تـمـهـيـد :

 

عـرفـت - عـزيـزي الـطالـب في دروس الـنـحـو مـوضـوع الـنـداء، أدواتـه وإعراب الـمـنـادى و فـي هـذا الـدرس نـتـعـرف عـلى أسـلـوب الـنـداء مـن الـنـاحـيـة الـبـلاغـيـة، وهـذا مـن خـلال الـمـراجـعـة والـتـطـبـيـق.

1- مـراجـعـة وتـذكـيـر : ( أسـلـوب الـنـداء، أدواتـه )

 

اقـرأ الـنـمـاذج الـتـالـيـة بـإمـعـان ثـم أجـب عن الأسـئـلـة.

- وقـال الـفـرزدق :

أُولَـئِـكَ آبَائي  فَجِـئْنِي بِـمِـثْـلِـهِمْ ♠  إِذَا جَـمَعَـتْـنَا يا جَـرِيـرُ الْـمجَامِعُ

- وقـال شـاعـر يـرثـي ابـنـه :

أأبي لا تـبـتـعـد ولـيـس بـخـالـد ♠ حيّ ومن تـصب الـمـنون بـعـيـد

- وقـال آخـر :

أَيَـا رَاكِـبًـا إمّا عرضت فَـبَـلّـغـن   ♠ نَدَامَـايَ من نَـجْـرَانَ ألا تـلاقـيـا

- وقـال الـمـتـنـبـي :

أمَـالِـكَ رِقِّي ومَـنْ شَـأْنُـهُ ♠ هِـبَـاتُ الـلّجَـيْـنِ وعِـتْـقُ الـعَـبِـيـدِ

دَعْـوَتُـكَ عنـد انْـقِـضَـاءِ الرجا ♠ ءِ وَالـمَـوْتُ مِـنِّي كَـحَـبْـلِ الْـوَرِيْـدِ

الأسـئـلـة :

حـدّد صـيـغـة الــنداء في كـل نـمـوذج من الـنـمـاذج الـسـابـقـة مـبـيـنـا مِـمَ تـتـكـون كـل صـيـغـة ؟

نَـقـول : صـيـغـة الـنـداء في الـنـمـاذـج الأول هـي: "يـا جـريـر" وفي الـنـمـوذج الـثـانـي هـي :

" أأبـي " وفي الـثـالـث : "أيـا راكـبـا" وفي الـرابـع : "أمَـالِـكَـ". ونـلاحـظ أن كـل صـيـغـة تـكـونـت مـن أداة الــنـداء : يَـا - أ - أيَا - أ . والاسـم الـمـنـادى : جـريـر- أبـي - راكـبا - مـالـكَ

- لـم اسـتـعـمـل كـل شـاعـر صـيـغـة الـنـداء ؟

الـجـواب : لـقـد اسـتـعـمـل كـل مـنـهـم صـيـغـة الـنـداء لـتـوجـيـه الــدعـوة إلى الـمـخـاطَـب ولـفـت انـتـبـاهـه لـلإصـغـاء إلـيـه وسـمـاع مـا يـريـد.

- مـا هـي الأدوات الـتـي تـسـتـعـمـل لـلـنـداء ؟

ج) هـي : يـا - أ - أيـا - آ - أيْ - هَـيَـا - وَا

وهـذه الأدوات مـنـهـا مـا يـسـتـعـمـل لـلقريـب ومـنـهـا مـا يـسـتـعـمـل لـلـبـعـيـد.

فَـلـلـقـريـب : الـهـمـزة (أ) و (أَيْ).

أمّـا : آ - يـا - أي - أيـا - هَـيَـا فـتـسـتـعـمـل لـلـبـعـيـد.

ألا يـمـكـن مـخـالـفـة هـذا الاسـتـعـمـال ؟

ج: اعـلـم أنـه يـمـكـن ذلـك فـقـد يـنـزل الـقـريـب مـنـزلـة الـبـعـيـد فـيـنـادى بالأداة الـمـسـتـعـمـلـة لـلـبـعـيـد إشـارة إلى عـلـو مـنـزلـتـه أو انـحـطـاطـهـا، أو إشـارة إلى أن الـسـامـع غـافـل شـارد الـذهـن.

وقـد يـنـزل الـبـعـيـد مـنـزلـة الـقـريـب فـيـنـادى بالأداة الـمـوضـوعـة لـلقـريـب لـلدلالـة على أنـه قـريـب مـن الـقـلـب .

 

2- تـطـبـيـقـات :

أ- حـدّد فـيـما يـلـي : جـمـلـة الـنـداء، وحـدّد عـنـاصـر كـل جـمـلـة.

يا دار بني الـنّـقا والحزن ما صنـعَـتْ ♠ يـدُ الـمـنون بالألى كانـوا أهـالـيك

حماـت أمـرًا عظيـما فاصـطـبْـرت به ♠  وقمـت فيـه بأمر الله يا عـمر

يَا قـلْـبُ وَيْحَـكَ مَا سَمِـعْتَ لِـنَـاصِحٍ ♠ لـمّا ارتَـمَـيْتَ ولا اتّـقَـيْـتَ مَلاَمَا

يا ربّ إنْ عظمـت ذنـوني كثـرة  ♠    فلقـد عَـلِـمْـتُ بأنّ عَـفْـوَكَ أعْـظَم

فَـوَالَـهَـفِـي والـقبرُ بيني وبـيـنه ♠ عـلى نـظرة من تِـلْـكُمُ الـنـظـرات

ب - بـيـن أدوات الـنـداء فـيـمـا يـلـي وحـدد مـا جـرى مـنـهـا على أصـل وضـعـه في نـداء الـقـريـب أو الـبـعـيـد ومـا خـرج عـن ذلـك :

يَا أَيّـهَا الْـقَلْـبُ هَلْ تَـنْهَـاكَ مَوْعِـظَةٌ ♠ أَوْ يُحَـدّثنّ لَكَ طـولُ الدَّهْرِ نِـسْـيَانُ

أسـُـكَّـانَ نَـعـمانِ الأراك تَـيَـقّـنـُوا ♠ بِأَنّـكُـمْ في رَبْعِ قَـلْـبِي سُـكَّـانُ

يـا راحـلاً أخْـلَـى الـدّيَــــــا    ♠      رَ وفَـضْـلُـهُ لَـمْ يَـرْحَـلِ

- أيْ بُـنَـيَّ اسْـمَـعْ نَـصِـيـحَـتِـي.

- أيَـا هَـذَا لاَ تَـرْفَـعْ صـوتَـكَـ أمَـامَ والِـدَيْـكَ.

قـارن مـا تـوصـلـت إلـيـه في إجـابـتـكـ بـمـا يـلـي :

أ - تحـديـد جــمـلـة الـنـداء، وتـبـيـن عـنـاصـر كـل جـمـلـة :

جـمـلـة الـنـداء

أداة الـنداء

الاسم الـمـنـادى

يـا دار –

يـاعمر

يـاقلب

يـارب

و الهفي

يـــــا

يـــــا

يـــــا

يـــــا

وا

دار

عـمـر

قـلـب

ربّ

لـهـفـي

 

ب - تـبـيـن أدوات النـداء، و طـبـيـعـة اسـتـعـمـالـهـا.

 

الأداة

طــبـيـعــة اسـتعمالـهــا

يـَا

 

أَ (الهـمزة)

 

 

يـَا

 

أَيْ

 

أَيَـا

 

اسـتـعـمـلـت في نداء الـقريـب (الـقـلب) على خلاف الأصـل إشـارة إلى أن الـمـنادى غـافـل.

اسـتـعـمـلـت في نـداء الـبـعـيـد (سـكـان) على خلاف الأصـل إشـارة إلـى أن الـمـنـادى حـاضـر في الـذهـن لا يـغـيـب.

اسـتـعـمـلـت في نـداء الـبـعـيـد (راحـلا) وهو الأصل في اسـتـعـمـالـهـا.

اسـتـعـمـلـت لـنـداء الـقـريـب (بـنـي) وهـو الأصـل في اسـتـعـمـالـهـا.

اسـتـعـمـلـت لـنـداء الـقـريـب (هـذا) على خـلاف الأصـل إشـارة إلى أنّ الـمـنـادى غـافـل لاهٍ فـكأنـهُ بَـعِـيــدٌ.

 

 

-3- الـمـعـانـي الـتـي تـسـتـفـاد مـن الـنـداء.

اقـرأ الـنـمـاذج الـتـالـيـة، و تـعـرف عـلـى الـمـعـانـي الـتـي يـفـيـدهـا فـي كـل نـمـوذج :

1- أَيَـا فُـلاَنُ سَـاعِـدْنِـي على حـمـل الـحـقـيـبـة.

2- يَا نَـاقُ سِـيرِي عُـنُـقًا فَـسِـيـحَا ♠   إلى سلـيـمانَ فَـنَـسْـتَـريـحَ

3- تـقـول لِـمَـنْ أقـبـل يَـتَـظَـلَّـمُ ( يـشـكـو الـظـلـم ) : يَـا مَـظْـلُـومُ.

4- يـا الـلـَّـهُ لـلـمـؤمِـنِـيـن.

5- فَوَاعجَـبًـا كَمْ يَدَّعِي الْفَـضْـلَ ناقِصُ ♠ وَوَا أسفًا كَمْ يـظْهَرُ النُّـقْصُ فَـاضِلُ

6- فُؤَادِي مَتَى الْـمَتَـابُ أَلَـمَّـا  ♠ تصْـحُ والـشـيْـبُ فَـوْقَ رَأْسِـي أَلَـمَّا

7- يا للرِّجَال ذَوي الألبابِ من نَـفَـرٍ♠ لا يَبْـرَحُ السّـفَـهُ الـمردي لَهُـمْ دِيـنَا

8- " يَـا لَـيْـتَـنِـي كُـنْـتُ تُـرَابًـا " . آيـة.

9- أَيَا قَـبْـرَ مَـعْنٍ كَيْـفَ وَارَيْـتَ جُودَهُ ♠ وقدْ كَانَ مِنْهُ البَّـرُّ والبـحْرُ مُـتْرَعَا

عـرفـنـا أن الـغـرض مـن الـنـداء هـو لـفـت انـتـبـاه الـمـخـاطـب وطـلـب إقـبـالـه عـلـى الـمـتـكـلم (مـسـتـعـمـل الـنـداء) ويـظـهـر ذلـك مـن خـلال الـنـمـوذجـيـن 1 ، 2.

ولـكـن نـلاحـظ أن مـعـانـي الـنـداء في بـقـيـة الـنـمـاذج قـد خـرجـت عـن أصـلـهـا.

فـفـي الـمـثـال الـثـالـث أفـاد الـنـداء الإغـراء.

وفي المـثـال الـرابـع    "    "      الاسـتـغـاثـة.

وفي الـمـثـال الـخـامـس "    "      الـنـدبـة.

وفي الـمـثـال الـسـادس  "    "      الـزجـر والـمـلامـة.

وفي الـمـثـال الـسـابـع   "    "      الـتـعـجـب.

وفي الـمـثـالـيـن الـثامن والـتاسع أفاد الـنداء : الـتحـسّـر والـتـوجّـع.

وهـذه الـمـعـانـي تسـتـفـاد من الـسـياق الـذـي ورد فـيـه الـنـداء.

 

 

4 – اسـتـنـتـاج :

 

الـنّــدَاءُ هُـوَ تَـوْجِـيـهُ الـدّعـوةِ إلـى الـمـخـاطَـبِ وَتَـنْـبِـيـهُـهُ إلى الإصْـغَـاءِ وَسَـمَـاعِ مـا يـريـده الـمـتـكـلـمُ، فـجـمـلـةُ الـنـداء إنـشـائـيـة طَـلَـبِـيّـة.

وَلـلـنّـدَاءِ أَدَوَاتٌ كُـلّـهَـا حُـرُوفٌ وهـي :

أ ، أيـا ، أيْ ، يَـا ، هَـيَـا ، وَا ، آ ، آيْ.

وَهِـيَ فـي الاسـتـعـمـال على نـوعـيـن :

الـهـمـزة (أ) وَاَيْ لـنـداء الـقـريـب. وَبَـاقـي الأَدَوَاتِ لِـنِـدَاءِ الـبـعـيـد . وقـد يُـنـزّلُ الـبـعـيـدُ مـنـزلـةَ الـقـريـب فَـيُـنَـادَى بِـمَـا هُـوَ مَـوْضُـوعٌ لِـلـقريـب. كَـمَـا قَـدْ يُـنْـزَلُ الـقـريـب مـنـزلـة الـبـعـيـد فَـيُـنَـادى بـمـا هـو مـوضـوع لـلـبـعـيـد.

والـمـعـنـى الأصـلـي لـلـنـداء هـو لـفـت الانـتـبـاه والـسـمـاعُ لـمـا يُـرِيـدهُ الـمُـتَـكَـلّـمُ. وقـد يـفـيـد الـنـداء مـعـانـي أخـرى تُـسْـتَـفَـادُ مـن الـسّــيَـاقِ وأهـم هـذه الـمـعـانـي أو الأغـراض هـي : الإغـراءُ ، الـتحـسّـر والـتـحـيّـر، الـزّجْـرُ والمـلامـة ، الـنـدْبَـةَ ، الـتّـضـرّع.

 

 

5- أسـئـلـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي :

 

أ- بـيـن الـمـعـانـي الـتـي أفـادهـا الـنـداء فـيـمـا يـلـي :

 

1- يـا لـقـومـي ويـا لأمـثـال قَـومـي  ♠لأنـاس عـتـوهـم في ازديـاد

2- أيَـا شجـر الـخابـور مالـك مورقـا ♠  كأنـك لم تـجزع على ابـن طريق

3- أيُّـهَـا الـقَـلْبُ قَـدْ قَـضَـيْتَ مـراما  ♠ فـإلاَمَ الـوُلوع بالـشـهـوات ؟

4- يَـا نَاقُ سِـيْـري عُـنُـقًـا فَـسِـيْـحًا  ♠إلى سـلـيـمانَ فَـنَـسْـتَـرِيحا

5- يَا لَـيْـلُ قَدْ طُـلْتَ فـهل مات الـسّـحَرُ ♠ أمِ اسـتحالت شَـمْـسُهُ إلى القمر

6- يا راحلا أخْـلَـى الـدّيَــــا  ♠   رَ وفَـضْـلُـهُ لَـمْ يَـرْحَـلِ

7- تـقـول لـمـن تـجـده مـتـردّدا في مـنـازلـة الـعـدوّ :  يَـا شُـجَـاعُ أقْـدِمْ.

8- وَيْـكَ با قَـبْر صِرتَ للـفضلِ مثوى  ♠لا يـسـامـى ولـلـنـبـوغ مقـيلا

 

- ب - بـيـن الـمـعـانـي الـمـسـتـفـادة مـن الـنـداء وسـبـب اسـتـعـمـال الأداة دون غـيـرهـا:

 

1- أيَا مـنـازِل سَـلْـمَى أين سلـماك  ♠من أجل هذا بَـكَـيْـنَـاهَا بَـكَـيْـنَاكِ

2- صـادَحَ الشرقُ قـد سـكـتَّ طَـويلاً ♠ وعـزيـزٌ عـلـيـنـا ألاَّ تـقـولاَ

3- أَيَا قَـبْرَ مَعْنٍ كَيْـفَ وَارَيْتَ جُـودَهُ ♠ وقد كان منه البر والبحر مَتْرَعَا

4- يا دُرّة نُزِعَـتْ من تَاجِ وَالِـدِهَـا ♠ فأَصـبـحـت حـلْـيَـةً في تاج رضوان

5- فـيا لاَئِمي دَعْـنِي أُغَالِي بِـقِـيمَتِي ♠ فقـيـمة كل الـنـاس مـا يُحْسِـنُونَهُ.

 

6 - أجـوبـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي :

 

أ - في الـمـثـال الأول أفـاد الـنـداء : الـتـحـسّـر

وفي الـمـثـال الـثـانـي    "     "     الـزجـر والـمـلامـة

وفي الـمـثـال الـثـالـث    "     "     الـزجـر والـمـلامـة

وفي الـمـثال الـرابـــع    "     "      الـطـلب ( الـمعـنى الحقـيـقـي)

وفي الـمـثـال الـخـامـس "     "      الـتـحـيّـر والـتـضـجـر

وفي الـمـثـال الـسـادس  "     "      الـتـحـسّـر

وفي الـمـثـال الـسـابـع  "     "       الإغـراء

وفي الـمـثـال الـثـامـن  "     "       الـزجـرُ

 

ب –

 

الأداة

المعنى الذي أفاده النداء

سـبـب استعمال الأداة دون غيرها

أيا - منازل

 

يا - صادح

أيا - قـبـر

يـا – درّة

 

يـا – لائمي

التـضجر وإظهار الحيرة

 

التضجر وإظـهار الحـيرة

الـتـحـسـر

الـتـحـسّـر

 

الـطـلـب

تـنـزيـل الـمنازل مـنـزلـة الـبـعـيد لِـعِـظـم شأنـهـا لـديـه

المـنادى بعـيد المرتـبـة حـقـيـقـة

تنزيل المخاطب منزلة البعيد إشعارا برفعة شأنه

تـنـزيـل المنادى منزلة البعيد تنويها بعظم الأمر.

للإشارة إلى أن المخاطب منحط الدرجة

 

 

 

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 61/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
21 تصويتات / 5360 مشاهدة
نشرت فى 8 أكتوبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,602,098