قنوات الاطفال.. للترفيه فقط ١٧/ ١١/ ٢٠١٠ |
بالأمس القريب كان الأب والأم العاملين الأساسيين لتربية الأبناء، ولكن بعد أن أصبحنا فى زمن العولمة أصبح الوالدان مجرد مشاركين فى التربية، وهناك مشارك آخر نترك له أبناءنا ونحن مطمئنين له وهو التلفاز! وبعد انتشار الأقمار الصناعية أصبح الإعلام له دور أساسى فى تشكيل وعى الطفل أو تشويهه بالمعنى الأدق، أدعوك دعوة خاصة لمشاهدة جميع القنوات المتخصصة التى تبث للطفل فهى ليست كثيرة وتسأل نفسك عما يمكن أن تثمر عنه مثل تلك القنوات عندما يشاهدها أولادنا؟ أولا هناك قنوات عديدة هدفها فقط التسلية والترفيه فتجدها ٢٤ ساعة تبث أفلام الكارتون فقط نتركها جانباً.. نأتى للقنوات الأخرى وهى عديدة أيضاً وفى هذه القنوات تجد سمة مشتركة وهى اتخاذ الأغنية الأسلوب الوحيد لتوصيل المعلومة لدى الطفل لا يوجد أسلوب غيره!! فتجدها ٢٤ ساعة أغانى أطفال، ومن ناحية أخرى تقتصر تلك القنوات بأكملها على التربية الأخلاقية فقط دون غيرها، فهى تعلم الطفل ألا يكذب، وأن يحترم الآخرين، وألا يغش وهذا كله جيد ومطلوب، ولكن لم الاقتصار عليه فقط؟! لم لا يوجد أى معرفة علمية أو تاريخية؟ فمثلاً لم لا تعطيهم معلومات مبسطة تناسب الطفل حول جغرافية وطنه أو بعض الشخصيات التاريخية المهمة المؤثرة فى الوطن، حتى يتربى الطفل على القدوة والمثل الأعلى؟! لم لا نربى فيهم الفكر الأدبى والإبداعى عن طريق قصة قصيرة أو بيت شعر، حتى لا يصبحوا كغيرهم أعداء القراءة! هذا وبدأ السعى الحثيث للتجارة يزحف لتلك القنوات، عندما تجد إعلان تنزيل نغمات ألبوم للأطفالاً على هواتفهم المحمولة، لاحظ أننا نخاطب أطفال أعمارهم ما بين ٤ و١٢ سنة ونطلب منهم أن يدخلوا كود النغمة إلى هواتفهم المحمولة!! وهناك أيضاً شريط الرسائل القصيرة وهو عامل أساسى لاستنزاف الأموال، وعامل مهم فى دعم القنوات، وهناك مسابقات تنظمها بعض القنوات لاكتشاف الأطفال الذين يمتلكون صوتاً جميلاً بدلاً من البحث عما فى عقولهم، فلدينا فى عالمنا العربى مطرب لكل مواطن، ولكن كم مفكراً وعالماً؟! وفى بحثى فى تلك القنوات لم أجد قناة مصرية متخصصة- تابعة للدولة- تبث للطفل أبداً.. وقبل أن تفاجئنى بأن هناك قناة النيل للأسرة والطفل أدعوك لمشاهدتها، لتعلم أنها لا تمت للطفل إلا فى العنوان وبعض الأشياء التافهة الأخرى!! لقد نسينا أطفالنا فياليت وزير الإعلام يتفضل مشكوراً إما أن يأمر بأن تكون هناك قناة واضحة للطفل.. أو يعيد صياغة القناة الموجودة لتصبح اسماً على مسمى. محمد أحمد صديق على الأقصر- نجع أحمد سليم |
ساحة النقاش