الخبراء يحذرون من إهمال اللغة العربية وقواعدها انتشار المدارس الأجنبية وعدم تأهيل المدرسين والدروس الخصوصية أزمة |
محمود حافظ دعاء عمرو |
ضعف الطلاب في اللغة العربية وقواعدها أزمة كبيرة انتشرت في مراحل التعليم المختلفة بسبب اهمال المادة بشكل كبير داخل المدارس وعدم التأهيل الكافي للمدرسين وضعفهم لغويا وتدني المواد المقدمة في وسائل الاعلام. "الجمهورية" ناقشت هذه القضية مع الخبراء والمختصين الذين أكدوا ان انتشار المدارس الأجنبية جاء علي قائمة الاسباب المؤدية إلي تدني اللغة العربية وعدم التجديد والابتكار في وسائل تقديم المادة مما أدي إلي عدم وجود نوابغ. قال عادل سليمان مدرس أول لغة عربية بمدرسة شبين القناطر الثانوية بنات انه من آفة العصر هجر اللغة العربية والقرآن الكريم ويرجع ذلك إلي التأثر بالغرب عن طريق ما يعرف بالتكنولوجيا الحديثة وهي تقليد أعمي كما ان الطالب لم يؤسس منذ الصغر علي حب اللغة العربية والتعامل معه النحو علي أنه فرع مستقل بذاته بالرغم من ان مادة النحو علي أساسها يتم تذوق النص الأدبي وقراءته قراءة سليمة وفهم القصة ومعانيها.. أضاف ان النحو ليس بمعزل عن فروع اللغة العربية بل هو الأساس الذي من أجله نتذوق اللغة مشيراً إلي ضعف المعلم لغوياً أو نحوياً وهذا ناتج عن تحدث المعلم داخل الفصل باللغة العامية والتعامل مع مادة النحو علي انها صماء تحفظ وأنها مصطلحات تأخذ بيد الطالب إلي النجاح وليس فهم المادة وهو ما يعرف بمفاتيح الاعراب والقواعد. أشار إلي عدم تمكن المعلم من مادة النحو بالنصوص والقراءة والبلاغة والادب والقصة وللأسف عدم قدرته علي هذا المزج لاحساسه بالضعف أمام الطالب فلو كان المعلم متمكناً من اللغة العربية ونحوها وصرفها لأدخل النحو في كل صغيرة وكبيرة داخل الحصة. أوضح انه من أسباب ضعف الطلاب في النحو أيضاً عدم تصحيح المعلم لأخطاء الطلاب الشائعة داخل الحصة وعدم تربية الطلاب داخل الحصة علي النطق باللغة العربية الفصحي. تثقيف المدرسين أضاف ان العلاج هوتثقيف المدرسين في مرحلة التعليم الاساسي تثقيفاً سليما باللغة العربية حتي لا ينشأ الطلاب علي التعليم الخطأ. ومراعاة منهج النحو من المرحلة الابتدائية وحتي الثانوية بأن يكون متدرجاً بحيث يأخذ بيد الطالب إلي البناء السليم لغويا ونحويا بنهاية المرحلة الثانوية ومن العجب ان نجد دروسا في النحو مقررة في المرحلة الابتدائية يعجز طالب الثانوية العامة علي فهمها. أكد علي حسن اختيار المعلم الذي يقوم بالتدريس للمرحلة الثانوية وانتقائه انتقاء جيداً لايجاد قناة اتصال صحيحة بينه وبين طالب المرحلة الثانوية والاكثار من التدريبات اللغوية وتطبيق القاعدة النحوية علي المنهج الذي يدرسه الطالب في الفروع الأخري. تساءل أين الابداع في أسئلة النحو داخل الامتحان بمرحلة التعليم الاساسي والثانوي وفي القطعة التي يأتي للطالب يستخرج منها فمن الامور التي تدعو للأسف ان واضعي الامتحان ينقلون من الامتحانات السابقة دون أدني فرصة للابداع مما جعل الطالب والاستاذ يعرف ماما طريقة الاسئلة وعرضها فتحدث الكارثة بحفظ الطالب للنحو وليس فهمه. وتساءل أين الدورات التدريبية للمعلمي من أجل التجديد والابتكار. وأين المعلم الذي يسعي لاكتشاف الموهوبين داخل فصله؟ فكم ظهر عندنا الان طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ؟ فنحن نملأ العقول بالمعلومات ولا نسعي للابتكار والاكتشاف. الملازم أوضح أحمد عبدالمحسن مدرس لغة عربية بمدرسة الاوامان الثانوية بنات ان ضعف التلاميذ في النحو يرجع إلي الملازم والملخصات التي بها بعض الأسئلة التي تحتوي علي أخطاء نحوية أو املائية وهذه الملازم بسيطة لا تعطي الطالب الفهم الكامل. أشار إلي انه لابد من ان يعتمد الطالب علي كتاب المدرسة ويحاول ان يحل أكبر كم من الأسئلة المبنية علي القواعد التي درسها. أضاف انه لابد ان يجعل المدرس الطالب يجبل عن الأسئلة بنفسه وان يجيب من الشعر والقرآن الكريم والأحاديث الشريفة. التكنولوجيا قال محمد عبدالحميد مدرس لغة عربية ان الطلاب يهملون اللغة العربية وذلك يظهر في الرسائل الموجودة علي التليفونات المحمولة والتي تكون أغلبها باللغة الانجليزية أو كتابة الكلام العربي بالحروف الانجليزية وهذا ما يظهر أيضاً في برامج المحادثة علي الانترنت والتكنولوجيا الحديثة. أضاف ان الطلاب يعتمدون في المذاكرة لمادة النحو علي الحفظ دون اعمال العقل فضلا عن إهمال مادة التربية الدينية. أوضح انه لابد من تشجيع الطلاب علي البحث والتعرف علي القواعد النحوية في الكتب والمراجع وتطبيق ذلك من خلال الاعراب للأمثلة حتي يتعود علي الصعب مع القراءة المتأنية للقرآن الكريم والكتب الدينية في الفضائل والأحاديث وغيرها. أهم خطوة تقول وفاء وهمان مدرسة لغة عربية بالمرحلة الثانوية ان أهم خطوة للارتقاء باللغة العربية في مدارسنا هي تدعيم مناهج النحو بالمرحلة الابتدائية بحيث تحتوي علي قواعد أكثر حتي يخرج التلميذ من هذه المرحلة مؤسس بشكل جيد بالاضافة للاهتمام بالشكل الذي تقدم به هذه المناهج بحيث تكون جاذبة للطلاب حتي يتم استيعابها والاقبال عليها بشكل أكبر. أضافت ان تأهيل المدرس بشكل جيد يعد أحد أهم دعائم الارتقاء باللغة العربية حيث انه قديماً كانت تُدرس اللغة العربية والنحو في الجامعات من خلال مراجع هامة يتم دراستها طوال سنوات الدراسة أما الآن فقد أصبح طلاب أقسام اللغة العربية في مختلف الكليات يعتمدون علي المذكرات الخفيفة التي تمكنهم من اجتياز الامتحان فقط وهو ما ينتج طالبا غير مؤهل وغير محب للمادة وبالتالي يؤسس طلابا ضعافا في اللغة العربية. أكدت ان تأهيل المدرس بشكل سليم يعد أهم مراحل الارتقاء باللغة العربية في مدارسنا بالاضافة لاستخدام وسائل جذب للطلاب داخل المادة الدراسية. اقترحت فصل مادة النحو وجعلها مادة مستقلة بذاتها حتي يصبح هناك اهتمام كبير بها واستغلال القواعد النحوية في عمل تمثيليات تستخدم اللغة العربية الفصحي وتطبق القواعد فيها. مشكلة أساسية أوضح سعيد سيف النصر مدرس لغة عربية ان المشكلة الأساسية للغة العربية وقواعد النحو تحديداً هي عدم استخدامها في الحياة اليومية مما يجعلها أمرا صعبا بالنسبة للطلاب. قال ان الغاء كتاب التعبير اللغوي الذي كان يهتم بتطبيق القواعد اللغوية كان له أثر كبير علي ضعف مستوي التلاميذ في النحو حيث كان يقدم القواعد بشكل مبسط في شكل حكاية أو قصة شيقة. أشار الي ان مناهج النحو في المرحلة الابتدائية بالذات تحتاج إلي تدعيم واضافة لقواعد أخري جديدة لان الطالب يفاجأ في المرحلتين الاعدادية والثانوية بكميات كبيرة من القواعد والدروس المكررة. أشار إلي ان ما يحدث حالياً هو محاكاة الدول الأخري في أساليب الشرح وتقديم المعلومات وهو ما يعد أسلوباً فاشلاً خاصة مع اللغة العربية التي تتميز بخصوصية شديدة لا يجب العبث بها ومحاكاة تجارب خارجية في تدريسها يعد تعديا علي خصوصية اللغة مما يؤثرعلي فهم الطلاب للغة العربية. أوضح ان إلغاء دور المكتب الفني للغة العربية أثر بشكل سلبي علي دوره في اعادة تأهيل المدرسين الجدد وتدريبهم علي القواعد الأساسية لشرح اللغة العربية والنحو حيث أصبح دوره يقتصر علي المناقشات حول ما يستجد من دروس فقط واختفي دوره التعليمي للمدرسين المبتدئين من قبل أساتذة اللغة العربية. أكد ان هناك حاجة ملحة لاعادة النظر في اللغة العربية من حيث المحتوي الذي يقدم للطلاب وطريقة تدريسه وطرق اعداد المعلم بشكل جيد. الاعلام ويري مهني خلاف مدرس لغة عربية للمرحلة الثانوية ان أهم أسباب تراجع اللغة العربية هو انتشار استخدام العامية في وسائل الاعلام سواء المرئي أو المسموع مما أدي بالتالي لتدهور مستوي اللغة العربية لدي الطلاب والمشاهدين من صغار السن. قال ان استخدام أسئلة سهلة تلائم العصر الحديث في مناهج اللغة العربية والنحو بحيث تشوق الطالب لدراستها بالاضافة للتأكيد علي المدرسين علي استخدام اللغة العربية داخل الفصل في الحوار مع الطلاب. اقترح ان يتم زيادة النهاية العظمي للغة العربية يعلي من أهميتها لدي الطلاب ويدفعهم لدراستها. علي صعيد آخر يري زكريا عبدالمجيد مدرس لغة عربية أن السبب الأول في مشكلة القواعد هو الاعتماد علي الكتب الخارجية وإهمال كتاب المدرسة الذي يجب حذف الحشو الذي يملؤه ليعود له دوره كمصدر أساسي لتدريس المادة حيث ان الطالب يعتمد في الأساس علي الدروس الخصوصية والكتاب الخارجي وبالتالي فان الوسيلة المثلي لحل هذه المشكلة هي إعادة تطوير مناهج اللغة العربية وتحسين الكتاب المدرسي. |
نشرت فى 8 سبتمبر 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,799,681
ساحة النقاش