مؤتمر «طبى» دولى يتوقع ارتفاع نسب الإصابة بسرطان الكبد فى مصر.. ويكشف عن علاج جديد لفيروس «سى»

كشف المؤتمر السادس والأربعون للجمعية الأوروبية لدراسة أمراض الكبد «Esal» المنعقد حالياً فى العاصمة الألمانية برلين، عن عقار جديد لعلاج فيروس «سى» يتم دمجه مع «الإنترفيرون» و«الريبافيرين» المستخدمين حالياً فى علاج فيروس سى.

وأوضح الدكتور إمام واكد، رئيس المعهد القومى للكبد، أن نتائج المرحلة الثالثة والأخيرة من الأبحاث للأدوية الجديدة التى تعالج فيروس «سى» جاءت «جيدة» فى علاج فيروس «سى» النوع الأول، حيث رفعت نسبة الشفاء التام من ٣٠٪ إلى ٧٠٪، وكذلك رفعت نسب الشفاء بين من لم يستجيبوا للعلاج من قبل من ١٥٪ إلى ٦٠٪، فيما يعنى أن ٧٠ إلى ٨٠٪ من مصابى فيروس «سى» من النوع الأول، يمكن أن يتم شفاؤهم تماماً باستخدام الأدوية الجديدة.

وقال واكد فى كلمته بالمؤتمر الذى يحضره ٦٠٠٠ طبيب وباحث عالمى و٢٦٠٠ عضو متخصص فى دراسة علوم الكبد: «هناك أدوية جديدة أخرى لمصابى فيروس سى فى المرحلتين الثانية والثالثة من الأبحاث ونتائجها مبشرة، وسوف تعمل على كل أنواع الفيروس بما فيها النوع الرابع المنتشر فى مصر، وتشير النتائج إلى أنها رفعت نسب الاستجابة إلى ٨٠٪ فى كل أنواع الفيروس»، مشيراً إلى أن هناك مجموعات جديدة من العلاجات يمكن من خلالها الاستغناء عن عقار الإنترفيرون والاعتماد عليها مباشرة فى علاج فيروس سى، ويتم تناولها عن طريق الفم.

وأضاف: «هذه الأنواع تمت تجربتها منذ العام الماضى، وكانت نتائجها فى الفترات القصيرة إيجابية جداً وتلك الأدوية خلال أربع سنوات يمكنها الاستغناء عن الإنترفيرون».

من جانبه كشف الدكتور جمال شيحة، أستاذ أمراض الكبد بجامعة المنصورة، عن اختبار معملى جديد يمكن عن طريقه معرفة مدى استجابة المريض للعلاج بالإنترفيرون، مؤكداً أنه من المقرر بدء استخدامه فى مصر خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وتوقع شيحة أن يتم إجراء دراسات على هذا الاختبار الجديد فى جامعة المنصورة للإعلان عن نسب محددة لمدى الاستجابة مع إجراء تحليل للبصمة الجينية لكل مريض للتأكد من مدى استجابته للعلاج بالإنترفيرون.

وقال: «فى حالة نجاح الدراسات على هذا الاختبار المعملى فى مصر سوف يتم عرضه على وزارة الصحة لاستخدامه فى تحديد مدى استجابة المرضى للعلاج بعقار الإنترفيرون»، لافتاً إلى أن هذا التحليل سيتكلف «٤٠٠ جنيه» فقط.

فيما كشف رئيس قسم أبحاث ودراسات الكبد بجامعة ميلانو الإيطالية الدكتور ماسيمو كولومبو، عن أن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعاً عالمياً ملحوظاً فى نسب الإصابة بسرطان الكبد، بسبب ارتفاع معدل الإصابة بالفيروسات الكبدية من النوعين «سى وبى»، لافتاً إلى أن مصر «ستتصدر دول العالم» فى تلك النسب، لكونها الأعلى فى معدلات الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدى الوبائى «سى».

وقال «كولومبو»- فى كلمته بالمؤتمر: «هذا يتطلب زيادة جهود القضاء على مصادر العدوى خاصة فى المستشفيات وأثناء التدخلات الجراحية والغسيل الكلوى وعيادات الأسنان، للعمل على خفض معدل الإصابات الجديدة بالفيروس، إلى جانب علاج الحالات المصابة أصلاً للتخلص من عبء المرض».

فى كلمته بالجلسة الأولى للمؤتمر قال الدكتور أشرف عمر، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد: «هناك دراسة حديثة أجريت فى مصر للوقوف على أسباب الارتفاع الملحوظ فى نسب الإصابة بسرطان الكبد، أكدت أنه يعود إلى ارتفاع أعداد الإصابة بفيروسى سى وبى، بالإضافة إلى سوء تخزين بعض الأطعمة ومن بينها الحبوب والفول السودانى مما يتسبب فى نمو فطر ينتج مادة أفلاتوكسين المسببة للسرطان، فضلاً عن استخدام المبيدات الزراعية المسرطنة»، مؤكداً أنه تقرر إجراء حملة موسعة تبدأ إجراءاتها فى مايو المقبل لرفع التوعية وتجنب تلك الأسباب لخفض نسب الإصابة.

وقال الدكتور جمال عصمت، أستاذ الجهاز الهضمى وعلاج أمراض الكبد وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية: «تم استغلال مؤتمر برلين فى عقد لقاء مع فريق مركز مقاومة الأمراض المعدية بمنظمة الصحة العالمية للحصول على دعم خاص ببرنامج مصر لمكافحة الفيروسات الكبدية حيث ستركز اللجنة القومية على هذا الهدف خلال الفترة المقبلة، وستعقد مؤتمراً ضخماً فى اليوم العالمى لمكافحة الفيروسات الكبدية الذى حددته منظمة الصحة العالمية فى ٢٨ يوليو، لوضع استراتيجية للمكافحة فى مصر بدعم من وزير الصحة الذى قرر تخصيص مبالغ كبيرة لخدمة الوقاية من الإصابة بالفيروسات الكبدية.