بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

تقنين اختبار الدوائر من الصورة الشكلية "ب" لبطارية تورانس للتفكير الإبداعي على الأطفال في الأعمار من (8-12) سنة بمدارس القبس بولاية الخرطوم

 

مجلة دراسات تربوية،14 ، 102 – 137

 

إعداد

د.صلاح الدين فرح عطا الله

أستاذ مساعد و رئيس قسم علم النفس ، جامعة الإمام المهدي

 

 

 

 

 

توجه المراسلات الخاصة بهذا المخطوط على العنوان التالي

الخرطوم _ رمز بريدي 11111 _ ص.ب 11749

تلفون منزل 0183430438 _ 01834380040

تلفون مكتب 0577830002 _ 0577830004

فاكس 0183789125 _ 0183789152

موبايل 01912921175

E mail : slh9999 @yahoo.com

 

 

 

تقنين اختبار الدوائر من الصورة الشكلية "ب" لبطارية تورانس للتفكير الإبداعي على الأطفال في الأعمار من (8-12) سنة بمدارس القبس بولاية الخرطوم

 

ملخص الدراسة

     هدفت الدراسة الحالية إلى تقنين اختبار الدوائر لدى الأطفال في الفئات العمرية (8- 12  ) سنة في مدارس القبس، وذلك من خلال التعرف على دلالات الصدق والثبات ، وسودنة نماذج التصحيح ، واستخراج معايير الاختبار. تم تطبيق الاختبار على عينتين استطلاعيتين الأولى (49) مفحوصا، والثانية (64) مفحوصا ، أما عينة التقنين فبلغ حجمها (988) مفحوصا (52%) ذكور ، و(48%) إناث، واستخدم الباحث الإصدار (12) من حزمة البرامج الإحصائية للعلوم الاجتماعية (spss- 12)  .

        كشفت النتائج بأن الاختبار يتمتع بالصدق الظاهري ، والصدق الذاتي للاختبار الكلي وأبعاده الفرعية وقد تراوحت معاملات الصدق الذاتي بين (0.88- 0.96) ، كما تميز الاختبار بصدق التمييز بين المجموعات الطرفية (العليا والدنيا) في الاختبار وأبعاده الفرعية بمستوى دلالة (0.001) ، وارتبط الاختبار مع الطلاقة في مقياس ولاش وكوجان بمقدار(0.266) بمستوى دلالة (0.05) ، وبلغت نسبة التشابه بينهما (51.6%)، بينما كان معامل الصدق الحقيقي (0.303) وهو دال إحصائيا، وتراوحت معاملات الارتباط الداخلية بين الاختبار وأبعاده ما بين (0.43- 0.88) مما يشير لاتساقه داخليا. أما ثباته فقد حسب بطريقتين ، الأولى هي ثبات التصحيح وقد تراوحت المعاملات للأبعاد وللدرجة الكلية بين (0.78- 0.93) ، والثانية هي طريقة الإعادة وقد تراوحت المعاملات بين (0.77- 0.97). وتمت سودنة نماذج التصحيح وذلك اعتمادا على استجابات عينة التقنين ، كما أعد مفتاح تصحيح يحتوي على (292) استجابة مختلفة ، وتم تحديد الأشكال التي تعطى درجات في المرونة والأصالة. وقام الباحث باستخراج المعايير التائية للاختبار حسب العمر الزمني والنوع . وبناء على هذه النتائج أوصت الدراسة باستخدام الاختبار لأغراض تشخيص القدرة على التفكير الإبداعي في مجتمع الدراسة.

 

 

 

 

 

المقدمة

          يعتبر جيلفورد (Guilford, 1950) أول من لفت الانتباه لموضوع دراسة الإبداع في خطابه الشهير أمام رابطة علم النفس الأمريكية عام 1950م ، هذا فضلاً عن إسهامه في الدراسات الإبداعية بنموذجه (بنية العقل) في العمليات العقلية ، كما أكد على أن مفهوم الإبداع يعتبر ركناً أساسياً في البناء العقلي للفرد، وأن دراسته  تتعدى الحدود الضيقة لنسبة الذكاء. ومن بعد جيلفورد يعتبر تورانس (Torrance, 1968) الشخصية الثانية في مجال تطور الأبحاث الخاصة بالإبداع ، خاصة في قياس الإبداع (عبد السلام عبد الغفار، 1977) وقد ظلت مقاييسه يعتمد عليها اعتمادا كليا في معظم دول العالم منذ الستينات وحتى اليوم، وقد أفادت النشرة الإخبارية للمجلس العالمي للأطفال الموهوبين (World Gifted, 2003) أنه ظلّ منذ الستينات يطور ويبحث في الإبداع ومقاييسه والتي استخدمت في القارات الخمس ، كما كتب عشرات الكتب ، و أكثر من (2000) مقال ودراسة ، حتى وفاته في يوليو (2003).

       وجد موضوع الإبداع ومقاييسه اهتماما عالميا وإقليميا منقطع النظير وذلك لأهميته بالنسبة للإنسان في المجتمعات المعاصرة، وفي السودان أجريت بعض الدراسات عن الإبداع مثل دراسات (إبراهيم الهادي ، 1981 ؛ بثينة إبراهيم ، 1987 ؛;Grotberg &Badri,1992  ناجي بلدو ، 1993 ؛ أماني علي، 2002Khaleefa etal 1996a, 1996b) ، وكذلك أجريت بعض الدراسات المهمة لتوطين مفاهيم الإبداع مثل دراسات عمر الخليفة وآخرون (Khaleefa et a,1996c, 1997) ، وكذلك دراستي عمر الخليفة لتحليل أبحاث الإبداع والذكاء والموهبة في العالم العربي (2000) ، (Khaleefa, 1999) .

    بالإضافة لهذه الدراسات المهمة في مجال الإبداع  أجريت خمسة محاولات لتجريب مقاييس الإبداع والتحقق من صلاحيتها في البيئة السودانية ، وهذه المحاولات هي : محاولة إبراهيم الهادي (1981)، الذي أجرى دراسة على مقياس تورانس للتفكير الإبداعي الصورة الشكلية (ب) ، وقامت بثينة إبراهيم (1987) بدراسة على مقياس عبد السلام عبد الغفار للإبداع، كما قام ناجي بلدو (1993) بدراسة على مقياس سيد خير الله ، وأجرت سناء النيل  (2000) دراسة للمقياس الذي ترجمته في مصر سناء محمد نصر ، وقامت أماني علي  (2002) بإجراء دراسة على بطارية   جيلفورد ، لم تستخدم هذه المقاييس في الممارسة العملية مثل تفعيل البيئات المدرسية والمهنية بتشخيص وتنمية التفكير الإبداعي، ولكن هذه المقاييس تم استخدامها في الكثير من الدراسات على مستوى الماجستير والدكتوراه  مثل : دراسة هبة الله  سالم (1996) ، ولبنى البنا (1997) ، وأماني علي (1998)، وأمل النور (1998) ، وهالة جيلاني  (1998، 2002) ، وأحمد عودة (1999) ، وشاهيناز عثمان (2000) ، وعبيد الله الحاج (2001) ، وأسامة الشيخ (2002) ،  ومحمد الطالب (2002) ، وأمينة عثمان (2002) ، وزكية عامر (2003)، وليلى عبد العظيم (2004) . وكان أكثر المقاييس استخداماً هو مقياس سيد خير الله الذي جربه ناجي بلدو (1993) على البيئة السودانية رغم أن هناك مقاييس عالمية أكثر منه شهرة لدى الباحثين عالمياً وعربياً .

        من العرض السابق يتضح ما يلي :

(1)   مدى الحاجة في السودان إلى مقاييس مقننة للتفكير الإبداعي للاستخدام في البحوث في مستوياتها العليا والدنيا، وكذلك لاستخدامها في الممارسة العملية لتشخيص القدرة على التفكير الإبداعي.

(2)   معظم الدراسات التي أجريت اقتصرت على التحقق من صلاحية مقاييس التفكير الإبداعي فقط ولم تهتم بتقنين هذه المقاييس مما شكل عقبة في الاستفادة منها بصورة دقيقة وشاملة.

(3)   أجريت معظم الدراسات على طلاب المرحلة الثانوية والجامعية، وأهملت مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة إلى حد كبير.

(4)   يلاحظ قلة الدراسات في مجال التفكير الإبداعي مقارنة مع دراسات الجوانب العقلية كالذكاء والتحصيل الدراسي مثلا، كما يلاحظ عدم وجود أي محاولة جادة لتقنين وتطوير مقاييس للتفكير الإبداعي (هذا بعكس ما وجدته اختبارات الذكاء)، مما أدى لصعوبات جمة في دراسة هذا الجانب من جوانب التنظيم العقلي للإنسان .

(5)   تم التركيز بصورة كبيرة على المقاييس اللفظية وأهملت إلى حد كبير المقاييس الشكلية ، رغم أهميتها للأطفال وغير المتعلمين.

أهداف الدراسة

    تهدف الدراسة الحالية لتحقيق الأهداف التالية:

(1)   التعرف على دلالات صدق اختبار الدوائر لدى الأطفال في عمر (8- 12) سنة.

(2)   التعرف على دلالات ثبات اختبار الدوائر لدى الأطفال في عمر (8-12) سنة.

(3)   سودنة نماذج تصحيح الاختبار.

(4)   استخراج معايير للمقياس للأعمار المشار إليها أعلاه.

 

 

التفكير الإبداعي

          يعد التفكير الإبداعي صورة فريدة من صور النشاط العقلي للفرد (محمد حسن وزينب العضب ، 1998) . ويعتمد هذا المحك على إظهار الأفراد الذين يتميزون بدرجة عالية من الطلاقة والمرونة والأصالة في أفكارهم ( زيدان حواشين ومفيد حواشين ، 1998 ؛ علي خريشة ،2001  ؛ محمد الحلية ، 2001 ؛ أحمد منصور ، 1989) ،  و يؤكد مجدي حبيب ( 1990أ ،1990ب ، 2001) إن أغلبية تعريفات العلماء اشتملت على الثلاثة الآنفة وأضافت بعداً رابعاً هو الإتقان والتفاصيل ، وقد أسماه تورانس بالتطوير أو التحديث Elaboration (فرماوي محمد ، 2003) . وقد عرف جيلفورد (Guilford, 1959) التفكير الإبداعي بأنه سمات استعدا دية ، تضم طلاقة التفكير، والأصالة ، والحساسية للمشكلات ، وإعادة تعريف المشكلة وإيضاحها بالتفصيلات ، وهي قدرات يمكن تصنيفها تحت مظلة التفكير الناقد . أما تورانس (Torrance, 1969) فقد عرفه بأنه عملية تساعد الفرد على أن يكون أكثر حساً للمشكلات ، وجوانب النقص والتغيرات في مجال المعرفة والمعلومات ، واختلال الانسجام وتحديد مواطن الصعوبة، والبحث عن حلول والتنبؤ وصياغة فرضيات واختبارها وإعادة صياغتها ، أو تعديلها من أجل التوصل إلى نواتج جديدة يستطيع الفرد نقلها للآخرين . ونقل علي خطيب (1995) وعادل عبد الله (1994) وشاكر شاكر (1995) بعض المفاهيم التي ظهرت حديثاً لمحك الإبداع مثل القدرة على التجريد وتآلف الأشتات والعصف الذهني، كما يرون أنّ للابتكار والإبداع مستويات هي : مستوى الإبداع الفردي ، ومستوى الإبداع الناقد ، ومستوى الإبداع الخلاق.

          وقد وصف رينزولى (Renzulli,2004) الشخص المبتكر بأنه ذو طلاقة ومرونة وأصالة في الأفكار، منفتح على الخبرة ، مستجيب للجديد حتى وإن كان غير منطقياً في الأفكار والأفعال في منتجاته أو منتجات الآخرين ، محب للاستطلاع ، تأملي ، مغامر ، يتلاعب بالأفكار ، لا يخشى المخاطرة في أفكاره وأفعاله إلى الحد الذي لا يمكن فيه كبح المخاطر، حساس للتفاصيل ، يقدر الجماليات في الأفكار والأشياء ، يمتلك استجابات فعالة للمثيرات الخارجية سواء كانت أفكاراً أو مشاعر .

          ذكر رمضان القذافي (1996) أن الإبداع له أربعة محاور أساسية ، وفي نفس السياق ذكرت صفاء الأعسر (2000) أن رودس (Rhodes, 1982) جمع أكثر من (56) تعريفاً استخلص منها أربعة محاور أساسية تتفاعل لتعطي المعنى الوظيفي للابتكار ، وهذه المحاور هي: خصائص الفرد المبتكر ، وخصائص عملية الإبداع ،  وخصائص المنتج ، وخصائص المناخ.

          وذكر فتحي الزيات (1998) أن هناك سبعة مداخل تناولت الإبداع بالدراسة هي : مدخل دراسة الحالة ، والمداخل السيكومترية ، والمداخل الاجتماعية والقياسية التأريخية ، ومدخل التحليل النفسي ، والدراسات البيوغرافية أو السيرة الذاتية ، والمدخل البراغماتي العملي، ومدخل التركيب المورفولجي والذكاء الاصطناعي . كما أشار إلى مقترح امابيل (Amabile, 1986) في نظريتها للابتكار التي تقوم على الخلفية المعرفية ، والأسلوب المعرفي ، والعوامل الاجتماعية، والمؤثرات البيئية . كما أشار إلى النظريات التي تقوم على المزج بين كل من العوامل المعرفية والعوامل الاجتماعية والبيئية ومن هؤلاء استيرنبيرج ولوبارت (Sternberg and Lubart, 1990) ، وقد ركز على هذه الجزئية المهمة محمد حسن وزينب العضب (1998) .

مقاييس التفكير الإبداعي

          يرى فاروق الروسان (2001) أن هناك عدد من المقاييس المناسبة لتحديد الإبداع، مثل مقاييس تورانس للتفكير الإبداعي (Torrance Tests of  Creative Thinking ، 1966) الذي تراكم حوله كم هائل من الدراسات في أوربا وآسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية (محمد أمير خان ، 1991) ، وهو يتألف من صورتين لفظية وشكلية ، ومقياسي الاستخدام البديل والمترتبات لجيلفورد ،  وكذلك مقياس تورانس وجليفورد للتفكير الإبداعي ، ومقياس ولاش وكوجان (Wallach & Kogan, 1966) ( على سليمان ، 1990ب) . وهناك بعض المقاييس العربية المترجمة والمطورة من مقاييس عالمية مثل اختبارات عبد السلام عبد الغفار (1977)، وسيد خير الله (1974) (حمدى حسانين ، 1997)، وظهر مؤخرا مقياس من أهم المقاييس للإبداع هو مقياس كلاوس ايربان (عمر الخليفة ، 1999).

يرى المهتمون أنّ مقاييس تورانس  (Torrance, 1966) الشكلية واللفظية من أفضل الأساليب الموجودة لقياس القدرة على التفكير الإبداعي (تيسير صبحي ، 1992؛ فاروق الروسان ، 1996 ، 2001 ؛ فتحي جروان ، 1999). و تستخدم  اختبارات تورانس بصورة واسعة في قارات العالم الخمس (محمد التو يجري وعبد المجيد منصور ، 2000 ؛ محمد أمير خان ، 1991) ، وقد استخدمت في الدراسات عبر الثقافية مثل دراسة محمد أمير خان (1989) ، هذا فضلاً عن استخدامها في الكثير من الدراسات بالدول العربية مثل : مصر (عبد الله سليمان وفؤاد أبو حطب، 1973 ؛ فؤاد أبو حطب وعبد الله سليمان ، 1973 ، 1978 ؛ سمية عبد الوارث ، 1996) ، وفي السودان (إبراهيم الهادي ، 1981؛ ليلى عبد العظيم، 2004) ،  وفي الأردن (راشد الشنطي ،1983) ، وفي السعودية (عبد الله النافع وآخرون ، 2000 ؛ ومحمد أمير خان، 1991) ، وفي الإمارات (عطية فريج ، 1995 ؛  شاكر قنديل ، 1997) .

         أما اختبار الرسم بالدوائر موضوع الدراسة الحالية فهو جزء من مقياس توارنس للتفكير الإبداعي الصورة الشكلية "ب" ، وهو من أشهر المقاييس العالمية لقياس الإبداع، وهو جزء من بطارية شهيرة من إعداد توارنس (1968 , 1966)، وتحتوي على الصورة الشكلية (أ) و (ب)، والصورة اللفظية (أ) و(ب) ، وتحتوي الصورة الشكلية (ب) على ثلاثة أنشطة هي: (تكوين الصورة ، وتكملة الخطوط، والدوائر ) .

تقنين الصورة الشكلية "ب" على المجتمع الأمريكي

الثبات

         تم إيجاد ثباته عن طريق ثبات التصحيح بين مصحح متمرس وآخر مبتدئ على عينة مكونة من (100) فرد ، فكانت الارتباطات في أبعاد الاختبار الأربعة دالة عند مستوى (0.001).كما أجري الثبات بطريقة الإعادة على عينة من (54) طفل وطفلة  في مجموعتين كان الفرق بين إجراء التطبيقين الأول والثاني (8) أشهر وحصل على معاملات تتراوح بين (0.5- 0.8).

وللتحقق من ثبات اختبار الدوائر ذكر فؤاد أبو حطب وعبد الله سليمان (1973) أن ياماموتو(Yamamoto, 1962) وجد أن معاملات الارتباط التالية بين مصححين اثنين قاما بتصحيح (64) نسخة من اختبار الدوائر كل منهما مستقل عن الآخر كما يلي : الطلاقة (1.00) ، المرونة (0.91) ، وألا صالة (0.98) .

الصدق

استخدم تورانس صدق المحتوي، ووضع اختباراته وفقاً لأفضل نظرية وبحوث كانت موجودة في ذلك الوقت(1966) .أما في صدق التكوين الفرضي فقد ارتبط المقياس مع اختبارات أخري كثيرة، وعلى عينات مختلفة أطفال، وتلاميذ مدارس ثانوية، وراشدين، وقد أكدت هذه الدراسات  على صدقه التكويني، وفي جانب الصدق التلازمي استخدم محك تقديرات المدرسين .

تقنين الصورة الشكلية "ب" في الدول العربية

قام عبد الله سليمان وفؤاد أبو حطب (1973)، وفؤاد أبو حطب وعبد الله سليمان (1973، 1978) بتقنين الصورة الشكلية (ب) على عينة من الأطفال في مصر تتراوح أعمارهم بين (12-15) سنة وتم إيجاد الصدق التلازمي له مع تقديرات المعلمين ، وكذلك بالمقارنات الطرفية ، وكانت كلها دالة عند مستوى (0.01) . ولحساب درجات الثبات تم استخدام ثبات التصحيح بين (6) مصححين مختلفين، وحقق ارتباطات عالية ثم بعد ذلك تم إعداد نماذج للتصحيح، واستخدمت مع فئات عمريه متنوعة، وقد أكدا على أنها صالحة للاستخدام مع الأفراد من الحضانة، وحتى الجامعة، حيث أثبتت دراساتهم اللاحقة ذلك .

     وفي الأردن قام راشد الشنطي (1983) بإعداد الصورة اللفظية (أ)، والصورة الشكلية (أ) لتتناسب مع البيئة الأردنية ، أظهرت نتائج دراسته وجود علاقة ارتباطيه بين الدرجة الكلية للطلبة على المقياس وصورتيه اللفظية والشكلية ، بالإضافة إلى وجود علاقة إرتباطية بين الدرجة الكلية على المقياس ودرجات المقياس الفرعية للطلاقة والمرونة والأصالة ، كما أظهرت معاملات الثبات للمقياس بصورته الأردنية المحسوبة بطريقة الإعادة دلالات إحصائية جيدة بلغت (0.70) للصورة اللفظية ، و (0.66) للصورة الشكلية، وهاتان الصورتان مستخدمتان على نطاق واسع وأساسي في الأردن.

    وفي السعودية قام محمد أمير خان (1991)  بدراسات عليه في المنطقة الغربية حيث قام بتقنين الصورة اللفظية من المقياس، وقام عبد الله النافع وآخرون (2000) بدراسات عليه في مدينة الرياض في إطار مشروع الكشف عن الموهوبين، وفي الإمارات استخدمه شاكر قنديل (1997) ، وعطية فريج (1995) .

خصائص الصورة الشكلية "ب" في البيئة السودانية :

قام إبراهيم الهادي (1981) باستخدام الصورة الشكلية (ب) في دراسته على طلبة المرحلة الثانوية وقد قام بالتحقق من خصائصه السيكومترية فكانت كالآتي:

 ثبات التصحيح

        قام بحساب الارتباط بين المعاملات لاثنين من المصححين على عينة (ن=35) وكان  الارتباط بين تصحيحيهما عاليا في عينتي الذكور والإناث.

الثبات بإعادة الإجراء:  

        في عينة الذكور بلغ ثبات الطلاقة (0.957) ، والمرونة (0.618) ، والأصالة (0.944) ، والتفصيلات (0.949) . أما عند الإناث  بلغ ثبات الطلاقة (0.976) ، والمرونة (0.977) ، والأصالة (0.815) ، والتفصيلات (0.918) .

صدق الاختبار

قام إبراهيم الهادي (1981) بإجراء الصدق التلازمي مستخدماً تقديرات المدرسين باختيار (3) معلمين يعرفون الطلاب معرفة جيدة ، فقام بتصنيف الطلاب إلى فئتين: الأكثر إبداعا. والأقل إبداعا، ثم حسب الفروق بينهم في اختبار تورانس فكانت النتيجة دالة لصالح الأكثر إبداعا . كما قام بإجراء صدق التكوين الفرضي بين أبعاد المقياس، والمقياس الكلى لدي الذكور فكانت معاملات الارتباط ما بين (0.47- 0.88)، ولدي الإناث بلغت ما بين (041.- 0.83).

وقد قامت الباحثة بثينة إبراهيم (1987) بحساب الصدق  التطابقي مع أبعاد مقياس عبد السلام عبد الغفار للتفكير الإبداعي على عينة من (41) طالب وطالبة بالمرحلة الثانوية في محافظة النيل الأبيض فكانت معاملات الارتباط لدى الذكور ما بين (0.72- 0.89) ، أما لدى الإناث (0.58- 0.91).

الصورة العربية من مقياس الدوائر

         تري آمال صادق وآخرون (1996) أن هذا الاختبار أكثر الأنشطة حرية وقابلية للتقنين كما أنه يحرر المفحوص من أفكار الزاوية، والمنظور، والامتداد المكاني، وهي معان أكثر استقراراً في الثقافة الغربية؛ ولذلك قامت لجنة الخبراء المكلفة من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للكشف عن الموهوبين باستخدامه لقياس الإبداع بأبعاده الثلاثة (الطلاقة، والمرونة، والأصالة) في أربعة دول عربية هي : مصر، والعراق ، والإمارات العربية المتحدة ، وتونس . وقد حقق درجات صدق وثبات عالية سوغت استخدامه على عينات الدراسة في المرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية ، ووجد ماهر أبو هلال وخالد الطحان (2002) أن معامل ثباته عن طريق ثبات التصحيح يبلغ (0.80) .

أما عن خصائص اختبار الدوائر السيكومترية ففي دراسات أجراها شاكر شاكر وعبد اللطيف خليفة ( 2000) في مصر بلغ ثبات الدوائر لعينة من تلاميذ المرحلة الابتدائية ( ن = 52 ) عن طريق إعادة الاختبار (0.471) ، وعن طريق ثبات التصحيح (ن = 32) بلغت درجة الثبات (0.44) . وفي دراسة أخرى لهما كان ثبات الدوائر (لقياس المرونة) عن طريق إعادة الاختبار على تلاميذ الصف السادس ذكور (ن = 30) بلغت درجة الثبات (0.531) , وللإناث (ن = 21) بلغت درجة الثبات (0.637) ، وثبات التصحيح للصف السادس ( ن = 30) ذكور وإناث يساوي (0.89) . وفي دراسة ثالثة لهما باستخدام الدوائر لقياس المرونة لتلاميذ الصف السادس (ن = 51) بلغ الثبات عن طريق الإعادة (0.69) ، وثبات التصحيح (ن=30) بلغ (0.89) .

 

 

 

 

وصف المقياس

يتكون المقياس من (40) دائرة يطلب من المفحوص في (10) دقائق أن يرسم أكبر عدد من الموضوعات أو الأشكال والصور.

تعليمات المقياس

يقال للمفحوص في عشر دقائق: "حاول أن ترسم اكبر عدد من الموضوعات أو الصور مستخدماً الدوائر الموجودة في أسفل هذه الصفحة والصفحة التالية ويجب أن تكون الدوائر هي الجزء الأساسي من كل صورة أو رسم.

ثم أضف خطوطاً بقلم الرصاص للدوائر لكي تكمل الصورة، حتى تستطيع أن تضع علامات في داخل الدوائر أو خارجها ، أو في داخلها وخارجها معاً في أي مكان تريد، ولكي ترسم الصورة حاول أن تفكر في أشياء لم يفكر فيها أحد ، وارسم أكبر عدداً ممكناً من الصور أو الموضوعات المختلفة، وضع أكثر ما تستطيع من الأفكار في كل صورة . ثم اجعل هذه الصور تحكي قصة كاملة مثيرة للاهتمام ، وأضف اسماً أو عنواناً مناسباً أسفل كل صورة .

إجراءات تطبيق المقياس

يتألف هذا المقياس من صفحتين تضم الأولى بيانات أساسية عن التلميذ، وتعليمات تطبيق المقياس بينما تضم الثانية الاختبار الذي سيجيب عنه التلميذ في الزمن المحدد . ويقوم مطبق المقياس بالتأكد من كتابة كل تلميذ لبياناته الأساسية ثم يبدأ المطبق في قراءة تعليمات التطبيق ويطلب من التلاميذ متابعته أثناء قراءة هذه التعليمات مع مراعاة ألا يقلب التلميذ الصفحة إلا إذا طلب منه ذلك . ويجيب المطبق على أي استفسار ، ثم  يطلب من التلاميذ قلب الصفحة ويقرأ كل منهم التعليمات المبينة برأس الصفحة الثانية ، ويبدأ مطبق الاختبار في حساب الزمن المسموح به للإجابة، وهو (10) دقائق فقط . ويوجد في نهاية الصفحة الأولى بعض المستطيلات بداخلها رموز وهذه المستطيلات تترك للمصححين ولا يكتب داخلها التلاميذ أي شئ.

طريقة تصحيح الاختبار

        يتكون الاختبار من ثلاثة أبعاد هي الطلاقة، والمرونة، والاصالة، وكل بعد له طريقة تصحيح مختلفة وفيما يلي شرح موجز لطريقة تصحيح كل بعد:   

 الطلاقة

يجب مراجعة الاستجابات قبل البدء في تصحيح اختبار الرسم بالدوائر؛ لاستبعاد ما هو متكرر منها ، وكذلك لتحديد صلة الاستجابة بالمثير، واستبعاد ما ليس له صلة بالمثير . ويمكن تعريف الاستجابة المرتبطة بالمثير بأنها تلك التي تحتوى على الدائرة أو تستخدمها على نحو ما. وتحسب درجة الطلاقة باحتساب جميع الاستجابات مطروحاً منها الاستجابات المكررة أو غير ذات الصلة بالمثير.

المرونـة

تحسب درجة المرونة بجمع عدد الفئات التي تكون فيها الاستجابات ، ويجب عند تحديد الفئة أن نضع في الاعتبار الرسم الذي أنتجه المفحوص، وذلك بحساب عدد فئات الاستجابات التي يمكن تصنيف الرسوم التي أنتجها فيها مثل الإنسان- الأدوات المنزلية- الزهور – الأدوات المدرسية – أجرام سماوية …الخ . ويجب أن يتم حصر هذه الفئات في العينة الكلية قبل إعطاء الدرجة.

الأصــالة

تقدر درجة الأصالة على أساس ندرة الاستجابة ، والندرة هنا تنسب إلى الاستجابات الفعلية التي ظهرت من أداء عينة الدراسة فالاستجابة التي تتكرر بنسبة (5%) فأكثر، تساوي درجة الأصالة فيها صفراً ، وتلك التي تتكرر بنسبة من (4%) إلى (4.99%) يسند لها درجة واحدة والاستجابة التي تتكرر بنسبة من (3%) إلى (2.99%) تسند لها درجتان ، والاستجابة التي تتكرر بنسبة من (2%) إلى (2.99%) ثلاث درجات ، والاستجابة التي تتكرر من 1% إلى (1.99%) أربع درجات ، والاستجابة التي تتكرر أقل من (1%) يسند لها (5) درجات . هذا ويجب أن نؤكد على أنه يتعين حصر النسب المئوية لظهور الاستجابة ضمن أداء عينة الدراسة قبل البدء الفعلي لإعطاء أوزان هذه الاستجابات، وعلى ذلك يكون لكل مفحوص درجة في الطلاقة، وأخرى في المرونة، وثالثة في الأصالة .

                          منهج الدراسة

 مجتمع الدراسة

       تم حصر مجتمع الدراسة من التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم الزمنية بين (8- 12) سنة فبلغ عددهم في بداية العام الدراسي (2003- 2004) (1042) تلميذ منهم (542) تلميذ بنسبة (52%) و(500) تلميذة بنسبة (48%) ، في الصفوف الدراسية (الرابع ، والخامس ،و السادس) ويتوزعون في (41) فصلا ، ومن (6) مدارس هي : أركويت بنين، أركويت بنات، بحري بنين، بحري بنات، الدبلوماسية بنين، الدبلوماسية بنات.

 

العينة

    استخدم الباحث عينتين استطلاعيتين الأولى حجمها (49) مفحوصا من الذكور والإناث، والثانية (64) مفحوصا من الذكور والإناث ، وحاول استخدام الحصر الشامل لإجراءات التقنين ولكن لغياب بعض التلاميذ بلغ الذين تم التطبيق عليهم (988) مفحوصا، (52%) ذكور ، و(48%) إناث وبيانهم كما في جدول (1).

                                      جدول(1)

                 عينة تقنين اختبار الدوائر حسب النوع والعمر

حجم المجموعة

العمر الزمني

النوع

60

8 سنوات

 

 

التلاميذ الذكور

166

9 سنوات

184

10 سنوات

76

11 سنة

29

12 سنة

75

8 سنوات

 

 

التلميذات الإناث

146

9 سنوات

177

10 سنوات

47

11 سنة

28

12 سنة

  

طريقة جمع المعلومات

        كانت إجراءات التطبيق وفق تعليمات النسخة العربية من الاختبار، وحرص الباحث على التطبيق في الحصة الأولى ،وقام بالتطبيق بنفسه بمعاونة بعض المساعدين في توزيع الأوراق وحفظ النظام داخل الصف.   

أساليب التحليل الإحصائي

         تم استخ

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 2656 مشاهدة
نشرت فى 12 أكتوبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,606,632