مصر والعالم
يقدمها : مجدي قطب


الجوع وتوابعه .. أكبر الأخطار المؤرقة لشعوب ودول العالم
يقتل 25 ألف شخص يوميا.. وطفلا كل 5 ثوان.. وأسباب عديدة وراء أزمة الطعام
العالم العربي يزرع 5% فقط من أراضيه.. ويستثمر 9% علي الزراعة.. ويستورد 45% من غذائه!!
بسبب الوقود الحيوي: ارتفاع أسعار السكر بنسبة 250%.. والقادم أعلي!!
نهي حامد
وسط التحديات والأزمات التي تتعرض لها معظم دول العالم.. مازالت قضية توفير الغذاء وحماية المواطنين من الجوع ينظر لها علي انها قضية أمن قومي قد تضمن الاستقرار في البلد أو تحوله لساحة معارك يديرها مجموعة من الجياع لضمان قوت يومهم.
يعرف مفهوم الأمن الغذائي بأنه انتاج أو توفير السلع والمواد الغذائية داخل الدولة الواحدة بما يعادل أو يفوق الطلب المحلي والتمتع بالأمن الغذائي هو حصول جميع الناس في جميع الأوقات علي ما يكفيهم من غذاء ملائم من الناحية الصحية - الجودة والكمية والتنوع - لممارسة حياة طبيعية ورغم محاولات الحكومات لضمان الأمن الغذائي لشعوبها إلا ان التحذيرات والانذارات تتصاعد من اندلاع ثورات الجياع وسط الفقر الغذائي الذي يهدد معظم دول العالم.
اخطر ما يهدد بندرة الطعام في العالم هو الزيادة السكانية الرهيبة التي ترتفع بوتيرة سريعة جدا تعجز أمامها زيادة الامدادات الغذائية العالمية.. ولا يمكن ضمان الأمن الغذائي من خلال انتاج المزيد من الأغذية فقط ولكن يجب ضمان توفير العناصر الاساسية من فيتامينات ومعادن في الأطعمة حتي يكون الطعام آمناً من الناحية الصحية وقد يعجز رب الأسرة كثيرة العدد عن توفير الغذاء الآمن لكل افراد اسرته حيث يضطر إلي اللجوء لأي شيء يؤكل لسد الجوع دون النظر أو الاهتمام بنوعية الطعام أو جودته.
أما الخطر الثاني الأكبر الذي يهدد بعدم ضمان الأمن الغذائي للمواطنين - خاطة في المنطقة العربية - هو النقص الشديد في مساحات الأراضي الزراعية فالمساحة الخاصة بالأراضي المزروعة لا تتجاز 5% من مجمل مساحة العالم العربي ونسبة الاستثمارات في القطاع الزراعي تصل إلي نحو 9% من اجمالي الاستثمارات العربية في القطاعات الانتاجية الأخري كما تصل نسبة ما يستورده العالم العربي من الخارج من المحاصيل إلي 45% من حاجاته الغذائية وبالاضافة إلي ذلك فإن وفرة الماء محدودة جدا في المنطقة العربية حيث يسجل عدد كبير من الدول مؤشرات منخفضة جدا مقارنة بمعايير الأمم المتحدة للفقر المائي.
أسعار الوقود والأزمة العالمية
عندما ارتفعت اسعار البترول بشكل كبير قبل عامين اتجهت انظار مصنعي الطاقة البديلة إلي المحاصيل الزراعية لانتاج الطاقة منها وهو ما أدي لزيادة اسعار السلع الغذائية بشكل مفاجيء صاحبتها احتجاجات واضطرابات في عدد من الدول الفقيرة التي استنكرت تسيير السيارات بالأرز والقمح بينما تبقي البطون خاوية.
وذكر تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" ان تنمية الوقود الحيوي المستخرج من المحاصيل قوض علي نحو أكبر من امدادات الغذاء حيث وصل انتاج الوقود الحيوي إلي أكثر من ثلاثة اضعاف من عام 2000 حتي عام 2007 ومن المتوقع ان يواصل الطلب علي قصب السكر والذرة والبذور الزيتية والمواد الخام التي تصنع الوقود الحيوي ارتفاعه في السنوات العشر القادمة وهو عامل سيزيد من رفع اسعار الغذاء.
من ناحية أخري أدت الأزمة المالية العالمية التي ألقت بظلالها علي اقتصاد العالم كله إلي ارتفاع اسعار المأكولات حيث اشارت تقارير دولية إلي أن ارتفاع اسعار السلع الغذائية بنسبة 76% من عام 2006 إلي عام 2008 اضاف نحو 150 مليون نسمة من سكان العالم إلي قائمة الفقر كما يموت أكثر من 25 ألف شخص بسبب الجوع أو الأمراض المرتبطة به يوميا في جميع انحاء العالم منهم طفل واحد كل خمس ثوان وذلك في الوقت الذي تطالب فيه الفاو ب 83 مليار دولار سنويا لتوفير الغذاء لسكان الكرة الأرضية واسوأ مثال علي الارتفاع الرهيب في أسعار السلع الغذائية الأساسية هو الزيادة التي شهدتها اسعار السكر حيث بلغت النسبة 250% خلال ال 18 شهرا الماضية ووصل سعر الطن الواحد منه من 300 إلي 750 دولارا.
حذر خبراء البيئة والزراعة من أن التغيرات المناخية التي تشهدها الكرة الأرضية حاليا قد تؤثر بشكل خطير علي كمية وجودة الغذاء المتوفر لسكان العالم.. أشار الخبراء إلي أن الأمن الغذائي مهدد بشكل خاص في المناطق الهشة أصلا مثل منطقة جنوب الصحراء الكبري في افريقيا وجنوب آسيا ومناطق من الشرق الأوسط وجاء في تقرير منظمة الاغذية والزراعة ان التغيرات في انماط وكميات تساقط الامطار قد تؤثر علي المحاصيل الزراعية وخصوصا الأرز كما أوضح التقرير ان محصول الذرة في شمال افريقيا مثلا قد ينخفض بنسبة تتراوح بين 15 و25% مقابل ارتفاع الحرارة بنسبة ثلاث درجات مئوية.
كيف يتحقق الأمن الغذائي؟
تحاول الحكومات والهيئات الدولية ضمان تحقيق الأمن الغذائي للشعوب أملا في الوصول للاستقرار القومي وتكمن الحلول في زيادة انتاج الغذاء والعدالة في توزيعه بين المناطق المنتجة والمناطق المستهلكة وتحسين مستوي الانتاج لتحقيق الوفرة في السلع.
ومن وجهة نظر الخبراء تتضمن أي سياسة دعم غذائي ثلاثة عناصر رئيسية يجب مراعاتها: أولها الاستهداف والمقصود به تحديد المجموعات الخاصة المستحقة للدعم مع الأخذ بالاعتبار مستويات الفقر والمجموعات الضعيفة علي المستوي الاجتماعي.
والعنصر الثاني هو الشكل أي تصميم الدعم بطريقة تساهم في تحقيق الاهداف المرغوبة كدعم المنتج النهائي فقط بل دعم كل سلسلة الامدادات وأخيرا الفعالية وهي التأكد من ان المنتج المدعوم يصل إلي المستخدمين المستهدفين ويحقق الأهداف المنشودة.
التجربة المصرية والعربية
في مصر تهتم وزارة التضامن الاجتماعي بتأمين توافر السلع الاستراتيجية الاساسية بأسعار مقبولة من خلال برنامجين رئيسيين هما دعم الخبز لكل المواطنين.. بالاضافة إلي دعم الأرز والسكر والزيوت والشاي من خلال بطاقات تموينية توزع علي الفئات الأكثر فقرا.
أما دول الخليج فقد بدأت في تطبيق نظام مراقبة الاسعار بما في ذلك دعم المواد الغذائية وفرض حد أقصي لزيادة أسعار وقد اقترحت غرفة التجارة والصناعة بسلطنة عمان أن يقوم موردو الاغذية بالحد من ارتفاع الاسعار عبر وضع سقف للزيادة لتسع مواد غذائية اساسية بما فيها الأرز والقمح والسكر والعدس والزيت والشاي والحليب المجفف والسمن.
والخيار الجديد الذي بدأت تنتهجه بعض دول الخليج لضمان توافر الغذاء هو التعاقد الزراعي الخارجي حيث تتمتع الدول بالاستفادة من الأراضي الزراعية والموارد المائية واليد العاملة المتوفرة في بلد آخر بهدف زراعة محاصيلها الاستراتيجية واستيرادها.
الدعم الأوروبي
قدمت دول الاتحاد الأوروبي نحو 2.13 مليون يورو لتمويل جهود منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة المبذولة لرفع الانتاج الزراعي لدي الدول النامية الأشد تضررا من ارتفاع اسعار المواد الغذائية ليبلغ التمويل الكلي للاتحاد الأوروبي مستوي لم يسبق له مثيل مقداره 228 مليون يورو.
من المقرر ان يخصص 5.7 مليون يورو للنهوض بالأمن الغذائي لأكثر من 80 ألفاً من صغار المزارعين والرعاة وصيادي الأسماك في بنجلاديش حيث يشمل المبلغ التدريب علي التقنيات الحديثة اضافة إلي تقديم مساهمات الانتاج مثل الادوات الزراعية والبذور والاسمدة ومعدات الري وغيرها من أشكال الدعم.
كما يخصص جزء من الدعم الأوروبي لمساعدة النيجر التي تضررت بقوة من الجفاف في منطقة السهل الافريقي حيث تساهم الأولوية القصوي في خفض مستويات سوء التغذية لنحو 72 ألف اسرة زراعية بزيادة انتاجهم الزراعي.
أما التركيز الأكبر للدعم الأوروبي الهادف لتحقيق الأمن الغذائي موجه لبرنامج الأمم المتحدة لاستئصال الطاعون البقري باعتباره أحد أكثر الأمراض الحيوانية تدميرا في تاريخ الانسان والمسئولة عن الكثير من المجاعات طيلة قرون في آسيا وافريقيا وأوروبا.
غياب الأمن الغذائي = ارتفاعاً هائلاً لمعدلات الجريمة
مائة مليون ينضمون لحشود الجوعي خلال عام واحد
محمد فهمي
الجوع.. آفة خطيرة تغزو العديد من دول العالم.. يتسبب انتشارها في ارتكاب جرائم بشعة بهدف توفير لقمة العيش.. فوفقا لما أعلنته ادارة الشئون الاقتصادية بالأمم المتحدة فإن نحو 5.131 مليون نسمة في العالم قد ازدادوا جوعا عن جوع العام الماضي كما ازداد 15 مليون نسمة فقرا علي فقر والخوف من القادم إذا لم تتدارك الدول هذه الاحصاءات وقد اعرب مدير معهد الابحاث السياسية الأمنية الدولية عن قلق المعهد بشأن زيادة معدلات الجريمة إذا لم يتحقق مفهوم الأمن الغذائي في تلك الدول التي اصابها اعصار الجوع بسبب فشل السياسات الزراعية فيها أو لأي سبب اقتصادي أو سياسي آخر.
الخطر الحقيقي
ان الخطر الحقيقي الذي يتهدد العالم هو اتساع رقعة الفقر والجوع واشتداد حدته وعلي سبيل المثال فقط ففي العام الماضي فقط انضم ما يقارب من مائة مليون إنسان إلي قائمة الجوعي في العالم مما دفع بالمديرة التنفيذية لبرنامج الاغذية العالمي للقول ان الموكب المتسارع لجحافل الجوع يثير أزمة إنسانية هائلة فعلي العالم ان يحشد جهوده معا لضمان تلبية احتياجات الطوارئ العاجلة في الوقت الذي تطرح فيه الحلول لمواجهة الأزمة علي المدي الطويل.
هذا بالاضافة إلي النتائج الخطيرة الناتجة عن الفقر والجوع والتي منها انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة وعلي رأسها الايدز وكذلك تلوث البيئة وكل ما يرافق ذلك من آثار مدمرة علي الانسانية وحياتها جمعاء وكذلك اتساع مساحة الأمية ونقص التعليم وتدني مستواه واتساع المساحة بين الفقراء والأغنياء في العالم.
كذلك الاستغلال والنهب الممنهج لثروات الأرض والذي قد ينبؤنا بعدم قدرة هذه الثروات لمواجهة عدد سكان العالم المتزايد وكذلك التخوف من عدة قدرة الأرض علي تجديد مصادرها هذا بالاضافة إلي قضايا البيئة ايضا وتغييرات المناخ واتساع ثقب الأوزون والأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات وانحسار الغابات وكذلك مشكلة الحصول علي المياه وتآكل التربة ومشكلة ايصال الكهرباء لملايين البشر في كثير من انحاء المعمورة.
مساعدات إعلامية
وبرغم كل المساعدات الدولية التي تقدمها بعض الدول العظمي والكبري في العالم والتي يتشدقون بها عبر وسائل الاعلام الا ان هذه المساعدات والمعونات غير كافية للحد من حدة اتساع رقعة الجوع في العالم.
ان شعوب العالم وعقلاء ساسته اصبحوا يدركون اكثر من أي وقت انهم بحاجة إلي التنمية ومحاربة الفقر والجوع والاستزادة من العلم والقضاء علي الأمراض والعيش بسعادة ورخاء لا إلي الحروب والدمار والخراب والتفنن في صناعاته.
ان اتساع مساحة الجوع دفعت بالعديد من سكان العالم إلي ارتكاب جرائم بشعة نذكر منها علي سبيل المثال قيام عامل باكستاني بقتل اربعة من اطفاله بسبب ضيق اليد ولعدم قدرته علي توفير الغذاء الكافي لاعاشتهم. هذه الجريمة التي هزت اصداؤها مدينة مظفر أباد الباكستانية ليست الأولي من نوعها بل سبقتها جرائم مماثلة في كل من مدينتي فيصل أباد ولاهور والاسباب نفسها الفقر والجوع وتعكس تلك الجريمة أو الحادثة كما تسميها بعض المنظمات الدولية حالة الفقر التي يعاني منها معظم سكان مظفر أباد.
تفاصيل الجريمة دارت في قرية باستي بداني جنوب مظفر أباد حيث انهال الأب ويدعي عبدالسلام ضربا علي أبنائه الستة الذين تتراوح اعمارهم بين 11 عاما و18 شهرا بينما كانوا يغطون في النوم وقد لفظ اربعة من الاطفال انفاسهم في الحال بينما نجح الاطباء في انقاذ اثنين منهم باعجوبة وبرر الأب فعلته بالقول انه اضطر للقيام بذلك لأنه أصبح عاجزا عن اطعام اطفاله لأنه كان عاطلا عن العمل طيلة عشرة أيام واصبح عاجزا عن الاستجابة لطلباتهم وذكر الأب انه لم يكن في المنزل طعاما كافيا لاطفاله وانهم كانوا قد آووا إلي الفراش جياعا عندما قام بقتلهم.
ولا تشكل جريمة عبدالسلام سابقة من نوعها ففي مارس من العام الجاري قام أحد الباكستانيين بقتل طفلتين من اطفاله السبعة ثم انتحر بالقاء نفسه أمام قطار في قرية قريبة من مدينة فيصل أباد الصناعية وفي ذات الشهر قامت سيدة شابة تدعي بشري بيبي بالقاء نفسها وطفليها أمام القطار في لاهور تاركة وراءها رسالة تقول فيها أفضل ان أري طفلي يموتان علي ان أراهما يعانيان الجوع والحرمان وهناك العديد من الأمثلة الأخري التي يدفع فيها الجوع اصحابه إلي ارتكاب جرائم مثل السرقة والقتل والنصب لسد رمقه حتي وان كان بطريقة غير شرعية.
المبادرة..
كانت مصرية
بنوك الطعام العربية.. نماذج مضيئة لمكافحة الجوع والتكافل الاجتماعي
في السودان.. "بنك للملابس" لتوزيع الكساء علي المحتاجين
ستمائة مليون دولار.. ميزانية بنك الطعام المصري الآن
محمد أحمد إبراهيم
لو كان الفقر رجلا لقتلته.. انطلاقا من هذه المقولة تأسس بنك الطعام المصري في نهاية 2005 كمؤسسة حيادية متخصصة في مكافحة الجوع عبر التنوع والابتكار في ايجاد برامج فعالة لمواجهة هذه المشكلة باستمرار في اطار مؤسسي بالتعاون مع كل من يهمه أمر من بات جائعا علي أرض مصر.
وعن فكرة إنشاء البنك يقول مؤسسة رجل الأعمال نيازي سلام انه كان يقدم واجب عزاء بمنطقة شعبية وشاهد سيدة فقيرة تلتقط قطعة خبز من الشارع من أجل اطعام صغيرها الذي كان يتضور جوعا بين يديها فكان قراره بأن يساهم في فكرة القضاء علي الفقر والجوع في مصر بالتعاون مع مجموعة من رجال الأعمال ومما لا شك فيه ان توفير الطعام للفقراء يمثل اسمي معاني التكافل والرحمة التي يجب أن تسود في دول العالم كله ومن بينها مصر حيث يصل عدد الجوعي إلي نحو 3 ملايين جائع لا عائل لهم وليس لديهم قدرة علي العمل بحسب دراسة ميدانية اجرها بنك الطعام المصري الذي يهدف إلي القضاء علي الجوع بحلول عام .2025
ويقوم البنك حاليا بتوزيع الطعام الجاف علي نحو 700 ألف شخص شهريا يصلون إلي مليون في شهر رمضان إلي جانب حوالي 17 مليون وجبة من فوائض المطاعم والفنادق كما ساهم البنك بقوافل الاطعمة في اغاثة المتضررين جراء كارثة السيول الأخيرة التي ضربت مناطق في سيناء واسوان ومن قبلها توزيع وجبات في ميناء سفاجا لأهالي المصابين في كارثة غرق العبارة السلام وتصل ميزانية البنك حاليا إلي نحو 600 مليون دولار سنويا ويتلقي بنك الطعام جميع أنواع المساهمات والتبرعات من الأفراد والمؤسسات المختلفة ومن أجل ضمان استمراره في تقديم خدماته وتحقيق هدفه النبيل في القضاء علي الجوع في مصر يسعي البنك إلي اقامة مشروعات استثمارية حيث يملك حاليا مزارع انتاج حيواني ومصانع لتعبئة وتوزيع الطعام.
وبعد نجاح تجربة بنك الطعام المصري كأول بنك من نوعه في الشرق الأوسط ساهم البنك في نقل الفكرة إلي عدد من الدول العربية والاسلامية مثل فلسطين والسعودية والأردن كما تعتزم مجموعة من الفعاليات الاقتصادية والشخصيات العامة من عدة دول عربية تأسيس التحالف العربي ضد الجوع ومقره دبي بهدف القضاء علي الجوع في العالم العربي بحلول 2020 في ظل استفحال ازمة الغذاء وانتشار الفقر علي نطاق واسع مع تزايد الأزمات الاقتصادية والسياسية وفي ظل تقارير تشير إلي أن ثلث سكان الوطن العربي تحت خط الفقر.
التجربة السعودية
ومن أحدث هذه المشروعات الخيرية بنك الطعام الذي تم تأسيسه مؤخرا في السعودية بعد الاستفادة من التجربة المصرية في هذا المجال ويهدف البنك إلي دعم المحتاجين وتقليص اعداد الفقراء في المملكة بعد الاستفادة من فائض الوجيات الغذائية من المناسبات العامة والمطاعم اضافة إلي الفنادق وبدأ المشروع الذي يساهم فيه نحو 49 شخصا من رجال الأعمال برأسمال بلغ 9 ملايين ريال سعودي وقال عبداللطيف الراجحي رئيس اللجنة التأسيسية ان الهدف من المشروع تعزيز مفهوم العمل التطوعي وايصال المساعدات التي يقدمها البنك إلي مستحقيها.
ويبين أحمد الضويلع المدير المكلف للبنك ان البنك يستهدف في السنة الأولي تقديم خدماته لخمسة آلاف اسرة في المنطقة الشرقية كما ان البنك يهدف إلي توسعة نشاطاته إلي باقي المناطق السعودية حيث تم وضع خطة خمسية للبنك تشمل تغطية 80% من السعودية حتي نهاية عام 2015 ويشمل نطاق عمل بنك اطعام السعودي التعاقد مع المطاعم الكبري والفنادق وصالات الافراح والتعاقد مع المصانع الكبيرة وعمل مطبخ مركزي وانشاء مصنع تغليف للاطعمة الجافة وانشاء اكاديمية طعام وادراج الاسر المحتاجة في هذه المنظومة اضافة إلي مراعاة ان يكون عمل بنك اطعام علي مدار الساعة بفرق تتواصل مع المتبرع والمستفيد والشركاء والمتطوعين.
تحدي الحصار الإسرائيلي
وفي نوفمبر 2008 افتتحت الهيئة الأهلية لرعاية الأسرة في قطاع غزة أول بنك للطعام في فلسطين والثاني في الشرق الأوسط بهدف التخفيف من حدة الفقر والجوع الذي تفاقم بعد تدهور الأوضاع المادية والمعيشية بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض علي غزة وتقوم فكرة البنك علي توزيع الطعام مجانا علي الأسر المحتاجة والمسنين والمرضي والمعاقين حيث يستقبل البنك المأكولات الفائضة عن حاجة المطاعم والفنادق لاعادة تصنيعهاوتغليفها وارسالها علي شكل وجبات للمستحقين فضلا عن توفير فرص عمل للعشرات كطباخين أو مساعدين أو اداريين بما يخفف من حدة الأزمة الاقتصادية وتبرز أهمية انشاء هذا البنك بالتحديد إذا علمنا ان اكثر من 80 من سكان قطاع غزة - المليون ونصف مليون - يعيشون تحت خط الفقر حسب احصاءات الأمم المتحدة مما يعني ان هناك كثيرا من الأسر التي لا تجد قوت يومها كإحدي نتائج العقاب الجماعي الذي تفرضه إسرائيل علي الغزيين في انتهاك واضح للقوانين الانسانية والدولية.
بنك الملابس السوداني
ومن بين التجارب التي دعمها بنك الطعام المصري بالخبرة والتعاون بنك الطعام السوداني الذي تقوم فكرته علي تبرع الأسر والمطاعم والفنادق بما يزيد عن حاجتها من طعام في مبادرة اجتماعية تكافلية تقوم علي حراك المجتمع ومساندة بعضه البعض وطرح هذا المقترح بعض الاعلاميين السودانيين وتبناه مكتب منظمة العون الاسلامي البريطاني بالسودان الذي قام بشراء سيارات مبردة لجمع الطعام من المتبرعين وتخزينه بمقر البنك تمهيدا لنقله للضعفاء والمساكين واصحاب الحاجات من الذين ضاقت بهم ظروف العيش فلا يستطيعون اطعام انفسهم أو اطفالهم المحتاجين وقد بلغ عدد المستفيدين من خدمات البنك بعد مرور عام علي انشائه في عام 2007 إلي 5 آلاف جائع.
كما انشأت المنظمة نفسها بنك الملابس الذي تقوم فكرته علي ان تتبرع الأسر بما يفيض لديها من ملبوسات وتسلمها للمنظمة التي تقوم احيانا باعادة تأهيلها كما أنها تتلقي ملبوسات من أصحاب المحلات ومن مصانع الملابس الجاهزة لتوزيعها ويقول مسئولو المنظمة ان السيارات التابعة للبنك تقوم بتوزيع هذه الملابس بنفسها وتم البدء بدور ايواء الأيتام والمشردين وفي معسكرات النازحين ثم القراء من تلاميذ المدارس ويقدر حد الفقر في السودان بنحو 261 دولارا في السنة للأسرة الواحدة بينما تشير تقديرات ديوان الزكاة إلي أن عدد الأسر الفقيرة التي تم حصرها في العاصمة الخرطوم وحدها تبلغ اكثر من 240 ألف أسرة وعلي الرغم من طغيان المادة علي حياة الناس لدرجة تجعل الحبيب ينسي أو يتناسي أقرب الاقربين ممن يتضورون جوعا في ظل الغلاء الفاحش الذي نعيشه في عصرنا الحالي إلا انه يمكن القول ان جميع هذه النماذج المشرفة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الخير في أمة محمد صلي الله عليه وسلم إلي قيام الساعة وهو الذي قال: "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكي منه شيء تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي".
كما تبرز هذه التجارب الخيرية أهمية المسئولية الاجتماعية للأغنياء وفي مقدمتهم رجال الأعمال غير ان هذه المسئولية لا تلغي أو تحل محل الدور الاجتماعي للدولة التي ينبغي ان تعوض تناقص دورها الاقتصادي بتنامي دورها الاجتماعي حتي تكفل لمواطنيها عيشاً كريماً وحياة طيبة تقوم علي العدالة وتكافؤ الفرص بين افراد المجتمع.
سر نجومية
أبوتريكة ورفاقه!!
مجدي
[email protected]
** صحيح ان هناك أسبابا خارجة عن ارادة الأفراد وهم غير مسئولين عنها بالمرة إلا ان ذلك لا يعفينا كأفراد واشخاص من تحمل جانب كبير من المسئولية عما آلت إليه أوضاعنا كأفراد ومجتمعات واقصد هنا المجتمعات العربية والاسلامية تحديدا أولا وكأشخاص تتعامل الغالبية العظمي منا مع الحياة وكل ما يتعلق بها بعشوائية علي كافة المستويات فالتخطيط العقلاني المدروس العملي "البراجماتي" للأسف ضرب من التنجيم ورجس من عمل الشيطان وبالطبع لا يعرف غالبية الأفراد ماذا يريدون تحديدا لأنفسهم ولأولادهم!! كل منا ينساق وراء عواطفه وأهوائه الشخصية "بما في ذلك السقوط ضحايا للأمراض والعقد النفسية المزمنة الموروثة مثل عقدة التعليم وتوابعها من عقد الميري واخواتها" ينظر معظم الاشخاص في المجتمعات العربية والاسلامية تحت اقدامهم فقط ولا شغل لهم أو شاغل إلا تقليد الآخرين من المحيطين بهم داخل مجتمعاتهم أو خارجها والنتيجة علي سبيل المثال فقط لا الحصر.. هذا الكم الهائل من البطالة الفعلية أو المقنعة من خريجي التخصصات النظرية وغيرها مما لا يحتاجها سوق العمل بل ولا تحتاج إليها المجتمعات العربية الاسلامية في هذه المراحل وبالطبع لا يمكن اعفاء الحكومات من المسئولية الكبري في هذا الصدد ولكن العزاء ان أولي الأمر في هذه الحكومات هم في الأصل من أبناء الشعوب التي يتولون حكمها وكلهم في نبذ هذا الشيطان المسمي بالتخطيط سواء!!
** أيضا لا يري معظم الاشخاص في عالمنا العربي والإسلامي الميمون ألا انفسهم يهيمون بها وحدها عشقا وهياما لدرجة ان العديد منا كأفراد يرفعون شعار "أنا وبعدي الطوفان" وهذا الشعار الهدام الأخير هو مكمن الخطر المحدق فمن الطبيعي أن يحب الإنسان ذاته ويسعي لاثبات وجودها وتفوقها علي كل ما عداها بشرط ألا ينتهك حقوق ومصالح الآخرين بل ان حب الذات والحرص علي حقوقها ومصالحها يفرض علي الإنسان احترام وعدم التعدي علي حقوق ومصالح الآخرين أو الأغيار حتي يمكن حماية واحترام حقوق ومصالح الجميع.. بما في ذلك الحقوق والمصالح الشخصية للذات وكل ذات تشكل كل منها لبنة من لبنات المجتمع يقوي بقوتها ويضعف بضعفها.
** أيضا.. هناك السلبية واللامبالاة المرتبطة بالانكفاء التام علي الذات أقصد هنا من يرفعون شعار "وأنا مالي أو احنا مالنا" ازاء ما يحدث حولهم من سلبيات.. وإذا حدث "لا قدر الله" واصيب شخص أو اشخاص بلوثة عارضة وحاولوا بشكل أو بآخر مواجهة هذه السلبيات فإذا بهم يجدون من يصرخ في وجوههم قائلا: وأنت مالك أو انتوا مالكم.. هي بلد ابوكم.. الخ من العبارات المعهودة.
** أيضا وربما من منطلق شعار "أنا وبعدي الطوفان" يعتبر افتقاد ثقافة النظام والانضباط وروح الفريق من أهم السلبيات التي يفتقدها الغالبية العظمي منا كأفراد في المجتمعات الاسلامية وهنا اذكر ان ذكرته قبل عدة سنوات نقلا عن موشي ديان وزير الدفاع الاسرائيلي الراحل.
قال ديان انه فقط سيخشي الفلسطينيين والعرب ويعد لهم العدة إذا وجدهم يوما ما قد اصطفوا في صف أو طابور وليس مجزرة لشراء الخبز.. ان غياب ثقافة النظام والانضباط يكلفنا خسائر باهظة سنويا بل ويوميا علي كافة الاصعدة.. الأرواح والأموال الضائعة في كافة المجالات ومناحي الحياة أما عن روح الفريق في العمل وكل عمل فإن غيابها أو تحولها إلي روح تناصر وصراعات ومساع حثيثة لتحقيق مصالح أو طموحات شخصية بحتة علي حساب مصلحة الفريق.. كل ذلك لابد أن يؤدي في النهاية إلي أن يتعثر الفريق كفريق وبالطبع يتعثر معه ويفشل بفشله كل أعضاء الفريق بعكس نجاح الفريق كفريق أو فوز الفريق في الكرة مثلا هنا فقط تتجه الأضواء إلي كل أعضاء الفريق كزفراد وعلي قدر وبقدر ما ساهم به كل عضو منهم في نجاح وانجاح الفريق بالتعاون والتفاني مع زملائه من أعضاء الفريق كل في موقعه ومركزه في الفريق هنا فقط وعند الفوز أو النجاح الجماعي تبرز وتلمع المواهب الشخصية كعصام الحضري في حراسة المرمي ووائل جمعة صخرة الدفاع وزملائهما امثال حسني عبدربه ومحمد زيدان ومحمد بركات ومحمد أبوتريكة وغيرهم من نجوم خطي الوسط والهجوم سواء مع فرق انديتهم أو المنتخب القومي.
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 284 مشاهدة
نشرت فى 19 يونيو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,793,296