بعد إهمال الحكومة للعلم والعلماء وتدخل السياسة في‮ ‬تعيين الأساتذة
  أسباب خروج مصر من ترتيب أفضل‮ ‬500‮ ‬جامعة
رقية عنتر: تلقت الأوساط التعليمية خبر خروج مصر للعام الثالث علي‮ ‬التوالي‮ ‬من تصنيف جامعة جياوتونغ‮ ‬شانغهاي‮ ‬الصينية لأفضل‮ »‬500‮« ‬جامعة علي‮ ‬مستوي‮ ‬العالم لعام‮ ‬2010‮ ‬بهدوء وعدم مبالاة شديدين عكسهما اختفاء ردود أفعال مسئولي‮ ‬الحكومة الرسمية وتغاضي‮ ‬خبراء المهنة التعليق علي‮ ‬الأمر‮.‬ واتفق الخبراء وأعضاء نوادي‮ ‬التدريس علي‮ ‬ان العامل الأساسي‮ ‬لأفضلية الجامعة وترتيبها في‮ ‬أغلب التصنيفات العالمية‮ ‬يرجع إلي‮ ‬قدرة الجامعة علي‮ ‬إنتاج المعرفة ونشرها في‮ ‬المجتمع وتخريج نخب قيادية ذات كفاءات علمية وعقلية كبيرة،‮ ‬وهي‮ ‬صفات لا تتوافر داخل جامعتنا منذ عدة سنوات بعد تراجع سياسة التعليم عن ربط الجامعة بالعملية الإنتاجية بالبلاد وتدخل السياسة في‮ ‬عمليات تعيين الأساتذة وترقيتهم حسب درجة ولائهم للحكومة‮ ‬ودفع أغلب العقول للهجرة للخارج بعد انخفاض دخول الأساتذة وعدم تقدير الحكومة للعلم والعلماء‮.‬ قال الدكتور مغاوري‮ ‬دياب رئيس نادي‮ ‬أعضاء هيئة التدريس بالمنوفية إن تخلف مصر عن الترتيب العالمي‮ ‬أمر طبيعي‮ ‬في‮ ‬ظل اكتظاظ الجامعات بالطلاب وتدني‮ ‬أوضاع أعضاء هيئات التدريس وضعف إمكانيات المعامل البحثية داخل الكليات وعدم نشر البحوث العلمية وتعرف الطلاب عليها،‮ ‬كل هذه العوامل والمقومات جعلت من الجامعات مكاناً‮ ‬يفتقر للأوضاع والابتكار مما أدي‮ ‬إلي‮ ‬تخلفها‮.‬ وحمل‮ "‬دياب‮" ‬سياسة الدولة والمجلس الأعلي للجامعات مسئولية تدني‮ ‬مستوي‮ ‬التعليم الجامعي‮ ‬مطالبة بضرورة الارتقاء بأوضاع اعضاء هيئات التدريس ماديا وعلميا واجتماعياً‮ ‬ومراعاتهم املاً‮ ‬في‮ ‬تحسين الأوضاع داخل الجامعات بعد انصراف الاساتذة عن العمل بضمير داخل اسوار الجامعة والبحث عن عمل آخر بجوار التدريس لتحسين أوضاعه المادية او الاتجاه للسفر خارج مصر للارتقاء المادي‮ ‬والعلمي‮ ‬المنشود‮.‬ وشدد‮ "‬دياب‮" ‬علي أهمية خلق مراكز بحثية متميزة تضم باحثين متخصصين ومتفرغين للعمل به،‮ ‬وتوفير الامكانيات المادية والمعنوية لهم لضمان تحقيق طفرة في‮ ‬العمل البحثي‮ ‬داخل البلاد،‮ ‬مضيفا ضرورة الارتقاء والاهتمام بالنشر العلمي‮ ‬للابحاث داخل الجامعات وإنشاء دار لذلك،‮ ‬وتشجيع الباحثين علي الابتكار والابداع وإدخال نظم تكنولوجيا متخصصة تدعم محاولات التطوير والتقدم‮.‬ وأكد‮ "‬دياب‮" ‬ان تقليل اعداد الطلاب داخل الجامعات من العوامل المهمة المساعدة في‮ ‬تحقيق مستوي‮ ‬افضل من تلقي‮ ‬العلم وتداوله‮.‬ بينا قال الدكتور عبدالله سرور عضو حركة‮ ‬9‮ ‬مارس ان خروج مصر من السباق التعليمي‮ ‬العالمي‮ ‬منذ عدة سنوات امر طبيعي‮ ‬لا‮ ‬يدعو للاستغراب فهذا التقييم‮ ‬يكشف الواقع الحقيقي‮ ‬للجامعات المصرية والذي‮ ‬تزيفه البيانات المكذوبة‮ - ‬علي حد وصفه‮ - ‬والتي‮ ‬تصدرها الجهات المختلفة علي خلاف الحقيقة‮.‬ وأضاف‮ "‬سرور‮" ‬قائلا‮: "‬لعل هذا‮ ‬يكون بداية لمواجهة الواقع وإنقاذ الجامعة المصرية مما آلت اليه،‮ ‬وهو الوضع الذي‮ ‬دفعها للخروج تماما عن سباق الجامعات العالمية‮.‬ وانتقد‮ "‬سرور‮" ‬سيطرة النظام علي سياسة الجامعات وتوجيهها بما‮ ‬يتفق مع متطلباته،‮ ‬مشيراً‮ ‬الي استمرار تخلفها باستمرار هذا الوضع قائلا‮ "‬طالما تتحكم مكاتب امن الدولة في‮ ‬الجامعات ويتم اختيار شخصيات سيئة لإدارتها سيستمر تدهورها وتدني‮ ‬أوضاعها‮.‬ حرمان الجامعة من حرية وأضاف سرور ان حرمان الجامعة من حريتها واستقلالها وقتل الحريات الاكاديمية داخلها‮ ‬يضاعف من سوء أوضاعها منتقدا قمع ارادة المدرسين والطلاب وصرف إدارة الجامعة أموالها بغير حساب ومنح المناصب الجامعية لشخصيات لا تستحقها‮.‬ ووصف‮ "‬سرور‮" ‬البيانات الرسمية التي‮ ‬تصدرها ادارات الجامعات ووزارة التعليم العالي‮ ‬عن تحسن اوضاع التعليم بالكاذبة الهدف منها الاستهلاك المحلي‮ ‬والتقرب من كبار موظفي‮ ‬الدولة معربا عن استيائه من عدم وجود تعليم وبحث‮ ‬علمي‮ ‬وحرية أكاديمية وأنشطة طلابية حقيقية‮.‬ واكد سرور ان وضع التعليم في‮ ‬البلاد‮ ‬يتراجع للوراء كل‮ ‬يوم مستبعدا ان‮ ‬يكون التعليم الجامعي‮ ‬منذ عدة سنوات افضل من الحالي‮ ‬بكثير وموضحا ان حصول جامعة القاهرة علي مركز في‮ ‬ترتيب الصين عام‮ ‬2006‮ ‬يرجع لحصول اثنين من خريجيها وهما الدكتور احمد زويل والاديب نجيب محفوظ علي جائزة نوبل،‮ ‬مؤكداً‮ ‬انه لو حدث تقييم للجامعات المصرية طبقاً‮ ‬للبحث العلمي‮ ‬والنشاط التعليمي‮ ‬فإن محصلتها ستكون صفراً‮.‬ وطالب‮ "‬سرور‮" ‬مسئولي‮ ‬التعليم العالي‮ ‬بضرورة الاهتمام بتنظيم مؤتمر قومي‮ ‬لانقاذ الجامعة المصرية والتعليم العالي‮ ‬تحت رعاية رئيس الجمهورية للنهوض بالجامعة من حالة التدني‮ ‬التي‮ ‬تعاني‮ ‬منها الآن،‮ ‬علي‮ ‬غرار المؤتمر القومي‮ ‬الذي‮ ‬نظمه‮ "‬نهرو‮" ‬رئيس وزراء الهند واستطاعت بعده دولته ان تنتج صواريخ متطورة وترتقي‮ ‬في‮ ‬مستوي‮ ‬التعليم الجامعي‮.‬ وانتقد‮ »‬سرور‮« ‬تنظيم المسئولية لمؤتمرات‮ ‬غير حقيقية شكلية فقط واصفاً‮ ‬إياها بالمكذوبة والمعدة توصياتها مسبقاً،‮ ‬مؤكداً‮ ‬ان جميع مشروعات التطوير التي‮ ‬تطرحها وزارة التعليم العالي،‮ ‬بعيدة عن الواقع الحقيقي‮ ‬مطروحة من المكاتب المكيفة‮.‬ وأضاف‮ »‬سرور‮« ‬ان مصر لا تتمتع بوجود استراتيجيات حقيقية لتطوير التعليم،‮ ‬مؤكداً‮ ‬أن ما‮ ‬يطرح حالياً‮ ‬مجرد أفكار تغاضت الجهات الرسمية عن مناقشة الأساتذة في‮ ‬مدي‮ ‬صحتها وإمكانية تطبيقها‮.‬ الحكومة تخرب الجامعات فيما بدأ الدكتور‮ ‬يحيي‮ ‬القزاز عضو حركة‮ »‬9‮« ‬مارس حديثة قائلاً‮: ‬لو أجريت مسابقة لأفضل‮ »‬1000‮« ‬جامعة علي‮ ‬مستوي‮ ‬العالم ستخرج مصر أيضاً‮ ‬من الترتيب،‮ ‬فلا‮ ‬يوجد لديها أدني‮ ‬بنية تحتية للتعليم،‮ ‬والمتوفر حالياً‮ ‬هياكل وأشباه تعليمية‮.‬ وتساءل‮ »‬القزاز‮« ‬هل‮ ‬يستقيم الوضع في‮ ‬ظل وجود تعليم خاصة وعام في‮ ‬الجامعات المصرية،‮ ‬مع العلم بأن هذا النموذج لا‮ ‬يوجد إلا في‮ ‬الدول التي‮ ‬لا تعرف معني‮ ‬العلم والتعليم ولا تقدره،‮ ‬مؤكداً‮ ‬ان أغلب دول العالم‮ ‬يكون التعليم مجانياً‮ ‬وتهتم به الدولة والنظام،‮ ‬معتبراً‮ ‬أن قياس تقدم أي‮ ‬دولة‮ ‬يكون طبقاً‮ ‬لتطور العملية التعليمية داخلها‮.‬ واتهم‮ »‬القزاز‮« ‬الحكومة بتخريب وتجريف الجامعات الحكومية لصالح الجامعات الخاصة والتي‮ ‬تمنح شهاداتها لمن‮ ‬يملك دفع الثمن،‮ ‬دون الاهتمام بدفع مستوي‮ ‬المجتمع وتطوره‮. ‬ وأكد‮ »‬القزاز‮« ‬ان من أهم أسباب تدني‮ ‬أحوال الجامعات المصرية تدني‮ ‬أوضاع القائمين عليها قائلاً‮: ‬فعندما‮ ‬يكون أستاذ الجامعة‮ ‬غير آمن علي‮ ‬مستقبله ويتنقل بين الجامعات ليحصل علي‮ ‬راتب أفضل فإن الوضع التعليمي‮ ‬لن‮ ‬يتطور‮«‬،‮ ‬واصفاً‮ ‬وضع الاستاذ الجامعي‮ ‬بعامل التراحيل والانفار والذي‮ ‬ينتقل بين الأعمال للحصول علي‮ ‬قوت‮ ‬يومه‮.‬ وشدد‮ »‬القزاز‮« ‬علي‮ ‬ان ازدهار وضع الجامعات المصرية‮ ‬يتطلب استقلالها عن النظام ودعم الحكومة لها وتوفير حريتها والإمكانيات المادية الكفيلة بتحسين أوضاع المعامل وأماكن تلقي‮ ‬العلم،‮ ‬والتركيز علي‮ ‬توفير حياة كريمة للأساتذة‮.‬ وأكد‮ »‬القزاز‮« ‬ان حال الجامعة‮ ‬يعكس حال النظام المسير للبلاد فالأنظمة القوية تخلق جامعات قوية تتمتع بالتطور الحقيقي‮ ‬والعكس صحيح‮.‬ وكان مركز الجامعات العالمية بجامعة جياوتونغ‮ ‬شانغهاي‮ ‬الصيني‮ ‬قد أصدر الأحد الماضي‮ ‬التصنيف الأكاديمي‮ ‬لجامعات العالم لعام‮ ‬2010‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬غياب الجامعات المصرية عن تصنيف أفضل‮ »‬500‮« ‬جامعة علي‮ ‬مستوي‮ ‬العالم‮.‬ واستولت الجامعات الأمريكية علي‮ ‬نصيب الأسد بـ‮ ‬54‮ ‬جامعة في‮ ‬قائمة أفضل‮ ‬100‮ ‬جامعة وحافظت جامعة هارفارد علي‮ ‬المرتبة الأولي‮ ‬عالمياً‮ ‬للعام الثامن علي‮ ‬التوالي،‮ ‬وحققت جامعات دول الشرق الأوسط تقدم كبير بدخول جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالمملكة العربية السعودية لقائمة أفضل‮ »‬500‮« ‬جامعة في‮ ‬العالم،‮ ‬واختيار ست جامعات إسرائيلية في‮ ‬التصنيف العالمي‮.‬
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 165 مشاهدة
نشرت فى 27 أغسطس 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,797,669