تقييم برامج هندسة الحاسوب وعلوم الحاسوب في الجامعة الإسلامية
اعداد
د. حـاتم العايدي
منسق الجودة والمشاريع في كلية الهندسية
العنوان : الجامعة الإسلامية – غزة
Tel.08-2860700
Fax. 2860800-08
Mobile.059-347553
E-mail: [email protected]
ورقة علمية أعدت لمؤتمر النوعية في التعليم الجامعي الفلسطيني
الذي عقده برنامج التربية ودائرة ضبط النوعية
في جامعة القدس المفتوحة في مدينة رام الله في الفترة الواقعة 3-5/7/2004
تقييم برامج هندسة الحاسوب وعلوم الحاسوب في الجامعة الإسلامية
مقدمة :
تتم تنمية الإنسان العربي بالتعليم وعبر المعرفة ، وحيث إن التعليم والمعرفة ليستا بالسلعة التي يمكن استيرادها أو الآلة التي يمكن استخدامها ، لكنهما مبنيان على أنشطة وثقافة مؤسسية لابد من غرسها وملاءمتها للمجتمع ، كما أن التعليم العالي يُعد من ركائز التعليم والمعرفة ، وهذا يتطلب تحسين جودته وضمان نوعيته ... وفي ظل عصر العولمة والمنافسة كان لابد من وضع آليات ومعايير لضمان النوعية والجودة في التعليم العالي بما يتناسب مع المعايير الدولية.
وخلال العقدين المنصرمين بدأ التعليم العالي بالتوسع في البلدان العربية ، حيث ساهم القطاع الخاص في هذا الحقل ، سواء من خلال الجامعات الربحية أو غير الربحية ، وكان هذا التوجه نتيجة للطلب المتزايد على التعليم العالي والتوجه العالمي نحو خصخصة مؤسسات التعليم العالي.
وبدخول التعليم عن بُعد والتعليم الإلكتروني سوق المنافسة ، لم تعد هناك حدود جغرافية للجامعات ، وبدأت تظهر الجامعات العالمية والإقليمية والوطنية التي تُعنى بالتعليم المفتوح ، مثل جامعة لندن المفتوحة ، والجامعة العربية المفتوحة ، وجامعة القدس المفتوحة ، وجامعة فينكس وغيرها من الجامعات ، ونتيجة لهذه التحديات كان لابد من ضمان مخرجات التعليم العالي ووضع معايير ومستويات لتحسين جودته وضمان نوعيته.
وفي عصرنا الحاضر (عصر العولمة والمعلوماتية) أصبحت مؤسسات التعليم العالي منفتحة أكثر ، فبالإضافة إلى دورها التقليدي المتضمن خلق ونقل المادة العلمية ، أُضيفت مهمة ثالثة لها ألا وهي : دعم التطور في المنطقة (2001ENQA , ).
وفي الآونة الأخيرة تتعرض مؤسسات التعليم العالي للعديد من المتغيرات ، مثل : التعليم عن بُعد ، التطور الهائل في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، الزيادة الكبيرة في حجم تعليم البالغين وأعداد الطلبة بشكل عام ، ونمو التمويل الخارجي ، بالإضافة إلى أن دور أنشطة البحث العلمي والتطوير قد بدأ في التغير من حيث التطبيق ، والتأثير الاجتماعي ، والعلاقة بالصناعة والاقتصاد ، علاوة على البحث التقليدي والتعليم.
وقد علق في خضم هذه التغيرات الاستمرار في مستوى عال من التعليم ، وبعبارة أخرى : الجودة والنوعية التي كانت ومازالت محل اهتمام رئيسي في مؤسسات التعليم العالي في أوروبا وأمريكا ، حيث أصبحت جودة التعليم قطبية مركزية في الاتحاد الأوروبي بحيث تسعى إلى دمج وفهم أنظمة التعليم المختلفة في الدول الأعضاء (2001ENQA , ).
وتبين أن تعريف الجودة ليس بالأمر الهيّن ، حيث إن التعريف المنشور من قبل مؤسسات التعليم العالي يعتمد على تصور فردي وبشكل كبير على الموقع الجغرافي والهيكلية الإدارية ، وخلال العقدين الماضيين أصبحت التقييمات الوطنية والإقليمية عبارة عن وسيلة لتحسين الجودة (ENQA, 2002) .
وهناك مجهودات جبارة تُبذل على الصعيد العالمي ، سواء على مستوى المنظمات الخاصة أو العامة ، لتحسين الجودة في التعليم العالي بناءً على طرق نظامية تسمى طرق ضمان الجودة (وصفي ، 2001). وعلى الصعيد العربي تُبذل اليوم جهوداً كبيرة على مستوى الجامعات لتحسين الجودة وضمانها ، حيث تساهم منظمات إقليمية وعالمية في مشاريع جدية تقع تحت عنوان : ضمان الجودة (مكتب التربية العربي لدول الخليج ، الأسكو ، اتحاد الجامعات العربية ، اليونسكو ، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، إلخ).
وقد بادرت بعض الجامعات من تلقاء ذاتها إلى إجراء عمليات تقييم في إطار الاعتماد ، كما تقوم بعض الكليات العلمية والتطبيقية (خاصة في الطب والهندسة) باستدعاء هيئات خارجية من أجل الاعتماد ، وسعت بعض الدول إلى دعوة بعض الجامعات المرموقة في العالم إلى إنشاء مواقع أو فروع لها ، أو إنشاء جامعات محلية أو برامج تحت إشراف جامعات أوروبية وأمريكية ... إلخ. وجميع هذه الجهود الإقليمية والوطنية مازالت في بدايتها ، والمعلومات عنها قليلة ولم تخضع للفحص والتقييم لاستخراج الدروس حول الفرص الممكنة والعوائق التي تقف في وجه ضمان الجودة.
يتعرض هذا البحث في الأجزاء التالية إلى مفهوم ضمان الجودة وركائز ومراحل ضمان الجودة ثم يناقش البحث بعض ذلك مشروع ضمان الجودة في الجامعات العربية ، بعده يناقش مراجعة موضوع أكاديمي – الأسس والطريقة ، ثم يتعرض بعد ذلك لعملية مراجعة موضوع أكاديمي بما في ذلك الأحكام التي يمكن إصدارها والتقرير النهائي ، ثم يناقش البحث مشاركة الجامعة في مشروع (تقييم الأداء النوعي ورفع التخطيط المؤسسي في الجامعات العربية) ، وبعد ذلك يناقش نتائج مشاركة الجامعة في هذا المشروع ، ويختم البحث بخلاصة حول تقييم برامج هندسة الحاسوب وعلوم الحاسوب.
ضمان الجودة :
ولدت أدوات ضان الجودة وإدارتها في الصناعة ، وتم تطبيقها بعد ذلك في مجالات التعليم العالي بالدول المتقدمة والنامية على حد سواء ، وأصبح هناك قبول متزايد بأن برامج ضمان الجودة تؤدي إلى تحسن في البرامج الأكاديمية وأداء الطلبة ، وليس المهم فقط القيام بأنشطة ضمان الجودة ، ولكن الأهم هو بناء ثقافة الجودة داخل المؤسسة بحيث يصبح ضمان الجودة جزء متكامل ومستمر من أنظمة المؤسسة وعملياتها اليومية.
ويمكن اعتبار الجودة على أنها معيار تميز وكمال يحب تحقيقه وقياسه ، كما يمكن تعريفها بأنها عملية متكاملة وغير قابلة للتجزئة ، وهي مسئولية الجميع من أعلى الهرم الإداري حتى أسفله ، وتتبنى مبادىء جديدة تحت مظلة الجهود المتضافرة للجميع لترسيخ العمل الجماعي التعاوني المنسق ، وتفجير الطاقات والإمكانيات والقدرات الموجودة ، واستغلالها أحسن استغلال (الشامي، 1999).
وفي ظل النظام العالمي الجديد والثورة المعلوماتية ، والمنافسة الحادة والتهافت والتسابق بين المؤسسات التعليمية ، توجهت الأنظار إلى مبدأ ضمان جودة التعليم العالي التي اعتبرتها المؤسسات التعليمية وسيلة فعالة من أجل إحداث تغيرات جذرية في فلسفة وأسلوب العمل فيها من أجل مستوى أعلى من الجودة (Adam et al, 2001).
ويتطلب ضمان الجودة ثلاثة ركائز هي : تعريف الجودة ، وقياس الجودة ، وتحسين الجودة ... ويمر ضمان الجودة بعدة مراحل ، حيث تبدأ بمرحلة التوعية التي تتسم باجتهادات شخصية وغير منظمة لتطبيق بعض بنود وآليات الجودة ، ويتم خلالها إدراك أهمية تطبيق الجودة ... وتمر بعد ذلك بمرحلة التجريب التي تتميز بالبدء بشكل رسمي منظم لتطبيق آليات وعمليات الجودة على مستوى ضيق مع توثيق العمل ، ثم تمر بعد ذلك بمرحلة التوسع حيث يتم التوسع بتطبيق برامج وعمليات ضمان الجودة أفقياً وعمودياً ، وتُضاف أنشطة جديدة وعمليات جديدة ، وتمديد إلى أقسام وبرامج أخرى ، ويتم توثيق كل الخطوات والتجارب ... والمرحلة الرابعة وتسمى مرحلة الجدولة ويتم خلالها توثيق وجدولة خطوات وآليات ضمان الجودة بشكل منظم ورسمي ، وبعد ذلك يتم الوصول إلى حالة النضج بحيث تصبح عملية ضمان الجودة جزء من الممارسات اليومية والتوصيف الوظيفي لكل نشاط ، وجزء من ثقافة كل موظف.
مشروع ضمان الجودة في الجامعات العربية :
بناءً على تقرير الأمم المتحدة حول التنمية البشرية العربية الذي أظهر الوضع الخطير الذي وصل إليه وضع الإنسان العربي من حالة اقتصادية هي من بين الأسوأ في العالم ، ونمو اقتصادي بطيء ، فإنه تم البدء في مشروع من قبل المكتب الإقليمي العربي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي باسم (تقييم الأداء النوعي ورفع التخطيط المؤسسي في الجامعات العربية) ، حيث ترأس المشروع أكاديمي متمرس في مجال ضمان الجودة هو د. عصام النقيب ، ويقود فريق يتخذ من العاصمة الأردنية عمان مقراً له.
ويهدف المشروع إلى تفعيل دور التعليم العربي في التنمية ، وذلك من خلال تطوير الأداء النوعي لبرامج التدريس الجامعية لرفع قدرتها التنافسية وتجاربها مع احتياجات التنمية وأسواق العمل وتحديات التطورات الدولية ، وذلك من خلال تعظيم كفاءة التخطيط المؤسسي في الجامعات وإدارات التعليم العالي لتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة.
كما يهدف المشروع إلى تطبيق أنظمة نموذجية حديثة لتقييم برامج التدريسي وإنشاء شبكة إقليمية لقواعد المعلومات الجامعية من أجل إبراز نتائج ومردود استخدام هذه النماذج بصورة فعلية وقابليتها للتطبيق على المنطقة ، وبناء الخبرات المحلية اللازمة لمتابعة بناءً استخدام هذه النماذج مستقبلاً من قبل الجامعات وتوسيعها وتعميمها على التخصصات والجامعات الأخرى ، ثم الاستفادة من التجارب والنتائج المنبثقة من المشروع لاقتراح آليات مؤسسية دائمة لمتابعة تقديم خدمات المشروع على مستوى المنطقة من خلال التعاون الإقليمي ودعم المؤسسات الدولية والإقليمية.
كذلك يهدف المشروع إلى تقييم برامج علوم الحاسوب والتجارة في عدد من الجامعات العربية ، والعمل على النهوض بهذه البرامج حتى تشكل مفتاحاً للتنمية والتطور الاقتصادي ، ويمتد هذا المشروع من يناير 2002 إلى يونيو 2004 ، ويقسم إلى ثلاثة جزئيات هي : مراجعة وتقييم برامج ، امتحان دولي ، بناء قواعد بيانات إحصائية.
وبناءً على تجربة ضمان الجودة البريطانية خلال السنوات العشر الماضية ، والنتائج التي تم تحقيقها في المملكة المتحدة ، والخطوات المنهجية لعملية المراجعة ، فقد تم اختيار النموذج البريطاني لمراجعة برامج هندسة الحاسوب وعلوم الحاسوب في المرحلة الأولى ، وبرامج إدارة الأعمال والتجارة في المرحلة الثانية ... وقد تم اختيار خبيرين من هيئة ضمان الجودة البريطانية للتعليم العالي (QAA) بصفة استشارية ، والاتفاق مع فريق تقييم للمشاركة في عملية المراجعة الأكاديمية ... وتم التعاقد مع هيئة إحصائيات التعليم العالي بالمملكة المتحدة (HESA) لتدريب فريق من الجامعات العربية على بناء قواعد معلومات إحصائية لإنجاز الجزئية الثانية من المشروع ، أما الجزئية الثالثة فقد تم الاتفاق مع مؤسسة خدمات الامتحانات التعليمية الأمريكية (ETS) بتقديم امتحان تخصصي في الحاسوب لطلبة مستوى رابع وخامس ، وتحليل نتائج الامتحان.
مراجعة موضوع أكاديمي :
أمشروع (تقييم الأداء النوعي ورفع التخطيط المؤسسي في الجامعات العربية) هو مشروع ممل من قبل المكتب الإقليمي العربي التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP ، ويهدف المشروع إلى تقديم أنظمة مستقلة لتقويم الجودة في الجامعات العربية بالرجوع إلى معايير وخطوات ومؤشرات مقبولة عالمياً.
وفي عام 2002 تم تقييم برامج علوم الحاسوب في 15 جامعة من 11 بلد عربي ، وتم إصدار تقرير خاص بكل جامعة متضمناً نقاط قوة وعناصر ضعف تحتاج إلى معالجة ، مع إصدار أحكام حول البرنامج ، وكذلك صدر تقرير إقليمي يبين عناصر القوة والضعف في قطاع التعليم العالي بالمنطقة العربية.
الطريقة المستخدمة في عملية المراجعة هي نسخة معدلة من مراجعة موضوع أكاديمي ، وقد تم تطويرها للتطبيق في عام 2000 من قبل هيئة ضمان الجودة للتعليم العالي (QAA) بالمملكة المتحدة (UNDP, RAP, 2003) ، والطريقة ذاتها عبارة عن تطور مباشر لطريقة سابقة لمراجعة موضوع أكاديمي ، حيث تم استخدامها من 1992 إلى 2001 ، ويمكن الحصول على معلومات مفصلة حول مراجعة موضوع في الدليل الإرشادي للمراجعة الأكاديمية والصادر عن هيئة ضمان الجودة للتعليم العالي بالمملكة المتحدة (Goodison, 2002) ، وملخص العملية كما يأتي :
تتم عملية المراجعة لموضوع أكاديمي حسب الدليل الإرشادي المنشور ، حيث نلقي بالمسئولية على عاتق الجامعة لتقييم خطياً المعايير الأكاديمية لبرامجها الدراسية ، ونوعية فرص التعليم ، وتتم عملية التقييم حسب الإطار العملي المتفق عليه لعملية المراجعة ، وحسب وصف الدليل الإرشادي ، فإن إطار العمل يتضمن استخدام نقاط مراجع خارجية لبناء وتحسين المعايير الأكاديمية.
وفي معظم الدول العربية فإن المعايير الأكاديمية توضع أو يتم اعتماد البرامج من قبل وزارة التعليم العالي أو أجسام مركزية حكومية أخرى ، ومناهج علوم الحاسوب متأثرة بشكل كبير بمواصفات جمعية الحاسوب وجمعية أجهزة الحاسبات (ACM) ، وفي المملكة المتحدة قامت هيئة ضمان الجودة بنشر العديد من نصوص مؤشرات دالة (Schofield, 2002) ، وبالنسبة لعمليات المراجعة التي تمت في هذا المشروع ، فقد طُلب من جميع الجامعات ذكر نقاط المرجعية الخارجية التي تم اعتمادها حتى يتسنى الحكم على المعايير الأكاديمية.
عملية مراجعة موضوع أكاديمي :
مراجعة موضوع أكاديمي هي عملية مراجعة موضوعية تتم من قبل زملاء في التخصص ، وتبدأ بقيام المؤسسة بتقييم حقل تخصصي في موضوع معين من خلال وثيقة تقييم ذاتي ، مع تحضير مواصفات برنامج لكل برنامج يقوم بمنح درجة علمية ، ويتم تقديم وثائق التقييم الذاتي ومواصفات البرنامج إلى المشروع حتى يتم استخدامها من قبل فريق المراجعة والتقييم.
ويتم إجراء تقييم شامل من قبل خبراء عالميين ، وبتطبيق أنظمة ومعايير متقدمة لبرامج التدريس في تخصص علم الحاسوب بالجامعات المشاركة ، ثم بتم بناء قاعدة معلومات تشمل أهم البيانات والمؤشرات الإحصائية الخاصة بكل جامعة ، وربط القواعد الجامعية إلكترونياً كشبكة واحدة بقاعدة معلومات مركزية توفر معلومات موحدة عن كل الجامعات المشاركة بصورة دقيقة وقابلة للمقارنة على الصُعُد المحلية والإقليمية والعالمية.
ومن أهم نتائج تنفيذ عملية التقييم أن تحصل كل جامعة مشاركة على تقرير دقيق ومفصل ، ويكون موجهاً لها فقط ، ويشخص مواطن القوة والضعف في برنامجها الأكاديمي الذي جرى تقييمه ، ويأخذ بعين الاعتبار الأهداف المحددة التي يرمي إليها البرنامج ذاته ، ويقارن أداؤه مع المستويات المقبولة دولياً للبرامج المماثلة ، ويتضمن التقرير توصيات محددة حول مجالات التطوير والإصلاح الضرورية والعاجلة في البرنامج لتمكينه من التغلب على أوجه القصور فيه، وذلك من أجل تعظيم فاعليته في التجاوب مع احتياجات التنمية ومتطلبات أسواق العمل المحلية , وذلك سعياً للارتقاء بقدراته إلى بلوغ مستويات التنافس الإقليمية والدولية.
فريق التقييم يتكون من خبراء أكاديميين متخصصين من المملكة المتحدة والعالم العربي من ذوي الخبرة والكفاءة في عملية المراجعة والتدقيق الخارجي ، ويقوم هذا الفريق بقراءة الوثائق وزيارة الجامعة لجمع الأدلة والتحقق منها حتى يتم إصدار تقرير نهائي شامل يتضمن الأحكام حول المعايير الأكاديمية ونوعية فرص التعليم وقدرة الجامعة على ضمان وتحسين المعايير الأكاديمية والجودة ... وتتضمن أنشطة المراجعة الاجتماع بالكادر التدريسي والطلبة ، وتدقيق أ‘مال الطلبة التي تم تقييمها ، وقراءة وثائق أخرى ذات علاقة ، وفحص موارد التعليم ، والاجتماع بالطلبة السابقين (الخريجين) ، والاجتماع بأرباب العمل ... ويقدم فريق المراجعة ملخص تقرير التقييم بشكل شفهي مع نهاية زيارة المراجعة ، وبعدها يقوم بإعداد التقرير خطياً.
الأحكام :
المعايير الأكاديمية :
يصدر فريق المراجعة أحد الأحكام التالية حول المعايير الأكاديمية : معتمدة (مع التقدير) ، معتمدة (مقبول) ، غير معتمدة ، وللوصول إلى الحكم ، ويقوم المراجعون بتقييم : مخرجات التعليم المقصودة ، والمنهاج ، وتقييم الطالب ، وإنجاز الطالب.
ويمكن للبرنامج أن يتلقى حكماً معتمداً (مقبولاً) عندما تظهر هناك حاجة لمعالجة قضايا عدة وعمل تحسينات جوهرية ، أو حكماً معتمداً (مع التقدير) عندما تظهر العديد من العناصر الجيدة بحيث تطغى على أي قضية بحاجة إلى معالجة ، لكن عندما يكون هناك قصور في أي من الحقول الأربعة لجزئية المعايير الأكاديمية ، فإنه سيصدر حكم ابتدائي حول المعايير الأكاديمية على شكل غير معتمد.
نوعية فرص التعليم :
يقوم المراجعون بإصدار واحد من الأحكام التالية بحق كل حقل من حقول فرص التعليم : جيد ، مقبول ، غير مقبول ، والحقول الثلاثة لنوعية فرص التعليم هي : التعليم والتعلم ، تقدم الطالب، وموارد التعليم.
ضمان وتحسين الجودة :
يقوم فريق التقييم ببيان درجة الثقة في قدرة المؤسسة على ضمان وتحسين الجودة والمعايير الأكاديمية بالنسبة للموضوع تحت المراجعة ، ويقوم الفريق بإصدار واحد من الأحكام التالية : مقبول ، غير مقبول.
مشاركة الجامعة الإسلامية :
شاركت الجامعة الإسلامية في ورشة عمل عقدت في مارس 2002 بالعاصمة الأردنية عمان تم خلالها التدرب على إعداد مواصفات برنامج علوم الحاسوب وهندسة الحاسوب ، وإعداد وثيقة تقييم ذاتي ، وتم مع نهاية شهر إبريل تسليم مواصفات برنامج علوم الحاسوب وهندسة الحاسوب لإدارة المشروع ، ثم شاركت الجامعة الإسلامية في ورشة عمل أخرى عُقدت في بداية يونيو 2002 بالعاصمة الأردنية عمان ، وتم خلالها متابعة التقدم في كتابة وثيقة التقييم الذاتي ، والتدرب على الإعداد لزيارة فريق التقييم ، وكذلك التدرب على القيام بدور مقيم أو مراجع موضوع أكاديمي ، وتم تسليم وثيقة التقييم الذاتي بنهاية شهر يوليو 2002 .
بدأ الإعداد لزيارة فريق التقييم الخارجي (المراجعة) في شهر سبتمبر 2002 ، وقام الفريق بتقييم مكون من خبراء من هيئة ضمان الجودة للتعليم العالي في المملكة المتحدة بزيارة للجامعة الإسلامية لجمع الأدلة والتحقق منها ، وكان الفريق مكون من خبيرين بريطانيين بالإضافة إلى خبير عربي لم يتمكن من الحضور بسبب الأوضاع السياسية ، وقد تمت الزيارة في ديسمبر 2002 واستمرت لمدة أربعة أيام ، حيث قام فريق المراجعة بالاجتماع مع رئاسة الجامعة ، وإدارة الجامعة ، وأعضاء الهيئة التدريسية (مرتين) ، والطلبة ، وطلبة التخرج ، والخريجين ، وأرباب العمل ... وقام الفريق بتدقيق أعمال الطلبة المقيمة من امتحانات ، وواجبات ، ومشاريع وغير ذلك ، كما قام الفريق بمراقبة محاضرات مدرسين من قسمي علوم الحاسوب وهندسة الحاسوب ، وقام الفريق بجولة في الجامعة شملت المختبرات العلمية ، ومختبرات الحاسوب ، والمكتبة المركزية ، والقاعات الدراسية.
وكان جدول الزيارة يتم تنسيقه بشكل مستمر مع مندوب الجامعة من خلال اجتماعات بداية اليوم ونهايته ، ومع نهاية اليوم الرابع قام الفريق بإصدار تقريره الشفهي الذي كان إيجابياً وحظي بتقدير الجميع في الجامعة الإسلامية ، وقامت إدارة المشروع بإرسال نسخة خطية تفصيلية عن التقرير النهائي في شهر مارس 2003 .
كما شاركت الجامعة الإسلامية في شهر مايو 2003 بورشة عمل حول إدارة امتحانات (ETS) الدولية التي عُقدت بتونس ، وتم التحضير للامتحان الذي شارك فيه 64 طالب وطالبة من قسمي هندسة الحاسوب وعلوم الحاسوب ، وكان امتحاناً تخصصياً قدمته مؤسسة الامتحانات التعليمية الأمريكية (ETS) في بداية يوليو 2003 ، وكانت النتيجة أعلى من المتوسط العربي ، وقد بينت تميز طلبتنا ، خاصة أن الامتحان تم باللغة الإنجليزية.
نتائج مشاركة الجامعة في المشروع :
في الآونة الأخيرة قامت الجامعة الإسلامية بالعديد من الأنشطة بغرض رفع كفاءة النظام التعليمي بشتى الطرق ، فقد بادرت منذ خمس سنوات بتقديم دورات بغرض رفع كفاءة المدرس الجامعي باعتباره محور العملية التعليمية وعصبها ، كما قامت بتطوير المنهاج الدراسي بالرجوع إلى نقاط مرجعية عالمية ، واستحداث تخصصات جديدة تتماشى مع التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ، ومواكبة سوق العمل.
وبعد تجربة المراجعة الأكاديمية لبرامج علوم الحاسوب وهندسة الحاسوب ، قامت الجامعة الإسلامية بتشكيل لجنة الجودة بالجامعة الإسلامية في ديسمبر 2003 ، وقد باشرت اللجنة مهامها بإعداد وتقديم دورتين تدريبيتين حول إعداد تقارير تقييم ذاتية ومواصفات برامج أكاديمية حيث استفاد من ذلك ما يزيد عن 50 مدرس ومدرسة من كافة أقسام الجامعة ، وتم إعداد تقارير تقييم ذاتية لكل برنامج من البرامج الأكاديمية المقدمة في الجامعة الإسلامية مع مواصفاتها بنهاية يونيو 2003 ، ثم بعد ذلك تم تدريب 30 مدرساً من كليات مختلفة بالجامعة على القيام بدور مقيم خارجي من خلال دورة تدريبية بواقع 30 ساعة عُقدت في يناير 2004 .
لقد انبثق عن لجنة الجودة المركزية بالجامعة الإسلامية لجان جودة فرعية في جميع كليات الجامعة ، حيث تقوم هذه اللجان بتقييم برامج أكاديمية مختلفة في الجامعة ، وتقوم بالإشراف على استبيانات رأي الطالب في المدرس الجامعي ومتابعة ذلك ... كما تقوم لجنة الجودة بمتابعة تطوير المنهاج الدراسي في البرامج المختلفة ، والعمل على تطوير المختبرات والمكتبة المركزية بناءً على تقارير التقييم الذاتي.
كما كان من نتائج مشاركة الجامعة في مشروع الأمم المتحدة الإنمائي توحيد نموذج خطة تدريس المساق ، ونموذج السيرة الذاتية للمدرسين ، وبعد ذلك تمت مناقشة الممارسات الحسنة بين المدرسين ، ومناقشة أداء الطلبة والعمل على توحيد المعايير.
الخـلاصـة :
أصبحت مؤسسات التعليم العالي نواة للتطور الاقتصادي والحضاري والنهوض بالوطن ، ونظراً للزيادة في مؤسسات التعليم العالي ، والمنافسة الشديدة بين مؤسسات القطاع الخاص والعام ومؤسسات التعليم المفتوح ، فقد أضحى من المهم ضبط جودة التعليم العالي وتحسينه وفق معايير أكاديمية عالمية.
لقد شاركت الجامعة الإسلامية في مشروع (تقييم الأداء النوعي ورفع التخطيط المؤسسي في الجامعات العربية) التابع للمكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، وكان من جزئيات المشروع تقييم برامج هندسة الحاسوب وعلوم الحاسوب من قبل فريق متخصص من هيئة ضمن الجودة للتعليم العالي بالمملكة المتحدة ، ثم شاركت الجامعة الإسلامية في امتحان دولي مقدم من قبل مؤسسة خدمات الامتحانات التعليمية (ETS) الأمريكية من خلال امتحان تخصصي (MFT) في علوم الحاسوب ، وكان من نتائج عملية التقييم حصول الجامعة على تقرير جيد حول المعايير الأكاديمية ، ونوعية فرص التعليم ، والحصول على ثقة فريق التقييم في ضمان وتحسين الجودة والمعايير الأكاديمية.
وقد أكدت نتائج الامتحان الدولي في الحاسوب على ذلك بحصول طلبة مستوى رابع في علوم الحاسوب ، وطلبة مستوى خامس في هندسة الحاسوب على نتائج جيدة ، كما كان من نتائج عملية التقييم تشكيل لجنة الجودة في الجامعة الإسلامية ، وتقييم ذاتي لكافة برامج الجامعة الإسلامية ... والجامعة الآن بصدد تطوير نظام شامل للمراجعة الخارجية لبرامجها ، وتطوير آليات لمأسسة الجودة بحيث تصبح جميع العمليات والأنشطة اليومية ضمن ضمان جودة التعليم.
توصـيات :
1. فصل الحقائق عن الأحكام حول البرامج ، وذلك بإعداد مواصفات برنامج وإدراجه كملحق لوثيقة التقييم الذاتي ، حيث تحتوي هذه الوثيقة على الحقائق والإحصائيات حول البرنامج المزمع تقييمه.
2. تبني نموذج وثيقة تقييم ذاتي مرن يُمكّن البرنامج من إبراز نقاط القوة فيه ، ويبين حكم الهيئة التدريسية على البرنامج نفسه.
3. القيام بتقييم ذاتي لكل برنامج أكاديمي في مؤسسات التعليم العالي بشكل دوري ، كل 3-5 سنوات.
4. تعيين دور للطلبة في عملية التقييم للبرامج الأكاديمية ، حيث إنهم محور عملية التعليم.
5. ملائمة مدة زيارة فريق التقييم للمؤسسة الأكاديمية مع حجم وطبيعة البرنامج المزمع تقييمه.
6. توحيد معايير التقييم ونشرها بحيث يكون في مقدرة المؤسسة التحضير للزيارة والحصول على تقرير تقييم نهائي واضح المعالم والبنود.
7. إنشاء مؤسسة أكاديمية مستقلة لتقييم البرامج الأكاديمية في الجامعات الفلسطينية من المتخصصين والخبراء المحليين ، حيث يتم تدريبهم على نماذج معينة والاستفادة من الخبرة الحالية في ذلك.
8. عقد العديد من اللقاءات والمحاضرات العامة لنشر وشرح مفاهيم وأسس عملية الجودة في التعليم العالي وطرق تطبيقها.
9. تبادل الخبرات بين مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية ، ومناقشة الممارسات الحسنة وطرق تطبيقها.
قائمة المراجع :
المراجع العربية :
· الشامي ، أحمد محمد (1999) ، إدارة الجودة الشاملة ، مجلة الإداري ، العدد 76 ، معهد الإدارة العامة ، عمان – الأردن.
· وصفي ، عمر (2001) ، المنهجية المتكاملة لإدارة الجودة الشاملة – وجهة نظر ، دار وائل للنشر ، عمان – الأردن.
ساحة النقاش