إهمال لغتنا العربية.. لحساب من..؟
العلماء: تراجع لغة القرآن.. دليل ضعف الهوية
أحمد جمعة
يزداد تراجع اللغة العربية بين أهلها يوما بعد يوم لحساب اللغات الأجنبية الأخري الأمر الذي يدعو للقلق ويؤكد أنه خطر حقيقي محدق بنا.
فلحساب من يحدث ذلك.. وكيف نتدارك الأمر وتعود لغتنا هي اللغة الوطنية خاصة وأنها لغة القرآن الكريم؟..
قال د. صلاح عبدالتواب - أستاذ الأدب بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر: إن كل شعوب العالم تحرص علي هويتها والحفاظ علي شخصيتها ولا شك في أن أبرز مظاهر هذه الهوية يتمثل في اللغة التي تعد أهم مظهر من مظاهر الحضارة العلمية والثقافية والفنية عبر تاريخها الطويل.
أضاف أن الأمة التي لا تدرك قيمة لغتها وتجهل أثرها في صنع الحضارة الإنسانية ثم تغامر بتاريخها وترضي لشعوبها بأن تذوب شخصيتها في كيانات الآخرين وتخضع لكل غريب وتحكم علي نفسها بالفشل.
أضاف أن الحاقدين والمغرضين يتكالبون علي الأمة الإسلامية في محاولة خبيثة من أجل طمس معالمها وآثارها وركز هؤلاء الحاقدون هجماتهم علي أهم مقومات الأمة متمثلة في لغتها التي تمثل شخصيتها وعملوا جاهدين علي إخفاء معالم هذه اللغة.
أوضح أنه مما يؤسف له أن يتجاوب بعض المخدوعين من أبناء الأمة مع هذه الاتجاهات المغرضة فمن داع أن تكون العامية هي لغة الخطاب ومن داع إلي استعمال الحروف اللاتينية للكتابة بدلا من العربية ومن اتجاهات أخري مغرضة تتجاهل أمر العناية بالعربية وآدابها في الوقت الذي احتشدت فيه الجهود لإنشاء الجامعات والمدارس الأجنبية في معظم البلدان العربية التي حرص القائمون عليها علي دراسة كل ما يتعلق بحضارة الغرب ولغته وآدابه وثقافته وسائر مقوماته. مشيرا إلي أن كل هذا يتم علي حساب غض البصر عن الثقافة العربية والحضارة الإسلامية وآدابها وعلومها مما ترتب عليه نشأة أجيال تعرف كل شيء عن حضارة الغرب ومقومات حياته وتجهل كل شيء عن الحضارة العربية والإسلامية وعن لغتهم الأصيلة.
حذر د. عبدالتواب من أن الأجيال الناشئة تحسب أن الرطانة باللغات الأجنبية من المظاهر الحضارية حتي وصل الأمر أن جعلوا لغتهم الأصيلة مجالا للتهكم والسخرية وتحول الأمر بعد ذلك وبشكل متعمد إلي إقحام ألفاظ ومصطلحات تتبرأ من العربية بغرض التنفير منها إلي الدرجة التي أصبحت اللغة العربية سوقية ولم تعد صالحة للتعبير عن لغة الخطاب.
أكد أنه ليس بخاف أن الصهيونية العالمية تقف وراء تلك المحاولات الخبيثة لطمس معالم اللغة العربية بما تحمله من عراقة وحضارة وفنون وآداب بينما تروج بكل ما أوتيت من قوة لدولة لقيطة أسموها زيفا الدولة العبرية.
قال الدكتور صابر عبدالدايم - عميد كلية اللغة العربية بالزقازيق: إن التعليم في مصر يجب أن يتجه إلي الاستقلالية وإلي تحقيق معالم الهوية المصرية والعربية والإسلامية وإلي تحقيق معالم المواطنة بكل فئاتها وملامحها ولكن هناك. تناميا سريعا وملحوظا الآن في انتشار المدارس الأجنبية أو التي تتخذ من اللغات الأجنبية لغة للتعليم.
أضاف: إن هذا السلوك يمثل ظاهرة خطيرة وسلبية لأنها تؤثر علي تكوين أفكار الأجيال من الأبناء والبنات من طلاب المدارس والجامعات لأنهم يدرسون كل مواد التعليم باللغات الأجنبية وهذا ليس عيبا لأن تعليم اللغات ظاهرة إيجابية ولكن الخطورة في أن تكون علي حساب اللغة العربية.
حذر د. عبدالدايم من تدريس المواد العلمية باللغات الأجنبية لأنها في الأغلب تكون مرتبطة ببرامج تعليم تابعة لدول أجنبية مثلما يحدث في المدارس والجامعات التي تسمي نفسها البريطانية أو الأمريكية أو الفرنسية وهذا النظام يرسخ لدي أبنائنا شعورا بأن اللغة العربية ليست إلا لغة حوار سطحي وليست لغة علم وتعليم وإبداع وابتكار وهذا يولد لدي الطلاب الشعور بعدم الانتماء.
أكد أن هذه الظاهرة تعد سببا من أسباب الهجرة الشرعية وغير الشرعية لأن الطلاب يجدون أنفسهم مشدودين إلي البلدان الأجنبية ويتمنون أن يهاجروا ويقيموا بها.
أوضح أن اللغة العربية هي الطريق إلي توحد التفكير والنبوغ والعبقرية وهناك من العلماء من أكد أن تعلم اللغة العربية للأطفال يزيد من نسبة الذكاء والعبقرية بنسبة مميزة عن التعلم باللغات الأخري وهذه ميزة ميزها الله للعرب والمسلمين وجعل في القرآن الكريم مادة ثرية تؤهل حافظ وقارئ القرآن للإبداع والابتكار ونمو المخ والعقل نموا سليما. مشيرا إلي قرار المجلس الأعلي للجامعات العربية بضرورة تدريس الثقافة العربية والإسلامية في جميع الكليات النظرية والعلمية وهذا القرار سارت فيه العديد من البلدان العربية خطوات عديدة وصلت إلي درجة أن قامت دولة سوريا بتعريب الطب والهندسة وهذا القرار مازال معطلا في مصر حتي الآن ومجرد حبر علي ورق.
يقول طاهر أبوزيد - رئيس جمعية حماة اللغة العربية: إن اللغة في مصر والبلدان العربية تختلف عن كل دول العالم وكل دول العالم تحب لغتها وتتمسك بها بطريقة غريبة ففي كل دولة أوروبية ينبري كل متحدث للغة إلي التحدث بها متمسكا بقواعدها وآدابها في الوقت الذي نتخلي فيه عن لغتنا التي تعد هي مصدر هويتنا وعنواننا وطريقنا إلي المعرفة والوحدة.
أضاف أن إسرائيل لم يكن ليكتب لها الحياة والبقاء إلا حينما ركزت الصهيونية العالمية علي اللغة العبرية لتكون الموحد لتلك الجماعات المتفرقة في اللغة والأفكار والثقافات والأجناس وهم بذلك قاموا بإحياء لغة كانت ميتة وفي المقابل نقوم نحن بقتل ودفن لغة حية تجمع أكثر من 350 مليون عربي لديهم كل عناصر الوحدة.
أوضح أن اللغة العربية والشعر العربي يلقي قبولا وترحابا شديدا من المفكرين والمستشرقين والقراء في الغرب أمثال الشاعر الألماني جوتة الذي يحفظ من الشعر العربي الكثير وألف فيه كتابا غاية في الأهمية يبين مقدار ما في الشعر العربي من أساليب بلاغية وفصاحية عما لدي الشعر في بقية اللغات الأخري.
طالب بالتركيز علي التعليم باللغة العربية وعدم الابتعاد عنها تماما مع تدريس طلاب الجامعات وخاصة الكليات العملية اللغة العربية في إطار شعري وبلاغي وذلك فيه ترسيخ للقيم العربية والإسلامية.
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 87 مشاهدة
نشرت فى 2 يوليو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,824,433