العلماء يطـلبون حسم علاقة حبوب منع الحمل بالأورام
لاهاي من‏:‏ أشرف أمين


المتابع لحجم التغير الذي طرأ علي العالم خلال الخمسين عاما الأخيرة يدرك علي الفور التفاوت الكبير في نمط الحياة بين أمس واليوم‏,‏ فبالرغم من غزارة الابتكارات العلمية التي ظهرت خلال هذه الفترة الزمنية المحدودة‏.

 

إلا أن عددا قليلا من هذه الابتكارات‏,‏ طبقا لمجلة‏'‏ تايم‏'‏ يمكن وصفها بالأكثر تأثيرا علي نمط وأسلوب حياة الإنسان منها وسائل النقل والاتصال و المنظفات الصناعية‏..‏ وحبوب منع الحمل‏.‏ لذلك لم يكن غريبا أن يحتفي العالم في مدينة لاهاي بهولندا بالعيد الخمسيني علي اختراع حبوب منع الحمل ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الحادي عشر للجمعية الأوروبية لوسائل منع الحمل والصحة الإنجابية‏.‏
وبنظرة سريعة علي صورة العالم قبل وبعد هذا الابتكار يمكن رصد حجم التأثير الذي طرأ علي طبيعة العلاقة الزوجية ومعدلات الإنجاب عالميا خاصة وأنها تعد من أكثر الوسائل أمانا وفاعلية مقارنة بوسائل منع الحمل الأخري‏..‏ وعلي الجانب الآخر‏,‏ تعد الحبوب من أكثر الوسائل تكلفة مقارنة بوسائل منع الحمل الأخري‏,‏ وهو ما يفسر كثرة تداولها في أوروبا وأمريكا مقارنة بدول جنوب شرق آسيا مثل الهند والصين اللذين يمثلان يمثلا أكثر من ثلث سكان العالم‏.‏ إضافة لذلك‏,‏ أثير علي مدي سنوات طويلة جدل طبي حول الآثار الجانبية لاستخدام منع الحمل علي فترات طويلة‏,‏ لكونها عقارا من هرمونات الاستروجين والبروجستين تغير من طبيعة الدورة الشهرية وتقلل من احتمالات الحمل بدرجة كبيرة‏..‏ هذا الجدل تفاوت خلال السنوات الأخيرة مع تعدد أنواع الحبوب والتي منها ما يعالج اضطرابات الدورة الشهرية ويقلل من آلام الطمث أو يوقف حدوث العادة الشهرية لشهور ومنها ما يعالج حب الشباب ويقلل من نسب الإصابة بالروماتويد‏.‏
إضافة لذلك‏,‏ فإنه من المتوقع في غضون السنوات العشر المقبلة طرح أجيال جديدة من حبوب منع الحمل لها فوائد أخري مثل أن تكون مزودة بمكملات غذائية لعلاج نقص الحديد عند السيدات‏,‏ أو أن تظهر حبوب في صورة شرائح لاصقه علي الجلد أو رقائق تمتص تحت اللسان‏..‏ كل هذه الأشكال التجارية علي الرغم من تنوعها وفوائدها المضافة لم تسهم في خفض نسب المخاوف العالمية من استخدامات حبوب منع الحمل‏,‏ خاصة وأن حجم الأسئلة والتكهنات من تأثير الهرمونات الخارجية يتراوح بدءا من احتمالات الإصابة بالعقم حتي الإصابة بأنواع متعددة من السرطانات كسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم والمبايض‏.‏وتقول الدكتورة آن سازاروينسكي استشاري أمراض السرطان ببريطانيا‏:‏ إذا تحدثنا عن الأجيال الحديثة من حبوب منع الحمل فهي أكثر أمانا من سابقتها‏,‏ كما أنها لا تؤدي إلي العقم‏,‏ بل علي العكس لها فوائد صحية عديدة‏.‏ وفي ذات الوقت‏,‏ لا يمكن القول أن حبوب منع الحمل آمنة بشكل تام‏,‏ فهناك بعض المخاطر الصحية التي يمكن أن تسببها خاصة الأجيال الأولي منها‏,‏ إلا أن ما يجب ألا نغفله هو التطور الذي لحق بصناعة حبوب منع الحمل‏,‏ حيث تم إدراج مركبات هرمونية مقاربة للطبيعية وخفض نسبها بدرجة كبيرة مما قلل من المخاطر الصحية السابقة‏,‏ ولعل ما يمكن الاسترشاد به في هذا المجال‏,‏ مجموعة من الدراسات المقارنة التي أجريت علي مدي‏8‏ سنوات في بريطانيا لأكثر من نصف مليون سيدة‏,‏ حيث تم رصد نسب المخاطر المحتملة لمن تتناول حبوب منع الحمل مقارنة بمجموعة أخري لا تتناولها‏,‏ ووجد أنه بالنسبة لأورام المبايض والرحم تقل احتمالات الإصابة لمن تتناول حبوب منع الحمل مقارنة بغيرهن‏,‏ في حين تتساوي احتمالات الإصابة بين المجموعتين في حالة سرطان الثدي‏,‏ بينما ترتفع احتمالات الإصابة بسرطان عنق الرحم لمن تتناول حبوب منع الحمل‏.‏
وتعلق الدكتورة آن علي هذه النتائج بأنها تسهم في تبرئة حبوب منع الحمل من الاتهامات المكررة‏,‏ حيث إن الهرمونات التي تحصل عليها السيدات عبر هذه الأدوية تقيها من سرطانات المبايض والرحم لمراحل عمرية متقدمة‏,‏ أما بالنسبة لسرطان الثدي فهذه الدراسة تثبت أن هناك مسببات أخري غير الحبوب لها دور في حدوث الإصابة‏,‏ وفيما يتعلق بسرطان عنق الرحم فهناك تفسيرات أخري يمكن ترجيحها أهمها غياب الممارسات الآمنة للجنس في بعض الدول اعتمادا علي تناول حبوب منع الحمل‏,‏ خاصة وقد ثبت علميا أن السبب وراء الإصابة بسرطان عنق الرحم هو فيروس بابيلوما‏,‏ إلا أننا في الوقت نفسه نحتاج لمزيد من الدراسات المشابهة للتأكد من عدم وجود علاقة بين حبوب منع الحمل وبعض أنواع السرطان‏.‏
من ناحية أخري‏,‏ يشير دكتور علي كبه استشاري أمراض النساء بمستشفي سانت توماس ببريطانيا إلي أن هناك نقصا في البحوث دوليا حول دور حبوب منع الحمل في الإصابة بسرطان الثدي‏,‏ لذلك لا يمكن الجزم في هذا الأمر‏,‏ كما أن هناك أعراضا جانبية متعارف عليها لحبوب منع الحمل منها ما هو غير مؤثر مثل زيادة حب الشباب وزيادة الوزن والإصابة بالصداع‏,‏ ومنها ما هو خطر مثل انسداد شرايين القلب والإصابة بالجلطات‏,‏ وهي من الأعراض الجانبية التي تحدث بنسب قليلة جدا‏,‏ إلا أنها تتضاعف في وجود عوامل أخري أهمها التدخين والسمنة‏,‏ حيث إن اجتماع هذه العوامل مع حبوب منع الحمل يزيد من نسب الإصابة بانسداد الشرايين التاجية وحدوث جلطات بالقلب‏,‏ لذلك من المهم المتابعة الدورية مع طبيب أمراض النساء لاختيار وسيلة منع الحمل الأنسب والأكثر فاعلية وأمانا لكل سيدة‏.‏
المؤكد كما يوضح الدكتور كبه هو أن التطور في صناعة حبوب منع الحمل يسير في الاتجاه العالمي نفسه ـ‏'‏لـ شخصنة‏'‏ الدواء بما يسهم في خفض الآثار الجانبية وتعظيم الفوائد الصحية‏.‏

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 52/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
17 تصويتات / 318 مشاهدة
نشرت فى 25 مايو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,794,266