جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الإعلام والوعي البيئي: الواقع والمأمول
|
|
16/05/2010 08:28:27 م
|
بقلم:د. عادل عبدالغفار [email protected]
|
ان التحديات البيئية التي تواجهها مصر علي مستوي الهواء والمياه والتربة والغذاء والموارد الطبيعية يجعل دور الإعلام في تنمية الوعي البيئي واحدا من المحاور المهمة التي توليها الدولة اهتماما خاصا. ويتطلع المهتمون بالشأن البيئي إلي دور إعلامي اكثر فعالية في تنمية المبادرة الذاتية لدي الافراد ومؤسسات المجتمع المدني للقيام بجهود تطوعية لحماية البيئة، وخلق رأي عام مناهض للمؤسسات التي يثبت تورطها في الاضرار بالبيئة. ويعتمد تفعيل دور الإعلام في مواجهة قضايا البيئة برؤية مستقبلية تستند إلي الأسس العلمية في إدارة الإعلام في علاقته بموضوعات وقضايا البيئة. ويقوم أول هذه الاسس علي دمج مشكلات البيئة في اجندة اهتمامات الرأي العام المصري، من خلال ربط تلوث البيئة بالتأثير المباشر علي حياة المواطنين الاقتصادية والاجتماعية و الصحية، والتوازن في الاهتمام بقضايا البيئة المختلفة، لخلق وعي ناضج بمختلف قضايا البيئة المرتبطة بالهواء والماء والتربة والغذاء والضوضاء والتلوث البصري، والحفاظـ علي التنوع البيولوجي، وقضايا التغيرات المناخية وانعكاساتها علي جميع مناحي الحياة، وكذلك تآكل طبقة الاوزون، والمشكلات المرتبطة بالمخلفات. ويبدو منطقيا أهمية التوازن مستقبلا في التوجه الإعلامي لمخاطبة الجمهور العام والنوعي في ذات الوقت، واختيار اللغة التي تلائم كل فئة من فئات الجمهور، إضافة إلي الاشكال الفنية الجاذبة للمستمع والقاريء والمشاهد. ويعد تركيز وسائل الإعلام مستقبلا علي تعدد المداخل الاقناعية امرا ضروريا لتحقيق التأثير المنشود وترشيد السلوكيات البشرية تجاه البيئة، من خلال توضيح الاضرار الصحية الناتجة عن التلوث البيئي، وتوضيح موقف الدين تجاه ملوثي البيئة، وإبراز الخسائر الاقتصادية والمادية نتيجة التلوث، وأهمية الحسم في تطبيق القانون علي المخالفين، وإبراز حق الاجيال القادمة في الموارد الطبيعية. كما يحتاج الاداء البرامجي علي مستوي الاذاعة والتليفزيون إلي تجديد في الاشكال والقوالب الفنية لبرامج البيئة، والتوظيف الجيد للمسابقات، والاهتمام بعنصر الاخراج والصورة التليفزيونية، والتفاعل مع الجمهور، والاكثار من تنويهات التوعية، وتكثيف اهتمام الدراما بمشكلات البيئة. ويرتبط تفعيل دور الإعلام تجاه قضايا البيئة ايضا بزيادة المساحات الاعلامية المخصصة لموضوعات البيئة، وتبسيط أساليب التحرير للموضوعات البيئية، إضافة إلي توظيف تكنولوجيا الاتصالات الحديثة في تنمية الوعي البيئي، وتوظيف التسويق الاجتماعي في تنمية الوعي البيئي من خلال حملات توعية تستخدم فيها وسائل الاتصال الجماهيري والمباشر لتنمية الوعي البيئي. وتبدو أخيرا أهمية دعم شركات القطاع الخاص لجهود التوعية البيئية، من خلال تمويل حملات التوعية. << كاتب المقال: أستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة
|
مع أطيب الأمنيات بالتوفيق
الدكتورة/سلوى عزازي
ساحة النقاش