احترس من «الريموت كنترول» ٥/ ٦/ ٢٠١٠ |
هل جربت يوما أن تغير قناة التليفزيون التى يشاهدها أحد أفراد الأسرة دون وقوع مشاجرة بينك وبينه؟ بالتأكيد نعم، فهذه الظاهرة لا يكاد منزل فى مصر يخلو منها، ويرجع السبب الرئيسى فيها إلى تعدد القنوات الفضائية وتعدد الأذواق مع اختلاف الاتجاهات والأفكار ووجهات النظر، لكن إذا كان هذا التعدد إيجابيا إلا أن الخلل الأسرى يجعل منه سببا فى مشاجرات متكررة بين نفس الأشخاص داخل كل أسرة، أو يكون البديل فى تزايد الأجهزة داخل المنزل ليتمكن كل طرف من مشاهدة ما يروق له، فيبتعد أفرادها عن بعضهم وتتسع الهوة مع الأيام.يقول المفكر الاستراتيجى والمستشار العسكرى دكتور محمد نجاتى إبراهيم: بعد وفاة زوجتى وسفر ابنى وبنتى.. أقيم مع خمسة أحفاد وبسبب اختلاف الأذواق أصبح فى بيتنا جهازا تليفزيون.. ليشاهد أحفادى ما يحبون، بينما ألتزم أنا غرفتى لأشاهد ما أريد.. ومع غياب الوقت الكافى للتجمع بسبب انشغال أحفادى بدراستهم وعملهم لم بنكن بعيدين عن فخ الفرقة بسبب خلافنا على قنوات التليفزيون عندما نتجمع أمام جهاز واحد، وعندما لاحظت تلك الظاهرة حاولت علاجها بالحرص على بعض الطقوس الجماعية التى نبعد بها عن أجواء الفرقة والانقسام، حيث أقوم باصطحاب أحفادى صباح كل جمعة لزيارة قبر زوجتى لتظل ذكراها فى وجدانهم.. ونعود بعدها لطقسنا الأسبوعى المقدس منذ سنوات وهو «إفطار العائلة» نلتف جميعنا حوله ونتحدث فى كل أمورنا الأسرية. المشكلة لدى المحامى شريف الهلالى، المدير التنفيذى للمؤسسة العربية لدعم المجتمع المدنى وحقوق الإنسان، بدأت مبكرا ويحكى عنها قائلا: الخلاف بسبب التليفزيون داخل أسرتى كان قبل تعدد الفضائيات، فرغم أن القنوات والخيارات كانت محدودة إلا أن المعركة الشهيرة كانت تدور إذا ما تزامن عرض مباراة لكرة القدم مع فيلم أو مسلسل.. وذلك تم حله بوجود أكثر من تليفزيون فى المنزل.. إلا أنه أوجد مشكلة أعمق تمثلت فى إبعاد أفراد العائلة عن بعضهم.. لذلك وفى أوقات كثيرة نقوم بإغلاق التليفزيون حتى لا يعيق تواصلنا.. إضافة لذلك لابد من تجمع العائلة الأسبوعى الذى يكون كل يوم جمعة حيث أنتهز الفرصة لقضاء أكبر وقت ممكن مع والدىّ. قد يكون لهذه الظاهرة وجه آخر إيجابى ترصده دكتورة عزة كريم- أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية قائلة: إذا كانت الأسرة المصرية فى حالة من الفرقة، فلا يجب إلقاء اللوم على الفضائيات وحدها فهى مجرد عامل مساعد.. فالأسرة المصرية فى حالة غليان بدءاً من رب الأسرة المحاصر بالمنغصات وحتى الطفل الذى يعانى من نظام تعليمى فاشل، وهذا يؤكد أن أفراد الأسرة إذا ما اجتمعوا بمكان واحد لن يستمتعوا بالمشاهدة أكثر من المشاجرة، وسيسعى كل شخص لفرض رغبته على الباقين، وبهذا يتضح لنا أن ما حدث من تفرقة بسبب الفضائيات يعد أمر سلبيا فى المجتمعات المتوازنة بينما لها وجه إيجابى فى مجتمع «مش طايق نفسه» كمجتمعنا، فتجمع الأسرة لوقت طويل أمر غير مطلوب ويجب أن تكون اللقاءات محددة حتى يستعيد أفرادها توازنهم |
ساحة النقاش