مؤخر الصداق
كتبت:كريمة عبد الغني
مؤخر الصداق يجري العرف علي انه لايستحق الا عند الطلاق, والواقع ان للشرع في ذلك رأيا اخر، يقول الدكتور محمد أحمد عمارة الاستاذ بكلية كلية الدراسات الاسلامية جامعة الازهر.
اعتاد الناس في زماننا علي تقييم المهر الي مؤجل ومعجل ويكتب في العقد عبارة تخص المؤجل منه وهي ويستحق بأقرب الاجلين) الموت, أو الطلاق(وبناء عليه لايدفع الزوج هذا المهر لزوجته نظرا لان سبب استحقاقه هو ما قيده من الموت أو الطلاق بل يعتبر البعض مهرا لا أثر له ومن ثم لا يهتم بقضائه ولايعتني بالوفاء به ويردد البعض بأنه حبر علي ورق حتي أصبحت هذه المقولة راسخة في عقول الكثير من شبابنا وبناتنا علي حد سواء, مما يشجع بعض الأزواج علي ان يكتبوا لزوجاتهم مهورا خيالية تفوق قدرتهم.
ويضيف د,عمارة ان تقسيم المهر الي معجل ومؤجل علي حسب العرف وجعل المؤجل لايستحق الا بالطلاق أو الموت ولا حرج فيه في الناحية الفقهية الا ان هذا لايعني ابدا ان المهر حبر علي ورق تمحيه الايام وتلقي به في زوايا الاهمال والنسيان بل هو دين لازم علي الرجل لزوجته باعتبار الشرع فلا يحل له ان يرغمها علي التنازل عنه ولايحل له حتي ان يطلب من زوجته ان تبريه منه نعم ان تنازلت هي بكامل ارادتها دون طلب منه فان له ذلك لكن يحذر الزوج من الاستهانة بهذا الحق أو تضييعه علي زوجته.
فعلي الازواج ان يعلموا ان ما أجل من مهر انما هو دين لازم يجب اداؤه لزوجاتهم متي قدروا علي ذلك فان لم يفعلوا وعاجلهم الموت قبل ذلك, فان ثروتهم لا تقسم علي الورثة قبل استيفاء المهر منها وأخذ الزوجة كامل حقها, والرجل اذا كتب مهرا لزوجته فعليه اداؤه عاجلا ام اجلا اما ان كانت نيته منعقدة علي ان هذا المهر لا اثر له فانه يعتبر في ميزان الشرع مرتكبا لجرم عظيم, قال الرسول صلي الله عليه وسلم ايما رجل تزوج امرأة علي ما قل من المهر أو كثر وليس في نفسه ان يؤدي اليها حقها خدعها ولم يؤد اليها حقها لقي الله يوم القيامة وهو سارق.
ساحة النقاش