النساء يتسوقن بـ جني الثمار والرجال بـ اقتناص الفريسة
أميرة صلاح هلال
برغم أن اجدادنا القدماء في بداية الحضارة لم يعرفوا قواعد البيع والشراء حيث كان كل شيء مقبولا ولم يكن لديهم محال تجارية و المولات تتكدس فيها البضائع.
إلا أن نتائج دراسة أجريت مؤخرا في كلية ميتشجان للصحة العامة في الولايات المتحدة كشفت عن أن عاداتنا في التسوق تعود إلي ابائنا وأجدادنا وتحديدا أيام كان الرجل يختص فيها بالصيد والمرأة بجني الثمار.
عالم النفس دانيال كروجر ـ المشرف علي الدراسة ـ أوضح.. أن الرجال عندما يتسوقون فانهم غالبا مايدخلون عددا قليلا جدا من المحلات التجارية, هذا إن لم يكن محلا واحدا فقط, ويلتقطون مايريدون ثم يغادرون سريعا, تماما كما كان يفعل أجدادهم القدماء في البحث عن الفريسة وصيدها والعودة بها بأقصي سرعة ممكنة.
أما النساء فإنهن في التسوق يعدن الي جذورهن الأولي كجامعات للثمار وذلك بتجولهن بين المحلات والأرفف فيها بحثا عن الأجود والأرخص, بل والمميز, تماما كما لو كن يبحثن بين الأشجار عن الثمرة الأصلح والأكثر نضجا.
النتائج التي توصلت لها الدراسة من شأنها أن تساعد الرجال والنساء علي فهم بعضهم البعض, وبالتالي تجنب النزاع والخلافات التي تنشب بينهم غالبا اثناء التسوق.
كما ان بإمكانها أن تساعد مصممي ديكورات المحلات التجارية علي تصميمها بصورة تناسب احتياجات كل جنس. فالنساء بناء علي هذه الدراسة قد يفضلن المحلات الممتلئة بالبضائع ليبحثن بينها عما يردن, بحيث يتمكن من ملامستها وتجربتها ورؤية ألوانها بوضوح.. وهذا يبدو منطقيا, فالجدات كن يتفحصن لون ورائحة وحجم وشكل وملمس الثمرة حتي يتأكدن من صلاحيتها, وكل تلك الحواس تعمل أيضا إذا أرادت المرأة اختيار شيء يلائم فستانها الجديد.. أما الرجل فيفضل المحل الرايق مع وجود بائع يطلب منه مايريد ليدخل ويحضره له من المخزن بسرعة.
مريم سليمان إخصائية الطب النفسي تؤكد أنها تقابل من خلال عملها العديد من الأزواج الذين يختلفون بسبب طريقة تسوق كل منهما والذي تفسره الزوجات بأنه عدم اهتمام من الزوج بها, أو عدم الرغبة في الخروج معها.بينما يفسر الزوج التسوق بأنه عملية مملة.. وتضيف إن قراءة الأزواج لمثل هذه الدراسات تجعلهم يقدرون الاختلافات الطبيعية فيما بينهما, بسبب اختلاف الجنس, ممايؤدي بدوره لحل الخلافات الزوجية بينهم والتي قد تكون طريقة التسوق سببا لها.
ساحة النقاش