رمضان فرصة لمعرفة موهبة طفلك
كتبت ـ سامية عبد السلام:
الزجاجات الفارغة وعلب الكبريت وعبوات الأغذية وكراتين البيض واغلفة الاجهزة والمعدات.. وسيلة جيدة للكشف عن موهبة طفلك ومعرفة ميوله واهتماماته, وأوقات الصيام هي انسب الاوقات لتحقيق هذا.
فكيف يمكن ذلك وما هو المطلوب؟
تجيب هالة الشاروني خبيرة وسائل الإيضاح وقص القصة ان الأمر في البداية يتطلب من الأم الصبر والتخلي عن رغبتها في خلو البيت من المحتويات التي تري انها كراكيب يجب التخلص منها فور استخدامها, وعليها ألا تبخل ببعض كلمات المديح والثناء علي كل ما يقوم به طفلها.
وتستطرد هالة قائلة: الأم يمكنها ان تقوم بدور المتخصص علي غرار ما قام به المجلس الأعلي لثقافة الطفل قبل اربعة اسابيع من بداية رمضان, حيث نظم دورات تثقيفية وترفيهية للأطفال اقل من12 سنة في اربعة مجالات هي البيئة والفنون الشعبية والكرتون والافلام الخيالية والعلمية ـ التي كانت هي احد المشاركين بها ـ وكان نتيجتها اعداد الاطفال لمجسمات ومؤلفات واعمال فنية وعمل فيلم علمي وتأليف قصة ورسمها.
والأم كما تقول يمكنها اتاحة الفرصة للأطفال للقيام بمثل هذه الاعمال حتي وان كانت غير متخصصة, فمكتبات الفجالة, علي سبيل المثال, مليئة بالكثير من الكتب زهيدة الثمن تحمل عناوين مثل اصنع بنفسك ويتراوح سعرها بين جنيه واثنين ويمكن للطفل الاستعانة بها مع استخدام مخلفات البيئة التي تتخلص منها يوميا مثل الزجاجات الفارغة وبقايا الأقلام التي يمكن استخدامها في العديد من الاغراض, وكذلك بقايا الاقمشة والشرائط الملونة, وبهذه الامكانات البسيطة سيتمكن الطفل من صنع اشياء تكسبه مهارات قد تتحول الي هوايات ثم الي احتراف. ودور الأم متابعة الطفل حتي تكتشف ميوله ومواهبه وتتعرف علي قدراته ونوعية ذكائه لتوجهه الي ما يتلاءم مع هذه القدرات, فالذكاء متعدد, منه الذكاء المنطقي الرياضي الذي يميز المهندسين, والذكاء الموسيقي, والذكاء الجسمي الحركي اللازم للأبطال الرياضيين, والذكاء المكاني للمتخصصين في مجال البيئة بما فيها من تاريخ وجغرافيا, والذكاء الاجتماعي الذي يؤهل صاحبه للعمل في مجال العلاقات العامة وما شابهه, والذكاء الشخصي الذي يتميز صاحبه بالقدرة علي التعبير عن الذات مثل الممثلين والادباء والشعراء.
ومن المستحب ان يتعاون الطفل مع زملائه واصدقائه في هذه الاعمال ولامانع من مساعدة الكبار له اذا رغب هو في ذلك ولا مانع أيضا من نصحهم له باللين والهدوء بأهمية ترتيب المكان بعد الانتهاء من العمل لأن كل هذه الامور من شأنها اكساب الطفل احتراما بأهمية العمل الجماعي والتعاون ومساعدة الآخرين.
ومن المهم كما تقول هالة الشاروني ـ ان يسمع الطفل كلمات الإطراء والثناء والاشادة بأي عمل يقوم به أو أي شيء ينتجه حتي لا تهتز ثقته في نفسه وفي الآخرين ممن يتوقع منهم تشجيعه, وبما ان العام الدراسي علي الابواب فلابد ان تشارك المدرسة في الكشف عن الموهوبين وذلك بتحديد نشاط شهري متغير, حيث ينتقل الطالب من نشاط الي آخر حتي يكشف عن قدراته ويجب عدم اقتصار الاهتمام والتركيز علي الجانب الدراسي فقط فالنجاح الدراسي وحده لايكفي للنجاح في الحياة.
ساحة النقاش