صعوبات تعلم الرياضيات
________________________________________
* تعريف صعوبات الرياضيات : هي صعوبة أو إضطراب نوعي مختص بالعمليات الرياضية في تعلم مفاهيم الرياضيات و العمليات الحسابية و ترتبط هذه الصعوبة غالبا ً بإضطرابات وظيفية في الجهاز العصبي المركزي .
الرياضيات قدرة أساسية في حل المشكلات و الاستدلال تبدأ من ابتدائي ولا تنتهي .
مؤشرات ومظاهر صعوبات الرياضيات
1. ضعف أو سوء الإعداد المسبق للرياضيات :يكتسب الأطفال صعوبات تعلم الرياضيات في مدى عمري مبكر نتيجة لإكتسابهم صعوبات في تعلم العلاقات العددية و القدرة على العد و المزاوجة و الضرب و القسمة و الأطفال ذوي صعوبات تعلم الرياضيات لديهم إضطرابات في الانتباه و عدم ثبات في قدرات الإدراك ، وبيئيا ً عدم كفاية الخبرات التي تعالج المسافات و الفراغ و الزمن والترتيب و الكميات عموما ً لذلك يجب التأكيد على المعرفة السابقة ، لأن تعلم الرياضيات عملية تراكمية و متتابعة .
2. ضعف أو سوء إدراك العلاقات المكانية : الأطفال ذوي صعوبات الرياضيات لديهم إضطرابات ملموسة في إدراك العلاقات المكانية ، فعلى سبيل المثال الألعاب التركيبية و المتداخلة تنمي لدى الأطفال الإحساس بالفراغ و الحجم و المسافة و أكبر من وأصغر من و يساوي ، وقد أثبتت الدراسات أن أباء ذوي صعوبات الرياضيات أقروا أن أبنائهم لم يكونون يفضلون هذه الألعاب كذلك فأنهم يفتقرون إلى التمييز بين أعلى و أدنى ، فوق وتحت ، قريب وبعيد ، أمام وخلف ، اكبر وأصغر وهكذا .
3. إضطرابات القدرات الحركية و البصرية و الإدراكية البصرية : يكتسب ذوي صعوبات الرياضيات في الأنشطة التي تتطلب قدرات حركية بصرية و إدراكية بصرية ، ويبدو ذلك من خلال عدم قدرتهم على عد الأشياء في سلسلة من الصور عن طريق الإشارة إليها ، حيث يتعين على هؤلاء الأطفال تعلم ما سبق بالتدريب على أشياء حقيقية ملموسة ، كذلك فهؤلاء الأطفال يكونون غير قادرين على رؤية الأشياء في مجموعات أو فئات وهي القدرة اللازمة للعد السريع ، فعندما يعرض عليهم مجموعة من 3 أشياء و يطلب منهم إضافة مجموعة أخرى من 4 أشياء يقوم الأطفال بعد هذه الاشياء واحدا واحدا ً ، كذلك يقعون في الكثير من الأخطاء الحسابية لذلك يجب تدريبهم باستمرار على كتابة الأرقام و التمييز بين خانات الآحاد والعشرات والمئات و عمليات الطرح و الجمع والضرب و القسمة " يمكن التحسين عن طريق التدريب "
4. اللغة وصعوبات القراءة و علاقتها بصعوبات الرياضيات : تكتسب مفاهيم الكمية من خلال الاستخدام اللغوي للطفل في مرحلة الطفولة مثل أكبر من أقل من ، ضعف ، ويمكن أن تنشأ صعوبات الرياضيات من صعوبة تفسير الطفل للمفاهيم أو الألفاظ الرياضية المقروءة ، فقد يكتسب الطفل الصعوبات نتيجة تداخل المفاهيم أو عدم تمييزه لمعناها ويرجع ذلك إلى عدم فهم الطفل للصياغات اللفظية للمشكلات الرياضية حيث وجد أن هؤلاء الأطفال يجدون صعوبة في حل المشكلات الحسابية اللفظية ، بينما يمكنهم حلها إذا قدمت في صورة عمليات حسابية مجردة .
العلاقة بين صعوبات الفهم القرائي وصعوبات تعلم الرياضيات علاقة موجبة .
5. الافتقار إلى المفاهيم المرتبطة بالإتجاه والزمن : يكتسب الطفل المفاهيم الأساسية للزمن قبل المدرسة ، مثال من 10 دقائق يعد نصف ساعة ، بكره ، أمس ، العيد القادم ، بعد ساعة ، وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال ذوي صعوبات الرياضيات أقل وعيا ً بالزمن و اتجاهه كذلك فإنهم لا يستطيعون تحديد الوقت المحدد لإنجاز مهمة ما .
6. إضطرابات الذاكرة : يجب أن تكون قواعد النظام العددي المتعلقة بالضرب و الطرح و القسمة عمليات آلية إذا كان تعلم الطفل كافيا ً و منطقيا ً ، والأطفال ذوي الصعوبات يجدون صعوبة في إسترجاع القواعد في الفترة المناسبة رغم معرفتهم بها لذلك فإنهم يستنفذون قدرا ً كبيرا ً من الطاقة والجهد في التذكر " عملية تراكمية " كذلك في السن المتقدم فالذاكرة البصرية مطلوبة في مواد الهندسة الفراغية و التحليلية و المستوية .
7. إضطرابات أو قصور الإستراتيجيات الفعالة في تعلم الرياضيات : الطفل لم يتعلم كيف يتعلم .
هل صعوبات تعلم الرياضيات ترجع إلى قصور في القدرة أم قصور في الاستراتيجية في المرحلة الثانوية ؟!
الافتقار إلى اختيار واستخدام الاستراتيجيات الملائمة في حل المشكلات الرياضية و إجراء العمليات الحسابية و من هذه الاستراتيجيات ، التصور العقلي أو البصري للمشكلة ، وتحديد العناصر المفقودة و كيفية التوصل إليها نظرية تحليل الوسائل والغايات " المعطيات والمطلوب " و يتسم ذوي صعوبات تعلم الرياضيات بالبطء و التردد في اشتقاق أو اختيار الاستراتيجيات الملائمة و خاصة تلك المتعلقة بإسترجاع المعلومات والحقائق الرياضية و قد قامت الكثير من الدراسات على برامج تدريبية على استراتيجيات تعلم الرياضيات لذوي صعوبات تعلم الرياضيات ، وأثبتت وحققت نجاحا ً ملموسا ً خاصة في المراحل المتقدمة من التعليم الإعدادية والثانوية .
قلق الرياضيات :
يمثل متغير انفعالي شديد الأهمية ينشأ عن رد فعل الفرد تجاه الرياضيات و يعبر هذا القلق عن نفسه في صورة خوف أو تجمد أطراف أ, رعشة أو قيئ أو إسهال ، وينمي هذا القلق اتجاه سالب نحو الرياضيات ، والتخصصات العلمية بصفة عامة .
مداخل يمكن استخدامها لتفادي شعور المتعلم بقلق الرياضيات
1. استخدام المنافسة بين الطلاب بصورة ايجابية و حذرة : بمعنى إضفاء روح المنافسة بين الطلبة وأنفسهم لا المنافسة بينهم وبين بعض و أن تكون احتمالات النجاح ملائمة بمعنى نجاح 100%
2. استخدام تعليمات محددة وواضحة " معلومات "
3. تجنب الاستخدام غير المرشد لضغط الوقت :- إعطاء الوقت الكافي لإكمال الواجبات و حلها خلال زمن الحصة أو الواجبات المنزلية لو أضطر المدرس إلى خفض كمية المهام الموكلة لذوي الصعوبات من أجل مزيد من النجاح .
4. التخفيف من المواقف الاختبارية الضاغطة على المتعلم : وخاصة بالنسبة للأطفال اللذين يجدون صعوبة في حل المشكلات الرياضية .
الصعوبات النوعية في تعلم الرياضيات :-
يوصف الطلاب بأنهم ذوي صعوبات تعلم في الرياضيات حينما يفتقدون أي مهارات ما وراء المعرفة و التي تشير إلى وعير الطالب بمهاراته واستراتيجياته ومصادر المعرفة لدية و التي يحتاجها لأداء أو لإكمال مهمة ما والقدرة على الاستخدام و التنظيم الذاتي لأداء المهمة المطلوبة .
مهارات ما وراء المعرفة ، استخدام الاستراتيجية المناسبة بالطريقة المناسبة ، اختيار الاستراتيجية بوعي و ليس اللاشعور
وتتطلب هذه المهارات من الطالب أن يكون قادرا ً على
1. تقويم قدراته أو إمكاناته المعرفية على حل المشكلات " يقوم نفسه "
2. تحديد و اختيار الاستراتيجيات الملائمة.
3. تنظيم و توظيف المعلومات التي سبق تعلمها
4. القدرة على استثارة العمليات العقلية المعرفية اللازمة لحل المشكلات
5. تعميم الاستراتيجيات في المواقف المعرفية .
6. القدرة على تقويم المشكلات و محدداتها وعناصر حلها .
صعوبات التعليم الشائعة في الرياضيات
عوامل و اسباب صعوبات تعلم الرياضيات لدى طلاب المرحلة الثانوية:
المقررات في المرحلة الثانوية أكثر تعقيدا ً لذلك فصعوبات الرياضيات في المرحلة الثانوية تختلف عن مرحلة ما قبل الثانوي ومن المفترض لدراسة مناهج الرياضيات في المرحلة الثانوية أن يكون لدى الطلاب مهارات الأساسية التي تعد متطلبا ً مسبقا ً لها قد تم تعلمها على نحو ٍ كاف ٍ
قصور في لاستراتيجية و ليس قصور في القدرة في هذه المرحلة .
عوامل عزوف الطلاب عن دراسة الرياضيات في المرحلة الثانوية
مجموعة عوامل متعلقة بالنظام التعليمي :
تركز نظمنا التعليمية على المستوى التحصيلي كما يتمثل في المجموع الكلي للدرجات التي تؤهل الطالب الالتحاق بالجامعة ، مما جعل كل الاهتمام ينصب على حصول الطالب على أعلى الدرجات دون مراعاة لميول و اهتمامات هذا الطالب ومن الظواهر التي أفرزها هذا النظام
1. انتشار الدروس الخصوصية
2. انحصار فاعلية العملية التعليمية داخل المدارس
3. ظاهرة إنتشار المدرس المحترف لا المتميز .
4. تقلص وإنحصار جهد الطالب في البحث عن المعلومة و إنتاجها مما يعطل نمو العمليات العقلية المعرفية العليا التي يقوم بها المدرس نيابة عن الطالب .
5. ظاهرة اتساع قاعدة الحصول على الدرجات النهائية " التفوق الزائف للمواد المختلفة دون أن يعكس ذلك تفوقا ً تحصيليا ً حقيقيا ً في حل انخفاض سقف تباين درجات الامتحانات " إنخفاض معامل التمييز " .
مجموعة العوامل المتعلقة بالطالب
إن إختيار الطالب التخصص ما أو عزوفة عنه هو نتيجة منطقية لمدخلات منظومة و التعليم و يعزف الكثير من الطلاب عن دراسة الرياضيات بسبب :-
1. ضعف اكتساب الطلاب للمفاهيم و القوانين و القواعد الرياضية الأساسية و ممارستها و البناء تمليها و الاحتفاظ بها لممارستها في الحياة اليومية .
2. عدم الإهتمام الطالب بممارسة التدريب المبكر النشط للخبرات الرياضية العقلية التي تعالج المسافات و الأشكال و الفراغ و العلاقات الكمية بإعتبارها تشكل عبئا ً معرفيا ً وعقليا ً يتطلب إعمال الجهد للإستعدادات الطالب العقلية
3. عدم إهتمام الطالب بالتوظيف الكمي التراكمي للمعرفة الرياضية و تحصيلها أو إكتسابها إكتسابا ً تراكميا ً تصاعديا ً و الإكتفاء بالاكتساب الموقفي للمعلومات بطريقة تعكس تفكك العناصر المعرفية الرياضية .
4. إنصراف اهتمام الطالب إلى الأنشطة و المجالات الأكاديمية السهلة التي لا تشكل عبئا ً عقليا ً فيما يتعلق بعمليات التجهيز و المعالجة لمعلوماتها .
5. ضعف قدرة الطالب على التمثيل المعرفي للمعلومات الرياضية .
مجموعة العوامل المتعلقة بالسياق النفسي الاجتماعي السائد :
يؤثر السياق النفسي الإجتماعي السائد في المجتمع تأثيرا ً بالغا ً على تطلعات الطالب و طموحاته و توجهاته ومن ثم إختياراته وقد تفاعل تقليص الوزن النسبي للرياضيات في منظومة التعليم مع المناخ التنافسي للطلاب لينتج هذا التفاعل عزوف الطلاب عن اختيار الرياضيات كتخصص أكاديمي ما دامت التخصصات الأخرى السهلة لها نفس الوزن النسبي و التي تتميز بضآلة الجهد العقلي و انحسار عبئ التجهيز و المعالجة الضروريات لممارستها
نشرت فى 17 يونيو 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,791,885
ساحة النقاش