بقلم: محمد حامد الجمل صدر في الأسبوع الماضي حكم من محكمة القضاء الإداري بإلغاء القرار السلبي بامتناع الحكومة عن إصدار قرار بتحديد الحد الأدني للأجور وقد قام الحكم علي أساس ما نص عليه الدستور في المادة 23 منه، فضلاً عما نص عليه قانون العمل رقم 52 لسنة 1984 وقضي بتنفيذ الحكم بالنسبة للعاملين بالدولة والقطاع العام والقطاع الخاص وبرفض ادعاءات ومزاعم الحكومة بوجود عقبات تمنع تنفيذه، حيث نص قانون العمل علي تشكيل مجلس أعلي للأجور يختص بوضع الحد الأدني لها، ويشكل برئاسة وزير التنمية الاقتصادية وعضوية كل من وزير العمل مع ممثلين لاتحاد العمال وأرباب الأعمال.. إلخ.. وقد صرح رئيس الوزراء بأن الحكومة تحترم أحكام القضاء وأنها سوف تنفذ الحكم!! وبذلك أيضاً صرح الوزير عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية إلا أنه كالمعتاد من »حكومة رجال الأعمال« فقد اجتمع المجلس المذكور الخميس الماضي وقرر رفع الحد الأدني للأجر الشامل الذي يتقاضاه العامل بالقطاع الخاص إلي 400 جنيه فقط بدلاً من 280 جنيهاً، وتضمن القرار إلزام جميع المنشآت بالحفاظ علي الحقوق المالية للعاملين إذا زادت علي الحد الأدني المذكور، وترك المجلس تحديد الحد الأقصي للأجور، للتفاوض المباشر بين ممثلي العمال وأصحاب العمل!! كما وافق علي وجوب تعديل الحد الأدني بصفة دورية، لا تزيد علي ثلاث سنوات وذلك في ضوء المتغيرات التي تطرأ علي المستوي العام للأسعار وتكلفة المعيشة!! وصرحت وزيرة القوي العاملة بأن هذا القرار ليس نهائياً وأنه سوف يعقد اجتماع في الاتحاد العام للعمال لبحث الموضوع والتوصل إلي تحديد نهائي، ولم يحدث هذا التحديد النهائي وقد برر رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة تحديد الـ 400 جنيه كحد أدني للأجور بأن الزيادة تعتبر »نقلة نوعية« قياساً بالحد الأدني النافذ للأجور، والذي بلغ 53 جنيهاً فقط سنة 1981 وحذر بأن زيادة الحد الأدني للأجور علي 400 جنيه سوف تؤدي إلي زيادة معدلات التضخم وسوف يرفع أسعار الخدمات والسلع بما يؤدي إلي رفع هذا الحد الأدني من جديد. ورفض الاتحاد العام بنقابات عمال مصر قرار المجلس الأعلي للأجور لأنه لا يلبي طموحات العمال فهو لا يكفي لتوفير 2 سندويتش فول للعامل ثلاث مرات يومياً.. وأعلن ممثل العمال في المجلس المذكور ما انتهي إليه الخبراء من اقتراح ثلاثة مستويات للحد الأدني للأجور بحيث يكون للعامل العادي 500 جنيه وللعامل المتوسط المهارة 700 جنيه وللعامل الماهر 1000 جنيه ويصل إلي 1200 جنيه ويجوز أن يكون ذلك دون حد أقصي، ولقد تابعت الحوار الذي دار علي قناة »المحور« ببرنامج 48 ساعة مع الوزير عثمان منذ أيام وقد ذكر أنه قد حددت الحكومة مبلغ الـ 400 جنيه علي أساس مستوي الفقر الذي يقدر بـ 2 دولار يومياً وذلك مع مراعاة مستوي الدخل القومي الإجمالي ومتوسط الأجور.. وأضاف د. النحاس والوزير أن الحد الأدني المذكور لا شأن له بالعاملين بالدولة لأن أول مربوط أدني الكادر يصل إلي 407 جنيهات وهو أعلي من الحد الأدني المذكور، وقد نفي عدد من العاملين بالدولة حصول أي منهم علي 407 جنيهات شهرياً، وقد أثير في هذا الحوار العديد من التبريرات والآراء غير الصحيحة. |
نشرت فى 6 نوفمبر 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,795,260
ساحة النقاش