثة, وهو ما يفسر سبب ظهور الفتيات في هذه المرحلة بشكل اكثر نضجا ورزانة من الفتيان.
ويشير د. هشام الي حدوث تغيرات مخية عصبية في المخ لدي البنات تصاحبها زيادة في القدرات العقلية مثل القدرة الفائقة علي التذكر وحفظ المعلومات والانتباه والتفكير الابتكاري وزيادة القدرة علي التأمل الذاتي مما يؤهل المراهق بصفة عامة الي الوصول الي مرحلة النضج.. وبما أن هذه التغيرات تحدث في سن مبكرة للفتيات بالمقارنة بالفتيان فإن ذلك يفسر سبب تفوقهن الدراسي في هذه المرحلة.
بالنسبة للتقلبات المزاجية فإن هذه المهن تشهد زيادة في الهرمونات الجنسية التي تسبب بعض التغيرات النفسية, فزيادة هورمون الاستروجين عند الفتيات يجعلهن أكثر حساسية وأكثر عرضة للانفعالات وتقلبات المزاج, وبالتالي اكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب بالمقارنة بالفتيان الذين يميلون اكثر الي العنف والتنافس بسبب الزيادة في هورمون التسترون..
وتشهد هذه المرحلة أيضا زيادة في حدة الصراعات النفسية عند المراهقين بصفة عامة والفتيات بصفة خاصة نتيجة البدء في التفكير في مفهوم الهوية والبحث عن الذات وما يتبعه من صراع بين الاستقلالية والاعتمادية يظهر في شكل خلافات مستمرة مع الأهل نتيجة عناد المراهقين وتشبثهم بآراء تكون في أحيان كثيرة مخالفة لآراء الوالدين ولكنها تهدف الي تأكيد الذات وإثبات الهوية الفردية.
أما بالنسبة للتغيرات الجسدية المصاحبة لهذه المرحلة فإنها تتميز بنمو ونضوج جسدي وجنسي مما يصيب بعض المراهقين خاصة الفتيات بالحيرة والقلق إذا لم يكن مهيئات للتعامل مع هذه التغيرات.
فالفتاة في هذه السن تبدأ في التفكير في الجنس وتبدأ في التعامل مع تودد الرجال لها بعد أن تكون نظرتهم اليها قد تغيرت من مجرد فتاة الي أنثي: وتعاني من الضغوط النفسية والصراعات الداخلية التي تجعلها اكثر عرضة للاضطرابات النفسية خاصة واذا كانت الأسرة لا تسمح بمناقشة هذه الموضوعات.
وعن التعامل مع هذه المرحلة يقول د. هشام انه يتوجب علي كل أم ـ نقبل هذه المرحلة باعتبارها مرحلة نمو طبيعية لكنها هامة في حياة ابنتها, فتتحلي بالصبر وهي تناقشها ولا تتشبث برأيها وتستمع الي وجهة نظرها وتحاول أن تجعلها تفهم وجهة النظر المخالفة لأن عناد الطرفين لن يفيد.
وعليها أن تكون صديقة لابنتها تحاول أن تفهم ما تمر به الابنة من تقلبات وتغيرات نفسية وأن تحترم مشاعرها مع وضع حدود واضحة وصريحة ومرنة في نفس الوقت حتي تمر هذه المرحلة بسلام.
ساحة النقاش