قراءةفي الأدب المصري في العصر العثماني
كارم يحيي
عرضت ورقة الباحث "فايز علي" أمام سمنار التاريخ العثماني بالجمعية التاريخية لتسعة أنماط من الابداعات الأدبية تحت عنوان الأدب مصدرا لتاريخ الثقافة في مصر العثمانية1517 ـ1805.
وقالت الورقة إن الأدب عبر عن روح المجتمع المصري في العصر العثماني تعبيرا صادقا يمكن للمؤرخ أن يرصده فيما خلفه ذلك العصر المديد من إبداعات أدبية ذات تنوع شديد وتحدثت الورقة عن المؤرخين الأدباء لهذا العصر بداية من ابن إياس ونهاية بالجبرتي. وأكدت أن الأخير قام بالتعريف بكثير من الشعر والزجل مما يدخل في باب النقد الأدبي. وقالت إن البديعيات( قصائد في المديح النبوي) لايمكن الحكم عليها بالانحطاط في الأسلوب رغم مابها من تكلف. وأشارت إلي أن هذا اللون من الفن ظهر في إطار ثقافي اجتماعي معين.
وعرضت الورقة كذلك إلي التيار البكري حين ظهر التشيع لأبي بكر في العصر العثماني, وقد نال شيوخ هذا التيار الأوقاف الواسعة وولوا نظارتها وحصلوا علي نصيب من ريعها. وأشار الباحث إلي أن الانشاد الصوفي في إطار التيار البكري حمل كثيرا من معاني الأدب في العصر الفرعوني مدللا علي ذلك بمقارنات مع تعاليم خنتي وأناشيد إخناتون ورع وانتقلت الورقة إلي المدرسة العلوية في الأدب المصري خلال العصر العثماني ممن تشيعوا لآل البيت. وخلصت إلي أن هذه المدرسة العلوية ماكان لها أن تزدهر لولا اتساقها هي الأخري مع الميراث المصري العريق في العدالة والخلاص وتحديدا عقيدة أوزير. وأطلقت الورقة مصطلح التيار الأميري علي شعر ذلك العصر الذي تناول السلاطين والولاة. وبعد أن استعرضت نماذج من هذا الشعر الذي يدخل بعضه في إطار المدائح انتهت إلي أن الحكم علي الأدب في العصر العثماني بالاضمحلال والانحطاط حكم يحتاج إلي مراجعة شاملة بعدما اتضح أن جانبا من هذا الأدب يعبر عن درجة عالية من الوعي تعكس صدق الموهبة وحيوية الروح المصرية.
وأطلت الورقة علي فنون الزجل والسير والحكايات تحت عنوان المدرسة الشعبية وأبرزت ماتنطوي عليه ألوان الزجل من قدرة تصويرية للسياسة والاقتصاد ودوره في فهم التاريخ. ونبهت الورقة إلي أن أعظم خدمة قدمها العصر العثماني للأدب الشعبي هو تدوين الحكايات والقصص والسير بلغة عامية مصرية, فوصل إلينا تراث هائل منها. ولما كانت سيرة الظاهر بيبرس قد اكتملت في نهاية العصر المملوكي وبداية العصر العثماني فقد توقفت الورقة عندها. وأبرزت ماتنطوي عليه من تقديم نموذج للحاكم العادل واستنفارها لروح البطولة ومعالجتها للوئام بين الأديان. وأكدت أن الظاهر بيبرس حكاية مصرية أصيلة تبرز سمات الشخصية المصرية.
وأشارت الورقة إلي أن العصر العثماني كان ثريا في أدب النوادر خاصة نوادر جحا. وعرضت للأمثال الشعبية في هذا العصر منوهة بدور يوسف المغربي في تدوين مجموعة من الحكم والأمثال في قاموسه عن العامية المصرية في القرن السابع عشر, مما أعطي اللهجة المصرية شرعية واعتبارا. وقالت إن المصريين مازالوا يستخدمون كثيرا من هذه الأمثال التي دونها المغربي سواء في صورتها الأصلية أو بقليل من التعديل.
وخلصت الورقة إلي صعوبة الاحاطة بثراء الثقافة المصرية في العصر العثماني وإلي أن هناك تنوعا يتمثل في تعدد مذاهب الأدب.
ساحة النقاش