في رحاب جوامع الكلم.. رؤي ثقافية تتواصل عبر العصور(2)
كتبت : ســناء صـليحـة
في رمضان هذا العام اختار فريق العمل بصفحة دنيا الثقافة ان نعيش أجواء الشهر الفضيل في رحاب الأحاديث النبوية الشريفة, جوامع الكلم.
وذلك لاستكشاف الرؤي والأبعاد الثقافية والعلوم التي تبلورت حولها واستجلاء ملامح أدبياتها من حيث اللغة والأسلوب والبيان ووسائل ترابط النص والبناء القصصي وغيرها من جماليات النص. وفي الاسبوع الماضي تطرقنا لتاريخ جمع وتدوين الأحاديث النبوية وأحاديث الأحاد والحركة العلمية التي عكفت علي دراسة رواة الاحاديث وظهور علم رجال الحديث الرواة وجهود بعض علماء اللغة والبلاغة القدماء والمحدثين لاستنباط منهج يتخذ علوم البلاغة العربية حجة في فهم الحديث والكشف عن جوانب مهمة من البلاغة النبوية, وظهور علوم كان لها أبلغ الأثر علي الفكر العربي واللغة والأدب والتاريخ وفلسفته وعلم الاجتماع, وفي نفس السياق تطرقنا إلي مكانة علوم الحديث في المجتمع المصري والدور الذي لعبته مصر في علوم الحديث واهتمام المصريين برواية الحديث منذ حل بينهم أبو ذر الغفاري والبخاري ومسلم والنسائي والدار قطني وظهور عدد كبير من المحدثين الثقة وحفاظ الحديث ورواته في مصر.
واليوم نتعرف بصورة أكثر وضوحا وتحديدا, من خلال رؤي المتخصصين, علي أبعاد ومقاييس البلاغة العربية من حيث الإيجاز والفروق الدلالية ومنظور الرؤية وطرق التوصيل, بالإضافة إلي الموضوعات التي تطرقت الاحاديث لها والجوانب التربوية والفلسفية التي تشع من بين كلمات الأحاديث النبوية الشريفة.
ونستكمل الرحلة مع علماء الحديث في مصر لنتعرف علي أصحاب مجالس الحديث وجمهرة العلماء الذين وجدوا في وسطية المصريين وتاريخهم العقائدي أرضا خصبة لنمو وازدهار العلوم الشرعية, بل ولقبول راويات للحديث من النساء.
ولا يزال الدر كامن في ثنايا النثر النبوي ولا تزال رحلتنا مستمرة, فإلي لقاء مع القصص النبوي في الأسبوع المقبل.
[email protected]
ساحة النقاش