دراسة تربوية حامد الحمداني
كيف نربي أبناءنا
محتويات الكتاب
محتويات الكتاب....................................................... 2
توطئة.................................................................. 5
الفصل الأول : مشاكل الأبناء ...................................... 8
المشاكل التي تجابه أبنائنا................................. 9
العوامل المسببة للمشاكل :................................ 10
العوامل العقلية : التربية الأسرية ـ البيئة ـ الوراثة.... 11
العوامل النفسية : الخوف ـ ضعف الثقة بالنفس........ 12
العوامل الاجتماعية : الجو المنزلي السائد ،الجو المدرسي... 17
العـوامل الجسمية :........................................ 18
العوامل الاقتصادية :...................................... 19
الفصل الثاني : المشاكل التي تجابه أبنائنا...................... 20
المشاكل السلوكية الفطرية ............................... 21
الغرائز وأنواعها ،ودورها في سلوك الأبناء.......... 22
الفصل الثالث : المشاكل السلوكية المكتسبة.................... 36
أنواع المشاكل السلوكية المكتسبة....................... 37
1 ـ الكذب : أنواعه و سبل علاجه............................ 38
2 ـ السرقة : دوافعها وسبل علاجها......................... 43 3 ـ التشاجر والتخريب وحب الاعتداء....................... 46
4 ـ التدخين والكحول............................................ 48
5 ـ المخدرات:أسباب توجه المراهقين للمخدرات وعلاجها 49
الفصل الرابع : المشاكل والاضطرابات الشخصية............ 52
أولاً ـ ماذا يقصد بالاضطرابات الشخصية ؟............... 53
ثانياً ـ العوامل المسببة للمشاكل والاضطرابات الشخصية. 55
1 ـ العوامل الوراثية............................................. 55
2 ـ العوامل النفسية............................................. 56
3 ـ المؤثرات الأسرية.......................................... 59
الفصل الخامس : مشاكل التأخر الدراسي ...................... 61
أولاً ـ ماذا يقصد بالتأخر الدراسي ؟.................... 62
ثانياً ـ كيف نحدد التأخر الدراسي ؟ ................... 62 ثالثاً ـ اختبارات الذكاء ، وماذا تكشف لنا ؟............. 63 أنواع اختبارات الذكاء ................................... . 64
1 ـ اختبارات القدرات .................................... 66
2 ـ اختبارات التكيف الشخصي والاجتماعي.......... 66
أنواع و مسببات التأخر الدراسي ....................... 67
كيف نعالج مسألة التأخر الدراسي ؟..................... 68
دور البيت والمدرسة في معالجة التأخر الدراسي.... . 69
الفصل السادس : إدارة المدرسة................................. 71
1 ـ الصفات الواجب توفرها بمدير المدرسة......... 72
2 ـ واجبات مدير المدرسة : ........................... 73
ـ الإدارة المدرسية :..................................... 74
ـ الإشراف التربوي ..................................... 76
ـ التقويم والضبط : ...................................... 79
3 ـ وصايا لمدير المدرسة.............................. 79
الفصل السابع : المعلم............................................ 81
1 ـ الصفات التي ينبغي توفرها في المعلم........... 82
2 ـ كيف ننهض بمستوى المعلم ؟..................... 85
3 ـ كيف ينبغي للمعلم أن يقوم بواجباته ؟............ 90
4 ـ كيف ينبغي أن نعدّ المعلم ؟........................ 91
الفصل الثامن : الإشراف التربوي.............................. 106
1 ـ تطور أساليب الإشراف التربوي................. 107
2 ـ أهداف الإشراف التربوي.......................... 108
3 ـ واجبات المشرف التربوي......................... 110
4 ـ كيف ننهض بجهاز الإشراف التربوي........... 114
الفصل التاسع : نظام الامتحانات................................ 116
1 ـ الامتحانات وأهدافها................................. 117
2 ـ أنواع الامتحانات..................................... 118
ـ اختبارات التحصيل الدراسي الشفهية والتحريرية. 119
ـ الاختبارات الموضوعية............................... 120
3 ـ شروط الأسئلة الجيدة................................ 122
الفصل العاشر : المناهج والكتب................................. 124
1 ـ المناهج الدراسية في المدرسة القديمة............. 125
2 ـ تطور المناهج الدراسية في العصر الحديث...... 127
الفصل الحادي عشر:البيت والمدرسة،وأهمية تعاونهما..... 131
1 ـ البيت هو البيئة الاجتماعية الأولى للطفل......... 132
2 ـ كيف تؤدي الأسرة واجباتها تجاه أطفالها ؟........ 133
3 ـ واقع الأسرة وتأثيره على تربية الأطفال.......... 135
4 ـ المدرسة ودورها في تربية وإعداد النشء........ 141
5 ـ تعاون البيت والمدرسة............................... 143
التوثيق................................................................. 145
المراجع ................................................................ 147
توطئة
شهدت الأساليب التربوية في عصرنا الحاضر تطورات هامة جعلت المدرسة الحديثة تقوم على أساس تفهم حاجات التلاميذ ومشاكلهم ، وأصبح جلّ اهتمامها حل هذه المشاكل بأسلوب تربوي صحيح وإشباع تلك الحاجات ، إنها تهدف إلى تربية أبنائنا اجتماعياً و أخلاقياً وعاطفياً ، والعمل على تهيئة كل الوسائل والسبل لنمو أفكارهم وشخصياتهم بصورة تؤهلهم للوصول إلى الحقائق بذاتهم وبذلك يكونون عناصر فعالة ومحركة في المجتمع . إنها تهدف كذلك إلى إذكاء أنبل الصفات والمثل الإنسانية العليا في نفسية الأجيال الصاعدة، وجعلهم يدركون حاجات المجتمع ، ويتفاعلون معه ، من أجل تحقيق تلك الحاجات ، وبالتالي تطوير المجتمع ورقيه وسعادته .وعلى هذا الأساس نجد أن المربي وليس المناهج الدراسية والكتب المقررة للدراسة هي العناصر الفعالة والحاسمة في تحقيق ما تصبوا إليه المدرسة والمجتمع .
[ إن الاتصال عقلا بعقل ، ونفساً بنفس ، وشخصية بشخصية ] كما يقول المربي الكبير[ قستنطين زريق] ، لهو لب التربية ، فالمربي يستطيع أن يؤثر إلى حد بعيد بأبنائه ، وهذا التأثير ونوعيته ، ومدى فائدته يتوقف على المربي ذاته ، على ثقافته ، وقابليته ، وأخلاقه ، ومدى إيمانه بمهمة الرسالة التي يحملها ، وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه ، فأن كل أعمالنا وسلوكنا وأخلاقنا تنعكس تماماً على أبنائنا الذين نقوم بتربيتهم سواء في البيت أم المدرسة ، لأن كلاهما يكمل بعضه بعضا ، ولاشك أن البيت هو المدرسة الأولى ، وأن الأم هي المربية الأولى التي أجاد في وصفها الشاعر الكبير معروف الرصافي عندما قال :
الأمُ مدرســةٌ إذا أعــددتها أعددتَ شعباً طيبَ الأعراقِ
الأمُ أسـتاذُ الأساتذةُ الأولى شَغلتْ مآثُرها مـدى الآفــاقِ
إنه لمن المؤسف حقاً أن الكثير من المربين لم يدركوا هذه الحقيقة ، ولا زالوا يسلكون تلك الأساليب التربوية البالية التي لا تهتم إلا بتلقين أبنائهم مبادئ القراءة والكتابة والمناهج النظرية المقررة في المدارس ، أما مشاكل الأبناء ، وأساليب حلها والتغلب عليها ، فتلك مسائل ثانوية في نظرهم ، وفي اغلب الأحيان يلجأ الأهل إلى استعمال العنف والقمع مع أبنائهم كوسيلة للتربية ، فهل تحقق هذه الأساليب القسرية ما نصبو إليه نحو أجيالنا الصاعدة ؟ وبكل تأكيد أجيب كلا وألف كلا ، أن هذه الأساليب لا تؤدي إلا إلى عكس النتائج المرجوة . أن علينا كآباء ومربين أن ننبذ هذه الأساليب بشكل مطلق ، ونعمل على دراسة وتفهم حاجات ومشاكل أبنائنا والأسباب المؤدية لتلك المشاكل وسبل حلها
إإن أبنائنا الذين يمثلون اليوم نصف المجتمع ،والذين سيكونون كل المستقبل ،هم بحاجة ماسة وضرورية لتأمين الظروف النفسية والاجتماعية السليمة لتنشئتهم وإعدادهم لهذا المستقبل الذي ينتظرهم ، إنهم بحاجة للرعاية العائلية الحقيقية الفاعلة ،حيث ينبغي أن يجد الأطفال حولهم القيم السامية، والقدوة الحسنة ، والمثل الإنسانية العليا في محيطهم العائلي ، وخاصة في مرحلة المراهقة ،والتي تعتبر من أهم المراحل التي يمرّ بها أبنائنا ، وأخطرها ،والتي يتم خلالها تثبيت دعائم القيم ، واستيعاب المعارف والمفاهيم والأفكار التي تخلق منهم عناصر إيجابية ونافعة في المجتمع .
إننا بحاجة إلى بذل المزيد من الاهتمام بالجوانب الوجدانية والاجتماعية لأبنائنا ، وتطوير الأساليب التربوية التي يمكن أن توصلنا إلى هذا الهدف ، والابتعاد عن أساليب التلقين العقيمة المتبعة في تعليم المواد التحصيلية ،وينبغي أن ندرك أن أبنائنا بحاجة إلى الخبرات التي تجعلهم قادرين على التعبير عن آمالهم وحاجاتهم وخبراتهم ومشاكلهم ،وهم بحاجة للتدرّب على أساليب التعبير والمناقشة ،وإبداء الرأي ،والتعود على العمل الجماعي ، حيث أن العمل الجماعي يمثل عصب الحياة الاجتماعية الذي ينبغي توجيه الاهتمام له في عملية التربية والتي تمكن أبنائنا من تحمل المسؤولية تجاه النفس ،وتجاه البيت والمدرسة ،وتجاه الحي الذي يعيشون فيه،وتجعلهم قادرين على المشاركة في الاجتماعية التي يمكن أن تتدرج من العمل الخاص إلى العمل العام ، ومن العمل الفردي إلى العمل الجماعي ، و تمكنهم من التفاعل الإيجابي بالمجتمع وتجعلهم متوافقين مع أنفسهم ومع المجتمع .
وينبغي لنا أن نؤكد على أن النجاح في تربية أبنائنا لا يتوقف على البيت والمدرسة فقط ، بل أن وسائل الإعلام تلعب دوراً هاما وأساسياً في التأثير على حياة أبنائنا ومشاعرهم وسلوكهم خيراً كان أم شراً ، وأخص بالذكر منها التلفزيون والسينما والصحافة التي يمكن أن تكون عامل بناء وتثقيف وإصلاح ، ويمكن أن تكون عامل تهديم وتخريب لسلوكهم إذا ما أسيء استخدامها.
لقد كان لي شرف العمل في المجال التربوي لمدة ربع قرن من الزمان كنت خلالها أقرأ بنهم ، وأتتبع كل ما يقع تحت يديّ من الكتب والأبحاث المتعلقة بالتربية الحديثة محاولا الاستعانة بها لخدمة أبنائي التلاميذ ،وتربيتهم وتنشئتهم النشأة الصالحة ، ومن خلال دراساتي وتجربتي التربوية تلك ، رأيت أن من واجبي أن أقدم هذه المساهمة المتواضعة حول سبل تربية وتنشئة أجيالنا الصاعدة ودراسة ومناقشة مشاكلهم وسبل معالجتها بما يحقق لنا الأهداف المرجوة في بناء جيل قويم قادر على أخذ زمام المستقبل ، ومالكاً لكل المقومات التي تؤهله للنجاح .
المؤلف
الفصل الأول
مشاكل الأبناء وسبل علاجها
أولا : المشاكل التي تجابه أبنائنا ، وأنواعها :
1 ـ المشـاكل السـلوكية .
2 ـ مشاكل التأخر الدراسي .
ثانياً : العوامل المسببة للمشاكل
1 ـ العوامل العقـلية .
2 ـ العوامل النفـسية .
أ ـ الشعور بالخوف .
ب ـ ضعف الثقة بالنفس .
3 ـ العوامل الاجتماعية .
4 ـ العوامل الصـحية .
5 ـ العوامل الاقتصادية .
ثالثاً : أنواع المشاكل السلوكية وسبل معالجتها :
1 ـ المشاكل السلوكية الفطرية .
2 ـ المشاكل السلوكية المكتسبة .
أولا: المشاكل التي تجابه أبنائنا :
يتعرض أبناءنا إلى العديد من المشاكل في جميع مراحل النمو، بدءاً من مرحلة الطفولة ،فمرحلة المراهقة وحتى مرحلة النضوج ، وطبيعي أن مرحلة المراهقة تعد أخطر تلك المراحل ،ولكلا الجنسين البنين والبنات على حد سواء ، حيث تحدث تطورات بيولوجية كبيرة لديهم تتطلب منا نحن المربين ، آباء وأمهات ومعلمين ،أن نعطي لهذه المرحلة من حياة أبنائنا أهمية قصوى ، فقد تكون هذه المرحلة نقطة حاسمة في حياتهم وسلوكهم خيراً كان أم شراً ، وإذا لم نعطها ذلك الاهتمام المطلوب ، والملاحظة والرعاية المستمرة فقد يؤدي بالكثير من أبنائنا إلى الانحراف ، ولاسيما في ظل مجتمع غربي يختلف كل الاختلاف عن مجتمعاتنا التي نشأنا فيها والعادات والتقاليد التي تربينا عليها ، وأنا هنا لا يمكنني القول أن كل ما تربينا عليه من عادات وتقاليد هي صحيحة،وتصلح لأجيالنا الناهضة ، وليس كل العادات والسلوكيات في المجتمع الغربي كذلك ، ففي كلا المجتمعين هناك الجيد وهناك الرديء من هذه العادات والسلوكيات ، وإن من واجبنا كمربين أن نعمل على تفاعل هذه العادات والسلوكيات في المجتمعات الغربية بشكل يمكن أبنائنا من اكتساب كل ما هو خير ومفيد ، وبالمقابل بتقديم ما ينفع أبناء هذه المجتمعات من القيم الأصيلة ، وتحذير الأبناء من تلك العادات والسلوكيات الضارة شرط أن يكون ذلك بأسلوب تربوي بعيد كل البعد عن أساليب العنف والقمع ، وينبغي أن نُشعر أبناءنا في مرحلتي المراهقة والنضوج أن العلاقات التي تربطنا وإياهم هي ليست علاقة أب وأم بأبنائهم فقط ، بل علاقة أخٍ كبير بأخيه الصغير ، أو علاقة أخت كبيرة بأختها الصغيرة ،الذين يحتاجون إلى تجاربهم في الحياة ، وأن نكون حذرين من محاولة فرض أسلوب الحياة التي تربينا عليه قسراً على أبنائنا ، فقد خلق الأبناء لزمان غير زماننا ، ولاسيما أنهم يعيشون في مجتمع يختلف كل الاختلاف عن مجتمعنا مما يجعل الأبناء يعيشون حالة من التناقض بين مجتمعهم الصغير [ البيت] ومجتمعهم الكبير ، ولاسيما انهم يقضون أغلب أوقاتهم خارج البيت .ولذلك نجد الكثير من الآباء والأمهات يعانون الكثير في تربية أبنائهم ، ويحارون في مجابهة المشاكل التي يتعرضون لها ، وكيفية التعامل معها .ولكي نتفهم طبيعة المشاكل التي تجابه أبنائنا كي يسهل علينا حلها والتغلب عليها فإننا يمكن أن نحددها في ثلاثة أقسام رئيسية :
أولاً : المشاكل والاضطرابات السلوكية .
ثانياً :المشاكل والاضطرابات الشخصية .
ثالثاً : مشاكل التأخر الدراسي .
وسأحاول فيما يلي أن أوضح كلاً منها بشيء من التفصيل ، مستعرضاً لأنواعها ، ودوافعها ، والأساليب التربوية التي تمكننا من التغلب عليها .وحماية أجيالنا الصاعدة من الانزلاق إلى الانحرافات السلوكية التي تهدد مستقبلهم ، وتهدد سلامة المجتمع الذي يعيشون في ظله ، ولاسيما وأنهم سيكونون هم صانعي المستقبل ورجاله ، وعليهم يتوقف تطوره ورقيه وسعادته .
العوامل المسببة لمشاكل أبنائنا :
أن العوامل المسببة لمشاكل أبنائنا السلوكية والشخصية والتأخر الدراسي يمكن إجمالها بما يأتي :
1 ـ عوامل عقلية .
2 ـ عوامل نفسية .
3 ـ عوامل اجتماعية .
4 ـ عوامل جسمية .
5 ـ عوامل اقتصادية .
وسأقدم هنا تفسيراً مختصراً لكل من هذه العوامل كي تعيننا على فهم تلك المشاكل وسبل معالجتها
أولاً ـ العوامل العقلية :
تلعب هذه العوامل دوراً هاماً في كثير من المشاكل ، وأخص منها بالذكر مشكلة التأخر الدراسي ، فمن المعلوم أن أكثر أسباب التأخر الدراسي هو مستوى النمو العقلي ، والقدرة على الفهم والاستيعاب، والذي يختلف من شخص إلى آخر ، فقد يكون التخلف العقلي [بسيطاً ]، وقد يكون [متوسطاً ]، وقد يكون[ شديداً ]، وفي أقسى الحالات يكون [حاداً] . وهذا التخلف ناجم عن ظروف معينة سأتعرض لها فيما بعد عندما أتحدث عن مشاكل التأخر الدراسي .
أما ما يخص المشاكل السلوكية لدى أبنائنا فلا شك أن هناك جملة من العوامل التي تسببها وأخص بالذكر أهم تلك المسببات والتي يمكن حصرها بما يلي : .(1)
1 - التربية الأسرية .
2 - البيئة التي يعيش فيها الأطفال والمراهقين .
3 ـ العوامل الوراثية
إن هذه العوامل تؤثر تأثيراً بالغاً على سلوكهم ،كما أن النضوج العقلي يلعب دوراً هاما في هذا السلوك ، مما سأوضحه عند بحث تلك المشاكل بشيء من التفصيل فيما بعد .
ثانياً ـ العوامل النفسية :
ونستطيع أن نوجز أهم العوامل النفسية التي تلعب دوراً هاماً في حياة أبنائنا وتسبب لهم العديد من المشاكل هي ما يلي :
1 ـ الشـعور بالخـوف .
2 ـ ضعف الثقة بالنفس .
ولابدَّ أن نقف على ما تعنيه هذه العوامل بالنظر لتأثيرها الخطير على سلوك الناشئة .
1 ـ الشـعور بالخـوف :
وهو حالة انفعالية داخلية وطبيعية موجودة لدى كل إنسان ، يسلك خلالها سلوكاً يبعده عن مصادر الأذى . فعندما نقف على سطح عمارة بدون سياج ، نجد أنفسنا ونحن نبتعد عن حافة السطح شعوراً منا بالخوف من السقوط ، وعندما نسمع ونحن نسير في طريق ما صوت إطلاق الرصاص فإننا نسرع إلى الاحتماء في مكان أمين خوفاً من الإصابة والموت ، وهكذا فالخوف طريقة وقائية تقي الإنسان من المخاطر ، وهذا هو شعور فطري لدى الإنسان ، هام وضروري .
غير أن الخوف ذاته قد يكون غير طبيعي [ مرضي ] وضار جداً ، وهو يرتبط بشيء معين ، بصورة لا تتناسب مع حقيقة هذا الشيء في الواقع [ أي أن الخوف يرتبط بشيء غير مخيف في طبيعته ] ويدوم ذلك لفترة زمنية طويلة مسببا تجنب الطفل للشيء المخيف ، مما يعرضه لسوء التكيف الذي ينعكس بوضوح على سلوكه في صورة قصور وإحجام ، وقد يرتبط هذا الخوف بأي شيء واقعي ، أو حدث تخيلي . كأن يخاف الطفل من المدرسة ،أو الامتحانات ،أو الخطأ أمام الآخرين، أو المناسبات الاجتماعية ، أو الطبيب والممرضة ، أو من فقدان أحد الوالدين أو كلاهما ، أو الظلام أو الرعد والبرق ، أو الأشباح والعفاريت وقد يصاحب الخوف لديهم نوبات من الهلع الحاد ، ويت
ساحة النقاش