علم النفس المعرفي





علم النفس المعرفي ليس له إلا تاريخ قصير_كعلم مستقل موضوعه ومنهجه وأدواته _ إلا أن كم المعرفة التي تراكمت لهذا الفرع من خلال مجموعه من العلماء متعددي التخصصات , قد أحاطت بكل جوانب المعرفة الإنسانية بوجه عام وساعد على ذلك بشكل أساسي إلى جانب عوامل أخرى الاكتشافات الجديدة والمهمة في مجال علوم المخ والمعرفة العصبية .
وقد أدرجت المصادر العلمية في علم النفس من مراجع ودوريات متخصصة موضوع المعرفة ضمن موضوعاتها منذ عام 1957 وأفردت له فصولا بكاملها تحت عناوين جادة منها على سبيل المثال ( النظريات المعرفية _ الأساليب المعرفية _ الارتقاء المعرفي_ والوظائف المعرفية ) وظهرت هذه الفصول في إطار فروع شديدة التباين من علم النفس كعلم النفس الاجتماعي وديناميت الجماعات الصغيرة وآفاق جديدة في علم النفس وابنيه وتكوينات الشخصية والتعلم والتذكر والذكاء الإنساني وعلم النفس الارتقائي وأخيرا علم النفس العيادي.

ورغم توافر أدله على أن الإنسان المتحضر قد اهتم بموضوع المعرفة وطبيعتها منذ ما يزيد عن إلفي عام . فان هذه المعرفة لم تخضع للدراسة العلمية في علم النفس إلا منذ نيف وثلاثين عاما فحسب. وقد أشار بعض الباحثين إلى أن كل ( استخدامات ومدلولات مصطلح المعرفة لم تلتق بعد في بوتقة تكون صورة واحده متآزرة ومتجانسة ) وكل ما هنالك أن المعاني المختلفة لهذا المصطلح قد تم تكريسها الآن للوقوف على الأنشطة العقلية التي تقوم بالتفكير وتكوين المفاهيم وحل المشكلات ز وربما أضيف إلى ذلك حديثا الوقوف على الأنشطة العقلية وحالات العقل الداخلية التي تقوم بالتمثيل والاستيعاب والتركيز والتعلم والفهم والتذكر كعمليات أساسيه للذكاء الإنساني وللتفكير وحل المشكلات .رغم ذلك فأنه يمكن اعتبار المعرفة مجموعه متباينة من الاستعدادات والقدرات العقلية مثل دراسة الفهم والإدراك والتخيل والتذكر والحكم والتقدير والاستدلال والتفكير . ويعتبر الناتج المعرفي داله نهائيه للاكتساب والتحصيل وتكوين المفاهيم والتكوينات الذهنية . ويمثل في الوقت نفسه الجانب العقلي في الشخصية الإنسانية . في مقابل الجوانب الوجدانية كالعزيمة والرضا والإرادة والنزوع . وقد أشار هنت إلى تعريف علم النفس المعرفي قد يضيق ليصبح (( الدراسة العلمية التي تحاول فهم طبيعة الذكاء الإنساني والكيفية التي يفكر بها الإنسان ) ) وقد يتسع ليعني الدراسة العلمية التي تحاول الجمع بين النظريات التي نشات وتطورت من خلال دراسات أجريت في إطار علم النفس العام وعلم النفس اللغوي والانثروبولوجيا والفلسفة وعلوم الحاسب وهندسه الاتصالات وعلوم الأعصاب .









موضوع علم النفس المعرفي هو :
الدراسة العلمية للكيفية التي نكتسب بها معلوماتنا عن العالم , وللكيفية التي نتمثل بها هذه المعلومات ونحولها الى علم ومعرفه , ولكيفية تخزينها , ولكيفية استخدام هذه المعلومات وتوظيفها في أثاره انتباهنا وسلوكنا . ويحيط علم النفس المعرفي بكل العمليات النفسية بدءا بالإحساس والإدراك والعلم العصبي والتعرف على النمط والانتباه والتعلم والتذكر وتكوين المفاهيم وصياغتها والتفكير والتصور الذهني والتخيل واللغة والذكاء والانفعالات والعمليات الارتقائية . ويتناول بالدراسة مختلف مجالات السلوك .

الإدراك :
هو احد موضوعات علم النفس العام والذي يهتم مباشره بالكشف عن المنبهات واستقبالها وتفسيرها .ونحن نحصل على فهم جيد ودقيق لحسابه الإنسان للإشارات من خلال تجارب الإدراك . ويعد هذا المجال ذا أهميه خاصة لعلم النفس المعرفي لأنه الذي نفسر من خلاله الإشارات الحسيه .

علوم الدماغ:
منذ عده سنوات مضت عقد كل من علماء النفس المعرفيين وعلماء المخ والأعصاب علاقة عمل بينهم . ولذا نتج عن هذا التعاون بينهم مجموعه من الانجازات والتطورات العلمية في دراسة طبيعتنا العقلية . فيبحث علماء النفس المعرفين تفسيرات عصبيه لنتائج كما ان علماء الأعصاب يطلبون من علماء النفس المعرفين العديد من التفسيرات للملاحظة المختبريه .

التعرف على النمط :
نادرا ما تدرك المنبهات البيئية في شكل إحداث حسية جزئيه ولكنها عاده ما تدرك كجزء متكامل من نمط ذي معنى ودلاله وان الأشياء التي نحسها عن طريق الإبصار او السمع او التذوق او الشم ماهي الا جزء من نمط معقد من منظومة المنبهات الحسيه .

الانتباه :
ان المعلومات التي تبثها البيئه تلتف حولنا من كل حدب وصوب وتشترك في ذلك كل المخلوقات , فاننا ننتقي كميه ونمط المعلومات التي سنركز عليها في ظل ظروف بيئيه مواتيه . ويبدوا ان قدرتنا على معالجه المعلومات عمليه محدده بمستوين هما المستوى الحسي و المعرفي. وأيضا لو مارس عدد كبير من الهاديات تأثيره علينا في وقت محدد فاننا سنصبح مثقلين تماما ولو إننا حاولنا أن نعالج قدر كبير من الأحداث في لحظه واحده سنصبح مثقلين أيضا وربما ينتج عما سبق انهيار في الأداء والسلوك .

تمثيل المعرفة :
ان تمثيل المعلومات يعد شيئا أساسيا لجميع أنواع المعرفة الإنسانية . لان المعلومات التي تنبثق عن الخبرات الحسيه يتم ترميزها بحيث ترتبط بالأشياء التي يتم تخزينها بالمخ . إن إحدى المشكلات التي تواجهنا عند التخاطب مع بعضنا البعض, إننا لا نمثل العالم بشكل واحد متطابق فإن ما تراه أنت وتسمعه وتشمه وتتذوقه وتشعر به ليس هو الشي نفسه الذي اخبره انا واتمثله بالذاكرة ,وما اخبره انا واختزنته في ذاكرتي لا يتطابق تماما مع ما تخبره انت . ورغم وجود مثل هذا التعارضات الأصلية بين التمثيليات المعرفية بيننا فان معظم الناس يمرون بالخبره بل ويصفون خبراتهم بطرق متشابهه الى حد كبير يكفي للتوافق الجدي مع العالم . ولقد اهتم علماء النفس المعرفيون بموضوع التمثيليات الداخلية للمعرفة بصفه خاصة .

علم النفس الإرتقائي :
يعد علم النفس الإرتقائي احد الموضوعات التي حظيت دراستها باهتمام مكثف ضمن موضوعات علم النفس المعرفي . فان التجارب والنظريات الحديثه في علم النفس االارتقائي المعرفي قد امتدت بفهمنا لنعرف الكيفيه التي ترتقي بها الابنيه المعرفيه .

<!-- / message -->


azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 53/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
18 تصويتات / 398 مشاهدة
نشرت فى 17 يونيو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,793,653