د. كمال نشأت في آخر حوار قبل رحيله: أنا آخر الرواد في الشعر العربي لم أحصل علي جائزة لأنني لست من أنصار التغريب ومسخ الهوية |
هالة فهمي |
د. كمال نشأت شاعر من الرعيل الأول.. ولد في أحضان مدرسة أبوللو التي وصلت أوج شهرتها في القرن الماضي.. لم ينسلخ الشاعر من حبه لهذه المدرسة بل نجد عنده تلك الروح التي شاعت في جماعة أبوللو منذ بداية التجديد.. يتضح ذلك جلياً في ديوانه "أنشودة الطريق" الذي صدر له عام .1961 لم يكتف بذلك بل طور في الشعر وأضاف إليه سواء بالإبداع أو النقد. في حوار معه قبل رحيله بأيام. تطرقنا لقضايا التجديد الشعري والواقع الثقافي. وغلب علي كلامه روح الفضفضة والصراحة. كما لو كان يحس لحظات الوداع.. قال كمال نشأت: أنا من الأسماء التي اعتلت سماء الأدب وجددت فيه وأعتقد انني أستحق بذلك أن أكون آخر الرواد في الشعر العربي ممن استوفوا شروط الشعر الأصيل وروح التجديد معاً ولعل من يسير علي دربي أو نسير معاً علي درب واحد الراحل عبدالمنعم عواد يوسف الذي رحل من أيام وحسن فتح الباب وثلة من الشعراء. تأثرت بعدد من الشعراء ومن يقول انه لم يتأثر كاذب.. فكلنا قرأ وتأثر بمن أحبهم وكلهم من الشعراء القدامي.. لأنه من المستحيل أن تكون شاعراً دون دراسة الشعر القديم بكل موسيقاه وعروضه وإيقاعه لغة ونحواً وصرفاً ومن تأثرت بهم شعراء أبوللو والمهجر.. وكذلك أحمد زكي وهو شاعر قليل الشهرة وقد أعددت عنه رسالة الدكتوراة وهو أحد المؤثرين الكبار في حركة تجديد الشعر العربي. أضاف: أنا رائد من رواد القصيدة شديدة التكثيف والتي أسميتها "الومضات الشعرية" وهي تقترب من فن الابيجرام ولابد لمن يكتبها أن يكون لديه القدرة علي وضع الا أسد في علبة كبريت. وقد اغتربت 15 عاما ولم أستطع العيش في ليبيا ولا الجزائر لأنني بطبيعتي عصبي وهم قادرون علي استفزاز "لوح الثلج" وليس شاعرا. أما في العراق فكان بيني وبينهم ألفة وصداقة عائلية وقد أعددت "أجندة" أجمع فيها المفردات الخاصة باللهجة العراقية.. وهي خليط بين الانجليزية والفارسية والعربية حتي أتقنتها.. وحين غادرت العراق كان معي عدد من القصائد أسماها البعض ديوان الغربة.. رغم انني لم أشعر معهم بغربة. بعد عودتي بحثت عن الأصدقاء وكان منهم من مات ومن سافر ومن اعتزل حياة الأدب وبحثت فوجدت الساحة تغيرت امتلأت بالشباب الذين سيطروا علي المشهد الشعري.. ومع ذلك كانت الصورة جميلة فهناك جهات رسمية تدعم الحياة الثقافية مثل قصور الثقافة رغم سلبياتها الكثيرة. أسوأ ما في الحياة الأدبية الآن تجاهل القامات العالية ونسيانها إلا من رحم ربي.. فهناك قلة يبحثون عن القيم الأدبية والقامات العالية. شعرت بآلام في الغربة وهذا لم يكن لأنني كنت وسط أناس لا أحبهم ولكن لأنني كنت بعيدا عن مصر وسألت نفسي: لماذا نغادر دفء الأحبة. لماذا السفر وفي راحتينا القمر!! الأدباء الآن أكثر من القراء.. ولا أعتقد من منطلق نظرة علمية أن هناك فرقا بين الأدب النسائي والأدب الرجولي ولكن هناك إحساسا خاصاً تمتاز به المرأة يجعلها أقرب إلي الشعر لان المرأة بطبيعتها شاعرة منذ أن ألقت الأشعار لصغارها وتغنت لهم.. كذلك هي أميل للقص.. والطفل دائما أميل للاستماع للأم. والعالم كله يفتقد إلي الناقدات اللهم إلا عدداً قليلا وهذا يرجع لنرجسية المرأة وهذه الفطرة الأنثوية ورغبتها في تلقي المديح والتدليل من كل المحيطين بها وان ووجهت بنقد تثور ثورة عظيمة وعلي المستوي العام ليس لدينا نقاد والنقاد الكبار ماتوا. قال رحمه الله: لم أنتظر التكريم لأنني لا أحب الانتظار لما لا يأتي. وقد حدث في عام ألفين خطأ في المجلس الأعلي عندما كرموني ذراً للرماد في العيون وكان بمناسبة عامي السبعين وهذه الاحتفالية كانت في زمن د. جابر عصفور.. ولأنني لست من مؤيدي التغريب ومسخ الهوية القومية.. ولست من دعاة عدم القومية كأدونيس مثلا فوجئت بأن الأمين العام جابر عصفور لم يحضر وأنا من أنا من تاريخ بل لم ترد دراسة واحدة عن موقفي المتصدي للتخريب والتغريب.. وقد كان لي كتاب قد صدر قبل هذه الاحتفالية بأشهر قليلة بعنوان "شعر الحداثة في مصر". لقد مشيت "كعب داير" كي أطبع آخر كتبي الصادر عن هيئة الكتاب والذي خرج بالعديد من الأخطاء!!! |
المصدر: http://www.almessa.net.eg/
نشرت فى 11 أكتوبر 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,795,936
ساحة النقاش