الأسئلة الخطيرة في ملف إصلاح التعليم العالي
جاء التقرير السنوي للبنك الدولي ليفتح ملف التعليم العالي في مصر بمختلف جوانبه وأبعاده.. صحيح أن التقرير أشاد بجهود التعليم العالي في مصر وأنها خطوات علي الطريق الصحيح للإصلاح.
ومع ذلك تبقي الأسئلة الخطيرة والمهمة في ملف التعليم العالي والجامعات مطروحة بشدة. وفي هذا الحوار وحول هذا التقرير المهم يجيب الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي عن كل الأسئلة الخطيرة في ملف إصلاح التعليم وتشمل الأسئلة الخطيرة ما يلي:
هل نشهد إصلاحا شاملا وكاملا في جميع الاتجاهات؟
هل يتم الإصلاح بالتدريج علي جميع المحاور أم يتم في جميع المحاور لبعض المؤسسات أم يتم في بعض المحاور بالكامل؟
هل ما يتم من إصلاح تدريجي الآن قادر علي تضييق الفجوة بيننا وبين العالم المتقدم؟ أم يحافظ عليها فقط؟ أم أنها تزيد اتساعا لأن العالم يتحرك وبسرعة عالية؟
هل ما يتم يواجه الطلب المتزايد علي التعليم العالي وفي نفس الوقت يرفع جودته؟
هل تكفي الموارد المتاحة للتعليم العالي لمواجهة متطلبات التطوير؟
هل ما يخصص من الموازنة العامة يكفي لتحقيق خططنا الطموح؟
كيف يمكن تعظيم الموارد بالتعاون مع المجتمع بجميع قطاعاته؟
متي تستطيع مؤسسات التعليم العالي الحصول علي الاعتماد؟
د.هاني هلال: هل نسير علي طريق الإصلاح الشامل؟.. وهل تكفي الموارد متطلبات التطوير؟
{{ متي وكيف بدأ تطوير التعليم العالي في مصر؟
* تم تشكيل لجنة لدراسة حالة التعليم العالي في عام1997 ثم عقد المؤتمر القومي لتطوير التعليم العالي في فبراير2000 حيث أصدر المؤتمر وثيقة لمشروع الخطة الاستراتيجية لتطوير منظومة التعليم العالي تشمل25 مشروعا ثم تمت إعادة صياغة المشروعات وتجميعها واتفق علي تمويل المرحلة الأولي للتطوير من البنك الدولي لتنفيذ6 مشروعات في عام2002 بدأت في2003 وانتهت في2008 وبدأ قياس مردود تنفيذ المرحلة الأولي وتقييم الموقف في2007 وفي بداية2008 تم إعداد تقرير وطني عن حالة التعليم العالي وطلب من منظمة التعاون الاقتصادي وهي هيئة دولية مستقلة تقييم حالة التعليم العالي في مصر لوضعه علي خريطة التعليم العالي الدولية.
{{ ولماذا اختيار منظمة التعاون الاقتصادي لتقييم حالة التعليم العالي؟
* هذه الهيئة تأسست عام1961 ومقرها باريس وتضم في عضويتها30 دولة و تهدف إلي معاونة الدول الأعضاء في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بها ورفع معدلات العمالة وخفض معدلات البطالة وتقديم الدعم الفني لحل المشكلات الطارئة ومقارنة السياسات الوطنية للتعليم والاقتصاد والوقوف علي تجارب النجاح من أجل تحقيق استقرار ورفاهية الدول الأعضاء حيث تقوم المنظمة بتقديم الدعم لأكثر من مائة دولة من غير الأعضاء وتعد مصر أول دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا التي تبادر بالشراكة مع المنظمة للاستفادة من خبرتها الدولية في التعليم العالي وربطه بسوق العمل ومنظومة التنمية ككل من خلال إخضاعها لمعايير المقارنة الدولية.
{{ كيف تمت دراسة حالة التعليم العالي في مصر؟
* تمت الدراسة في إطار منهجية العمل حيث تم إعداد تقرير وطني بواسطة وحدة التخطيط الاستراتيجي بوزارة التعليم العالي وخضع التقرير الوطني للدراسة بواسطة فريق الخبراء من البنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وشملت أعمال المراجعة أكثر من30 جهة ممثلة للوزارات المعنية ولجان التعليم بمجلسي الشعب والشوري وبعض الأحزاب ومؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة والمجالس العليا والهيئات والنقابات والمراكز البحثية والخدمية والمحافظات وتمت أكثر من158 زيارة واجتماعا مع الجهات التي اختارها فريق المراجعين الخارجيين وتحددت محاور الدراسة في السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي لمنظومة التعليم العالي في مصر وخطط التنمية القومية ودور منظومة التعليم العالي والإتاحة والجودة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية والكفاءة الداخلية لمنظومة التعليم العالي في مصر والكفاءة الخارجية وحوكمة المنظومة وتسييرها وتكلفة وتمويل التعليم العالي في مصر ودولية التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والتنمية واستراتيجية التطوير ومستقبل منظومة التعليم العالي.
{{ وفي ضوء ذلك ما هو وضع التعليم العالي وما تم علي طريق الإصلاح, وما هي توجهات التخطيط الاستراتيجي المطلوب تنفيذها في المرحلة المقبلة؟
* يمكن أن نقدم بيانا عما تم تنفيذه والمطلوب في المرحلة المقبلة من خلال التخطيط الاستراتيجي للتعليم العالي ومراحل التطوير المتصلة منذ فبراير2000 إلي المبادئ والأسس التي احتوتها تقارير منظومة اليونسكو العالمية وهي التعلم مدي الحياة وإحكام الربط بين مراحل التعليم المختلفة وتوسيع أطر التعاون الدولي والحفاظ علي الهوية القومية والتنوع في السياسات والنظم التعليمية والممارسة الديمقراطيـة وبناء الشخصية المتكاملة للطالب وتحددت4 دعائم للتعلم وهي: التعلم للمعرفة و التعلم للعمل والتعلم لتنمية العمل المشترك مع الآخرين والتعلم لتنمية الذات وإثراء الشخصية الإنسانية مع إشراك مختلف أطراف المجتمع في تمويل واتخاذ القرارات واستثمار تقنيات المعلومات والاتصالات وإدخال أنماط جديدة في منظومة التعليم العالي وتحقيق استقلال مؤسسات التعليم العالي وإقرار مخطط عام للنظام التعليمي المتكامل والوصول إلي مؤشرات أكثر وضوحا عن الغرض من التعليم العالي ومعني المؤهلات العلمية والتعلم من أجل تطوير مهارات القدرة علي التوظيف ووضع محددات للمؤهلات والمسارات التعليمية.
وتعتمد الاستراتيجية القومية لتطوير التعليم العالي علي الرؤية والرسالة والأهداف التالية وتتمثل الرؤية في تقديم تعليم عال يدفع التنمية البشرية لمساهمة فعالة في التطوير والتنمية الاقتصادية والتكنولوجية.
في حين تهدف الرسالة إلي الوصول لمجتمع المعرفة ودفع الابتكار والإبداع من خلال خلق جو من المنافسة العلمية المبنية علي التميز.
ويتناول الهدف الاستراتيجي إعداد خريج متميز وذي خبرة ومهارات عالية قادر علي المنافسة في سوق العمل يحقق طموحات خطط التنمية للدولة.
ويضيف الدكتور هلال: نحن نعمل علي تحسين التوازن بين مخرجات التعليم التكنولوجي وسوق العمل من خلال رؤية تتضمن تعليما فنيا وتكنولوجيا يقدم خدمات تعليمية وتدريبية وإرشادية علي أعلي مستوي من الجودة تواكب احتياجات سوق العمل للصناعة والمجتمع والرسالة هدفها إعداد فنيين علي مستوي عال تتوافر فيهم المقدرة علي التوافق مع المستويات المناظرة للمعايير القومية للمهارات والالتحاق بسوق العمل مباشرة والتأقلم مع حاجة الصناعة وتم تنفيذ المرحلة الأولي لتطوير الكليات التكنولوجية في إطار الخطة الخمسية2002-2007 بإجمالي تكلفة حوالي مائة مليون جنيـه(8 كليات تحتوي علي45 معهدا فنيا يلتحق بها أكثر من100 ألف طالب).
{{ وهل نحن أمام خطوات تنفيذية لتحقيق ذلك؟
* نعم وبحلول عام2022 سيتم إنشاء مجمعات تكنولوجية تستوعب إجمالي100 ألف طالب منهم60 ألف طالب في الكليات التكنولوجية المتقدمة وإنشاء كليات تكنولوجية تستوعب150 ألف طالب للوصول بإجمالي الملتحقين في التعليم الفني والتكنولوجي إلي290 ألف طالب لتصل نسبتهم إلي10% من جملة المقيدين في التعليم العالي مع زيادة عدد الخريجين سنويا إلي145 ألفا ومد سوق العمل بنحو1.5 مليون تكنولوجي مؤهل خلال14 عاما تفي بجزء من احتياجات خطة الدولة للتنمية مع إجراء دراسات تؤدي إلي التوظف بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تدريب طلاب كليات الآداب والتجارة والحقوق لتنمية مهاراتهم الشخصية واللغات وخدمات التعهيد ومشاركة أرباب العمل والهيئات المهنية في تصميم المقررات وتقييمها بإنشاء شعبة إدارة وتشغيل المطاعم بنظام الدراسة التبادلية بمعني أن جزءا من الدراسة يتم بالجامعة بكلية السياحة والفنادق_ جامعة حلوان ويمثل الدراسة الأساسية الأكاديمية بينما يتم الجزء الآخر أثناء العمل من خلال التدريب التطبيقي وإنشاء برامج جديدة موجهة إلي مجالات التصميم الميكانيكي بالتعاون مع وزارة الصناعة والهيئة العربية للتصنيع وجيولوجيا البترول بالتعاون مع وزارة البترول والإعلام الرقمي بالتعاون مع وزارة الإعلام وتجارة الخدمات بالتعاون مع وزارة الاتصالات ووضع خطة استراتيجية للتطوير المستمر لمدة5 سنوات من ضمن مؤشرات نجاح تطبيقها الحصول علي شهادة الاعتماد قبل نهاية3 سنوات من بدء تمويل خطة الأعمال تقرير أداء سنوي لكل مؤسسة تعليم حكومية وتعمل كافة أطراف المنظومة علي تحقيق الجامعات لرسالتها المعلنة للمجتمع بناء علي رؤية واضحة المعالم تعتمد علي استقلال الجامعات كأساس للمنافسة والتميز والاعتماد المحلي والاعتراف العالمي مؤشران علي جودة التعليم وتقييم الأداء والتطوير الذاتي لأعضاء هيئة التدريس هو أساس التقدم في التعليم العالي وإشراك كافة أطراف المجتمع المدني وتحديد أدوارهم المؤثرة في المنظومة وتبني رؤية ورسالة وأهدافا محددة للوصول إلي تعليم ذي جودة مقننة وإدماج ضمان الجودة كمسئولية مؤسسية والتطلع للاعتماد وقد تم إصدار قانون إنشاء الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد وتتبع رئيس الوزراء وبدأت أعمالها منذ أكثر من عامين حيث أصدرت الهيئة المعايير الأكاديمية المرجعية لأغلب البرامج الأكاديمية ودليل ضمان الجودة والاعتماد وتم استكمال إنشاء نظم ضمان جودة داخلي في كليات الجامعات الحكومية(316 كلية ومعهدا عاليا) وتم التعاقد مع101 كلية في الجامعات الحكومية لمشروعات تنافسية للتطوير المستمر والتأهيل للاعتماد قدره900 مليون جنيه شامل التمويل المساهم وتقدمت8 كليات بطلبات لهيئة ضمان الجودة لبدء عملية الاعتماد خلال العام2010/2009 ومن المقرر أن تتقدم20 كلية للاعتماد مع بداية العام الدراسي2011/2010 ومن المخطط أن تتقدم باقي الكليات المتعاقد معها للاعتماد بنهاية العام الدراسي2012/2011 وفي إطار ضمان جودة البرامج الأكاديمية ونظم تقويم الطالب والاعتماد الدولي للمعامل بالأقسام والكليات الجامعية تم التعاقد مع عدد30 مشروعا في إطار مشروعات تنافسية بتمويل50 مليون جنيه علي أن يتم الانتهاء من التنفيذ والحصول علي الاعتماد مع نهاية العام الدراسي2012/2011.
<!-- AddThis Button BEGIN <a class="addthis_button" href="http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pub=xa-4af2888604cdb915"> <img src="images/sharethis999.gif" width="125" height="16" alt="Bookmark and Share" style="border: 0" /></a> <script type="text/javascript" src="http://s7.addthis.com/js/250/addthis_widget.js#pub=xa-4af2888604cdb915"></script> AddThis Button END --><!-- AddToAny BEGIN --> <!-- AddToAny END -->
ساحة النقاش