. عبدالحفيظ وأسرار الشعرعن "أدب الجماهير" التي يشرف عليها الأديب الكبير فؤاد حجازي. |
صدر ديوان الدكتور محمود عبدالحفيظ "أمي قالت لي كده" حاملاً اثنتين وعشرين قصيدة من شعر العامية المصرية. اللافت للنظر ان الديوان لأستاذ أدب عربي. وأن عاميته مضفرة بروح ساخرة ومازحة. ومتهكمة. في بساطة تختزن أسرار الشعر الحقيقي الآسر. عفوية تكاد تكون قمة الفنية في التعبير. فإن كان الدكتور عبدالحفيظ قد درس في كتابه النقدي "خبز الغواية" زجل بيرم التونسي من زاوية أنه حكايات أو بتعبيره "زجال يحكي بمنطق الشعر" فقد استخدم نفس البناء الدرامي للقصيدة البيرمية في كثير من قصائده. مع اتساع في الرؤية. يقدم شاعرنا ديواناً مزجياً حقيقياً. يمزح ويبكي ويجد ويهزل. يرتقي بالصورة إلي أقصاها. ثم يضع تركيزه علي بنية هندسية أحياناً وبنية درامية في أحيان أخري. نجد مثلاً قصيدة بعنوان "خد نادية" مشيراً إلي تعبير للفنان فؤاد المهندس في مسرحية "سك علي بناتك" "بلاها سوسو. خد نادية" كما يوردها الشاعر بالقصيدة. في هذه القصيدة المقسمة إلي خمسة مقاطع يبدأ بإخبارنا عن التشكيل العائلي له: "مال الزمن ميلة/ وأنا الوحيد اللي باكتب شعر في العيلة/ سافر أخويا إلي دولة الامارات/ وجمّع الدولارات/ وعاش هناك/ وأبويا مات/ وحلفت أمي تروح وراه/ وتبلغه السلامات/ وشلت أنا الشيلة/ ما أنا الوحيد اللي باكتب شعر في العيلة". وبهذه البنية الحكائية يكمل قصيدته مازجا السخرية بالخيال. حيث ستعود الأم ويعود الأب للحياة لنصيحة الابن. وينصحها الأب بالعودة للموت أفضل. مقدماً رؤية غريبة بلا شك علي العامية المصرية. فمن النادر تقديم صورة الموت بهذا الشكل الساخر. موظفاً الحس الشعبي في الحكي. تبدو منابع التجربة عند شاعرنا كثيرة المسارب. لكن نهر بيرم التونسي يتدفق بقوة علي أرض قصيدة محمود عبدالحفيظ. ليس فقط لاشاراته الشعرية كقوله "يا عم بيرم سلام الله/ ورحماته/ كل اللي عاشوا بيستنوا الفرح ماتوا/ راح الزمان اللي كنا إحنا علاماته". لكن الأهم في الروح خالصة المصرية المنبثة عبر قصائد الديوان. ودرامية القصيدة الواضحة في ديوانه. وحيلة التفاصح التي استخدمها بطريقة متقدمة - بلا شك - معلياً من قيمتها. موظفاً إياها بشكل مختلف. حيث صارت الشطرات الفصيحة ركنا بنائياً في النص. لحظات مسروقة من الزمن الخوان. يخطفها شاعرنا الدكتور محمود عبدالحفيظ. ويبدو أنه حين أزال اللقب العلمي من اسمه علي غلاف الديوان. أزال الكرافت. والبدلة. وارتدي جلبابه البلدي بدون ياقة. وجلس علي الأرض مشعلا "المنقد" علي الشاي والجوزة. وربما أشياء أخري. كوز ذرة مثلاً. إبراهيم محمد حمزة |
المصدر: http://www.almessa.net.eg/
نشرت فى 5 يونيو 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,827,093
ساحة النقاش