كتبت ـ مني عبد القادر:
هل من الممكن أن يأتي يوم تبتلع فيه المرأة قرصا من دواء لتخمد نار الغيرة التي تشتعل في قلبها حين تري زوجها يتحدث أمام المصعد مع جارتها أو حين تسمعه يضحك في حفلة مع إحدي قريباته؟
د. أحمد عكاشة أستاذ الأمراض النفسية بكلية طب عين شمس يقول في القرن العشرين تم اكتشاف العقاقير المضادة للقلق وغيره من الأمراض النفسية مثل الفصام والهلوسة والاكتئاب كما تم اكتشاف الاضطرابات الكيميائية التي تحدث في المخ وتسبب هذه الأمراض وهكذا مع اكتشاف الأسباب الكيميائية للأمراض تم التوصل إلي العلاج الكيميائي لها فبدأ الطريق الذي يمكن أن يوصلنا في يوم من الأيام إلي تصنيع أقراص لمنع الحقد وأقراص لمنع الغيرة تعطي الشفاء الكامل لمريض الغيرة الذي لا يعرف الراحة في الحياة. ويضيف د.عكاشة مصورا حياة من يعانون من نار الغيرة بأن هناك من المواقف التي يمر بها الزوجان والتي قد تدعو إلي اشتعال الغيرة بينهما مثلا: جملة قالها الزوج منذ زمن بعيد أحب المرأة الممتلئة فتظل هذه الجملة محفورة في قلب و عقل الزوجة لسنوات طويلة فتقف أمام المرأة وتدور حول نفسها لتري أنها أصبحت نحيفة أكثر من اللازم وهنا تقفز إلي ذهنها صورة جارتها الممتلئة التي نظر إليها الزوج طويلا! وهنا تشتعل نار الغيرة.
ويضيف إن هناك حالات من الغيرة المرضية التي تتطور حتي تصل إلي حالة من حالات الهيستيريا فهناك الزوجة التي تتصل كل ساعة بمكتب زوجها لتتأكد من أنه موجود وعند عودته تفتش ملابسه لعله يخفي دليل خيانته فهي في حالة شك دائم في تصرفاته ويقسم الزوج بأنه برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب ولكن بلا فائدة وتتهم الزوجة زوجها بأنه علي علاقة بامرأة أخري دون أن تملك ضده أي دليل!
والسؤال كيف تخمد نار الغيرة؟ يقول د. عكاشة بدلا من أن نكتوي بنار الغيرة يجب أن نقضي عليها حتي لا تزداد شدتها وتصبح أكثر خطرا وذلك بمحاولة فهم أنفسنا وكل هذه الأشياء الصغيرة التي تعذبنا والصراحة هنا مفيدة بأن تبوح الزوجة إلي الزوج بتصرفاته التي تسبب غيرتها فربما تكون تصرفاته عن غير قصد حتي يراعي المواقف التي تشعل نار الغيرة في قلبها ليتداركها ويحاول أن يتجنبها وهكذا يكون العلاج بالمصارحة بينهما وحتي يتم تصنيع أقراص منع الغيرة لابد من التفكير السليم والفهم الصحيح والثقة المتبادلة بينهما دون الحاجة إلي هذه الأقراص.
ساحة النقاش