الزواج المثالي وهم كبير
سعدية شعيب 295 



عندما يضع الزوجان بعضهما تحت الملاحظة أو تحت الميكرسكوب لتتصيد الزوجة الأخطاء لزوجها في تصرفاته وسلوكياته

 

 أو اذا نسي عيد ميلادها أو عيد زواجهما وتتهمه بأنه فوضوي لا يضع الاشياء في مكانها فجوار به ملقاة أسفل السرير,وجرائده وبقايا سجائره علي السجارة مبعثرة فيتعالي صوتها أنه لا يساعدها في أعباء المنزل وربما يتصيد الزوج الاخطاء لزوجته أو يتهمها بانها تهمله أو انها دائما منشغلة عنه, وأن اكثر ما يضايقه منها اربطها لرأسهاب عندما تطهو لأن البخار يتلف شعرها أو انها تلفه علي االرولوب اثناء النوم وأنها لم تعد تلك المرأة التي تزوجها أو أنها ليست علي المستوي اللائق به عند ظهورها معه في المناسبات, وتذرعه بذلك ليخرج وحده..
عندما يحدث كل ذلك واكثر يكون كلا الزوجين قد وقعا في خطأ كبير, فالحياة الزوجية ليست دائما مثالية أو خالية من العيوب كما تظهرها معظم الأفلام الرومانسية, فالحياة الزوجية أعمق وأهم من هذا بكثير وتحتاج لإنجاحها لكثير من الصبر والعقل والنضج في التفكير.
كما يؤكد الدكتور محمد أحمد عويضة أستاذ الطب النفسي جامعة الأزهر الذي يشير الي ان البعض يري ان السعادة الزوجية تأتي من التشابه بين شخصية الزوجين ووجود الأماني والاحلام المتشابهة المشتركة, والتي تعتبر من أهم أسس التفاهم والود بينهما, بينما اكد البعض الآخر أن السعادة تنبع من اختلاف شخصية الزوجين وتأتي من التكامل بينهما, فاختلاف الميول والطموح والأحلام بين الزوجين يؤدي إلي تنوع الاهتمامات بينهما وثراء العلاقة وعدم وجود ملل في الحياة الزوجية.
امستر برفكتب
ويقول د.عويضة أن السعادة الزوجية تنبع من تقبل كل من الزوجين للآخر بميزاته وعيوبه وقدرة كل منهما علي التأقلم والتعايش مع شريك حياته كما هو بدون محاولة التخلص من العيوب التي يراها في الآخر لأن ما يسمي بالزوج المثالي أو الزوجة المثالية وهم كبير فلا يوجد في الحياة بشكل عام والعلاقات الإنسانية بشكل ما يسمي بالشخص المثالي أو العلاقة المثالية بل أن الشخص الذي يسعي لكي يكون شريك حياته مثاليا. أي لا يرتكب الأخطاء مطلقا. وإذا ارتكب خطأ ولو بسيطا لا يتم التسامح معه عادة ما يكون شخصية غير سوية ويسمي االشخصية الوسواسيةب أو امستر برفكتب أو امسز برفكتب والتي تسعي أن يكون كل شيء منضبطا كالساعة, وانه في سلوكياته اليومية لا يكذب ولا يخطئ علي الإطلاق.
قناع المثالية
وقد أثبتت الدراسات أن هذه الشخصية الوسواسية التي تسعي دائما إلي فرض قناع المثالية ـ ليس علي الطرف الآخر فقط إنما علي كافة أفراد الأسرة من الأبناء والمقربين ـ غالبا ما تخفي تحت هذا القناع الظاهر عكس ذلك, والزوجة التي يضغط عليها زوجها لكي تكون مثالية في كل شيء غالبا ما تفرح لغياب زوجها عن المنزل وسفره لأيام طويلة حتي تنزع قناع المثالية الذي يصر علي ارتدائها له أو تتعلل بزيارة أمها المريضة كي تعيش علي طبيعتها ولو لساعة في منزل الأسرة والزوج الذي تفرض عليه زوجته ارتداء ثوب المثالية في التصرفات والسلوكيات سرعان ما يتمرد علي هذه الزوجة بالخروج بمفرده أو مع أصدقائه لساعات متأخرة من الليل وأحيانا كثيرة قد يسعي الزوج وراء علاقة مع امرأة أخري غالبا ما تنتهي بزواج جديد وعادة ما تكون هذه المرأة ليست في جمال وشخصية ووظيفة وثقافة زوجته ولكنها تتميز عنها أنها لا تسبب له الضغوط ولا تنتقده ولا تحاول أن تغير مافيه من عيوب بل تترك شخصيته علي فطرتها وهي الأسباب التي تجعل أي زواج سعيدا.
وينصح الدكتور محمد عويضة كل الأزواج بالتعلم من نظرية أنشتاين أن كل شيئ نسبي لأنه لا يوجد شيء كاملا أو مثاليا, وحتي في الطبيعة يوجد قانون الفوضي وحتي الساعة تقدم وتؤخر والسعادة الزوجية لا تتحقق بافتراض المثالية في شخصية الزوج أو الزوجة, ولكن تتحقق بقبول كل منهما للآخر واحترام نقاط اختلافه بل واحتوائه بكل مافيه من نقاط ضعف وفوضي في حياته وسلوكياته, وكم من زوجات مرض أزواجهن ودخلوا المستشفيات فتمنين شفاءهم وعودتهم للمنزل سالمين حتي لو تضاعفت عيوبهم وأخطاؤهم, وكثيرا ما تكون الحياة المثالية أحد أسباب الانتحار كما في االسويدب وقديما قال اجدادنا لو الحياة كملت.. نخاف منها بمعني أنه نذير بنهايتها فالحياة الزوجية جديرة بأن تعاش بحلوها ومرها ونقاط القوة والضعف ومواضع الاكتمال والنقص فيها وبمواقف الفرح والحزن وأوقات الصحة والمرض والحياة بشكل عام جميلة بتنوعها واختلافها وفي بذل الجهد لتحقيق كل الآمال والأحلام.

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 195 مشاهدة
نشرت فى 13 مايو 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,796,374