٢١- الغذاء السليم ومضادات الأكسدة

  بقلم   د. عبدالهادى مصباح    ٣١/ ٨/ ٢٠١٠

لكى نقدر الضرر البالغ الذى تحدثه الشوارد أو الشقوق الحرة، علينا أن ندرك- كما قال د.«بروس إيمز» بجامعة كاليفورنيا بيركلى- أن الحامض النووى فى الخلية الواحدة DNA، يتلقى يومياً حوالى عشرة آلاف ضربة توجهها إليه هذه الشوارد الحرة، فإذا علمنا أن الجسم به ما يقرب من ١٥٠ - ٢٠٠ تريليون خلية، لأدركنا مدى ما يحتاج إليه الجسم من مضادات الأكسدة، وعلى الرغم من أن أسلوب الغذاء السليم (فى غياب التلوث) يمكن أن يعادل ويصلح ٩٩% من الأضرار التى تسببها هذه الشوارد الحرة بالجسم والمخ، إلا أن هذه النسبة الضئيلة التى لا تتجاوز ١% من الشوارد الحرة وما تحدثه من تلف، يتجمع عبر السنين ومع تقدم العمر بشكل تراكمى، مما يسبب شيخوخة الخلية بشكل مبكر، وما يصاحب ذلك من علل وأمراض، لذا ينبغى أن نهتم بتناول مضادات الأكسدة لحماية المخ والذاكرة من الشيخوخة المبكرة، حيث إن المخ من أوائل أعضاء الجسم التى تتأثر بتراكم الشوارد الحرة، لأنه يحتوى على أقل طاقة مضادة للتأكسد، لذا ينبغى أن نوفر له الإمداد الكافى من موانع الأكسدة لمساعدته وحمايته والمحافظة عليه.

أما عن أفضل ما يجب أن نتناوله من الأغذية والمشروبات التى تحتوى على مضادات الأكسدة وفقاً لقدراتها المضادة للأكسدة، فسوف نجد أن الفاكهة والخضروات تعد من أهم مصادر موانع الأكسدة وقد تمكن العلماء من الوصول إلى تحاليل تبين كفاءة وسرعة عمل مضادات الأكسدة من خلال إبطال مفعول الشوارد الحرة مثل الهيدروكسيل، وهذا الاختبار يقيس مستويات كل مضادات الأكسدة التقليدية مثل فيتامينات «هـ، ج، أ» والبيتاكاروتين، وغيرها كما يظهر قدرة الطعام بشكل عام كمضاد للأكسدة، والتى تعرف بقدرة امتصاص الشارد الأكسجينى «ORAC» ومن خلال ذلك أدرك العلماء أن لكل طعام قيمة من وحدة ORAC الخاصة به تحدد قدرته كمضاد للأكسدة فى مواجهة الشوارد الحرة.

وعلى رأس هذه الأطعمة- حسب ما أظهرته القياسات باختبار ORAC: القراصيا، الزبيب التوت الأسود، العنب الأحمر، الثوم، اللفت، الفراولة، السبانخ، الطماطم، زيت السمك، قشور حبوب القمح، وبشكل عام فإن الفواكه والخضروات ذات الألوان الداكنة تحتوى على قدر أكبر من موانع الأكسدة خاصة كلما زادت خضرتها أو حمرتها، لأن صبغة النبات الطبيعية تكون هى نفسها مضاداً فعالاً للأكسدة.

ومن الجدير بالذكر أن الشاى يعد مصدراً رائعاً لمضادات الأكسدة، وتعتمد قدرة الشاى كمضاد للأكسدة على فترة نقع الشاى فى الماء المغلى، ففى خلال ٥ دقائق يتم إفراز ما يقرب من ٨٥% من الطاقة المضادة للأكسدة للشاى، ويفرز الباقى خلال الدقائق الخمس التالية، وإضافة ملعقتين صغيرتين من اللبن إلى الشاى لمن يرغب فى ذلك تساعد على إفراز محتواه من مضادات الأكسدة إلا أن إضافة المزيد من اللبن تفسد طاقة الشاى المؤكسدة، من خلال معادلة ما به من مضادات للأكسدة، فلا يستفيد الجسم منه، والشاى الأخضر يحتوى على أربعة أضعاف ما يحتويه الشاى الأسود من أحد مضادات الأكسدة المهمة للمخ. وبصفة عامة فإن الإسراف فى أكل اللحوم الحمراء يجعل الإنسان أكثر تعرضا للإصابة بكل مضاعفات وأمراض الشوارد الحرة، وتناول اللحوم البيضاء أقل خطرا، والأفضل بالطبع هو تناول البروتينات من أصل نباتى مثل فول الصويا والعدس... إلخ.

[email protected]

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 272 مشاهدة
نشرت فى 31 أغسطس 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,794,918