د. مبروك عطية يكتب: حديث الصيام .. قطعت قلبى ٢٢/ ٨/ ٢٠١٠ |
عجباً لهذا الذى رأى أن قلبه قد تقطع، وكان بوسعه ألا يتقطع قلبه، لقد سمع مأساة، فعبر عما أصابه بقوله: «فلان قطع قلبى» أو فلانة قطعت قلبى، وكان بوسعه أن يرحمه وأن يرحم نفسه بأن يواسيه، وهو قادر على تلك المواساة، لكنه رضى لنفسه بأن يقطع قلبه ياولداه، وطوى صفحة البائس الحزين على قلب متقطع، ورجعه صفراً لتزداد مأساته، ويلتهب جرحه. ومواساة المحتاج من عزم الأمور فى هذا الدين، والمعهود عن سيد الوجود محمد صلى الله عليه وسلم، أنه ما قال لسائل: لا، كان يأتيه السائل، فإن وجد شيئاً عنده أعطاه، وإن لم يجد قال له: ابتع علىّ، أى اشتر ما شئت على حسابى، فهو صلى الله عليه وسلم لا يعيد سائله صفراً، وقد جاءه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذات يوم أعرابى، فربط ناقته خارج المسجد، ودخل عليه، فقال بعض الصحابة: لقد اشتقنا إلى اللحم، فلنذبح هذه الناقة وليدفع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثمنها للأعرابى، وقد كان، أكلوها بالهناء والشفاء، وعوض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الأعرابى عنها. وكانت المرأة تأتيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتذهب به حيث شاءت، حتى يقضى لها حاجتها، وجعل الشرع العمل وسيلة للكسب والصدقة، فقيل فإن لم يجد؟ قال يصنع لأخرق، فقيل: فإن لم يجد؟ قال: يحمل ضعيفاً، قيل فإن لم يجد؟ قال: يقول كلمة طيبة، قيل فإن لم يجد؟ قال: يمسك عن الشر، وفى الصحيح يقول ـ صلى الله عليه وسلم: لا تحقرن من المعروف شيئاً وأن تدلى من دلوك فى دلو أخيك، حتى قال: وأن تلقى أخاك بوجه طلق والله ـ عز وجل ـ يقول: «لا خير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس»، وليس من هذه الثلاثة «الأمر بالصدقة، والمعروف، والإصلاح بين النسا» سماع شكاوى الناس دون أن تقدم لهم شيئاً سوى أن تقول: قطعوا قلوبنا، إن القلوب تنقطع إن لم تجد الأيدى ما تعطيه، هنالك يكون لتقطعها وجه، أما أن تتقطع والأيدى قادرة على العطاء، فهذا من مجون القول وفحشه، ولو كان قائل هذه العبارة صادقاً لأمر القلب المتقطع اليد بأن تعطى!. |
ساحة النقاش