كتبت:مني حرك
يشكل مرض الفشل الكلوي ظاهرة خطيرة تواجه المجتمع حيث وصل عدد المرضي خلال العام الماضي إلي40 ألف مريض, وهو ما يعني أن لدينا أكثر من300 مريض لكل مليون نسمة, وهي نسبة تبلغ ضعف المعدل العالمي والتي تقدر بـ150 مريض لكل مليون نسمة فقط.
, بما يعادل25 ألف مريضا سنويا, حيث أكدت آخر الإحصائيات لمنظمة الصحة العالمية أن40% من هذه الحالات في حاجة إلي عمليات زرع كلي, أي أن لدينا حوالي10 آلاف حالة سنويا تحتاج لزرع كلي, بينما عدد عمليات زراعة الكلي التي تجري فعليا في مصر لا تتجاوز سنويا2000 حالة فقط, أغلبها من القادرين, بمعني أن هناك8 آلاف مريض فشل كلوي يموتون سنويا, نظرا لعدم امكانية زرع كلي سليمة لهم, ورغم عدم وجود دراسات فعلية للعلاقة بين التلوث والفشل الكلوي, إلا أن الأطباء يؤكدون إن حوالي30% من معدلات الفشل الكلوي في الفترة الأخيرة غير معلومة ويرجعونها إلي تلوث المياه بالمعادن الثقيلة وتلوث البيئة بالغازات وأبخرة المعادن والمبيدات والكيماويات في الاراضي الزراعية. ويؤكد الدكتور حسن أبو العينين مدير مركز الكلي بالمنصورة أن الفشل الكلوي المزمن مشكلة قومية, حيث أن كل مريض تتم زراعة كلي له يقابله عشرين مريضا يعانون من القصور الكلوي, وطبقا للإحصائيات العالمية فإن هناك42 ألف مريض يتم إعاشتهم علي الكلي الصناعية وتبلغ تكلفة الإعاشة علي الكلي الصناعية مع الأدوية اللازمة لذلك أكثر من120 مليون جنيه, وأن عدد الأفراد المصابين بدرجة من درجات القصور الكلوي أكثر من خمسة ملايين من المواطنين, وحوالي36% من أسباب الإصابة بالفشل الكلوي المزمن ترجع لارتفاع ضغط الدم و13% بسبب مرض السكر, وتمثل البلهارسيا5% ورغم انه لا توجد دراسات واضحة عن علاقة التلوث بالفشل الكلوي, إلا أن هناك علاقة مباشرة بين زيادة نسب الرصاص في مياه الشرب لأنها تساعد علي ارتفاع حامض اليوريك مما يؤدي إلي قصور في الكلي. ويوضح الدكتور جلال عبد السلام مدير مركز الكلي بالمطرية أن هناك مشاكل كثيرة تضر بالكلي وتؤثر علي وظائفها بشكل واضح, ومن أهمها عدم ضبط معدلات السكر والضغط, مما يؤثر علي وظائف الكلي ويزيد من معدلات الكرياتين, بالإضافة إلي أمراض الجهاز المناعي التي تؤثر علي الكلي كالذئبة الحمراء أو الالتهابات الصديدية أو الانسداد المزمن للجهاز البولي. ولذلك هناك نوعان من مشاكل الكلي مرحلة ما قبل الفشل الكلوي والتي يزيد بها الكرياتنين إلي أكثر من1.4 تكون الكلي في مرحلة خطيرة وإذا وصل إلي7 لابد من الغسيل الكلوي. وأكد الدكتور رمزي البارودي رئيس الجمعية المصرية لطب وزرع الكلي في الأطفال أن10% من المصابين بالفشل الكلوي من الأطفال, بسبب تلوث مياه الشرب خاصة في الريف بسبب المخلفات الصناعية والمبيدات الزراعية.
أما الدكتور اشرف دنيا رئيس قسم الكلي بمركز الكلي بالمطرية فأكد أن أكثر من30% من الإصابة بالفشل الكلوي نتيجة الإفراط في استخدام المسكنات والمضادات الحيوية, ولابد من التوسع في الزراعة وإقامة المشروع المتكامل للغسيل البريتوني الذي لا يحتاج إلي أجهزة خاصة أو زيارات متكررة للمستشفي ويقوم المريض نفسه بإجرائه بطريقة بسيطة مما يتيح للمريض حرية كاملة في الحركة مما يقلل الجهد علي المريض ويخفف العبء علي المستشفيات ويضيف الدكتور حسين شعيشع أستاذ الكلي بمركز الكلي بالمنصورة انه لابد من الانتباه سريعا لأسباب الفشل الكلوي والعلاج المبكر له من خلال السيطرة علي مرض السكري والانتظام في علاجه بحيث لا يزيد نسبة الهيموجلوبين السكري علي6.5% وان لا تزيد ضغط الدم علي80/130.
وينصح بضرورة متابعة نسبة زلال البول ونسبة الكرياتنين التي تعبر عن وظيفة الكليتين ويجب الإقلال من تناول البروتينات حيث تكون بمعدل0.6 جم لكل كجم مع المحافظة علي الوزن لأن السمنة عامل أساسي في مشاكل الكلي وعدم تناول أدوية الروماتيزم والمضادات الحيوية إلا تحت إشراف طبي.
ساحة النقاش