معظم سيدات الصعيد يعتبرن الضرب والإهانة من قبيل «الرجولة»
كتب هدى رشوان ٢٠/ ١١/ ٢٠١٠
كشفت دراسة تحليلية حديثة عن أن معظم سيدات الصعيد يعتبرن الضرب والإهانة من مفردات الرجولة، وأنهن يرين أن من حق الرجل تأديب زوجته وعليها طاعته. وأشارت الدراسة، التى صدرت عن هيئة كير(care) فى إطار مشروع «سلامة وأمان»، والتى أجريت على ٣٠ مجتمعا بـ٣ محافظات هى «المنيا، وأسيوط، وسوهاج» إلى أن «الضرب، وإهانة الزوجة، والطلاق التعسفى، وحرمان النساء من الميراث» أكثر مظاهر العنف الأسرى، من أصل ١٤ قضية تناولتها الدراسة وهى «الضرب والإهانة، وعدم إنفاق الزوج، والمساومة على الحقوق، وختان الإناث، وتمييز الولد عن البنت، والحرمان من الميراث، والحرمان من التعليم للفتيات، ومنع الزوجة من الخروج من المنزل، والزواج الإجبارى، وطرد الزوجة من المنزل، وهجر الزوجات، والزواج المبكر، والدخلة البلدى، والطلاق غير الموثق». وقد توصل فريق العمل بالدراسة لهذه القضايا الـ١٤ من خلال لقاءاتهم بأهالى المجتمعات المستهدفة. وأوضحت الدراسة أن قضية ضرب وإهانة الزوجة، والنساء، والفتيات، والأطفال عموما، هى العامل المشترك الأول فى المجتمعات محل الدراسة، يليها «حرمان المرأة من الميراث، والطلاق التعسفى، والطرد من المنزل». وفيما يتعلق بالطفلة الأنثى جاءت قضية ختان الإناث فى المستوى الأكثر انتشاراً، يعقبها التمييز بين الولد والبنت وحرمان الفتيات من التعليم. وحول أسباب انتشار هذه الظواهر فى المجتمعات، وذكرت الدراسة أن «مظاهر الضرب والإهانة ضد النساء تعد مكوناً أساسياً من مكونات ثقافة المجتمع بكل فئاته، وترجع أسبابه إلى إثبات الرجولة، ولأنه واجب على الزوج تأديب زوجته» فيما أرجع رجال دين بهذه المجتمعات محل الدراسة، هذه الظواهر إلى «الفقر، وانخفاض مستوى الدخل، وبطالة الزوج، وعدم التراضى بين الزوجين فى الممارسة الجنسية». وتوصلت الدراسة إلى أن أول وأهم أسباب حرمان المرأة من ميراثها هو زواجها من خارج العائلة، والسبب الثانى هو سكوت المرأة عن حقوقها وعدم مطالبتها، مرجعة ذلك إلى ضعف المرأة ذاتها وانكسارها، بالإضافة إلى العادات والتقاليد التى تمنع البنات من الحصول على حقوقهن فى الإرث. ونقلت الدراسة عن الأهالى بعض المقترحات لمواجهة ما تتعرض له النساء من صور العنف الأسرى المختلفة، مثل نصيحتهم للطرفان «الزوج، والزوجة» بحل مشاكلهما بنفسيهما دون تدخل من أى شخص من الخارج، وذلك لأن الأهالى يرون أن المشاكل الأسرية، وما يتبعها من عنف، تبدأ بعد خروج أسرار المنزل إلى الاقارب والأغراب، ومحاولتهم التدخل بين الزوجين. وطالب الأهالى بتنظيم ندوات توعية ودروس وعظات دينية، للرجال والنساء حول قيمة الحياة الأسرية واحترام الطرف الآخر، واقترحوا تفعيل مجالس الآباء بالمدارس، من أجل حثهم على تعليم الفتيات. وحول قضية ختان الإناث أوضحت الدراسة أن أهالى القرى جميعاً يرون أن أهم وسائل محاربة هذه الظاهرة يتمثل فى دروس التوعية بالمساجد، وكلمات الوعظ بالكنائس، بالإضافة إلى تشكيل لجان مكونة من قيادات المجتمع للضغط على الأهالى لإيقاف هذه العادة. |
ساحة النقاش