اللغة العربية.. والعولمة السيد حسين العزازي "وكيل وزارة بالكهرباء والطاقة سابقا" |
بالرغم من ان مصطلح العولمة حديث النشأة فإن مضمونه رهن بأهدافه في دمج جميع المجتمعات والقطاعات والمؤسسات والأفراد في بوتقة واحدة يحكمها النظام الرأسمالي الحر والسوق العالمية الموحدة ويري جيدنز انه يمكن فهم مصطلح العولمة من خلال عبارة هي "الفعل عن بعد" ولعل محق الخصوصية الثقافية وفي مقدمتها بالنسبة لنا اللغة العربية أحد توجهات العولمة ولكن لحسن الحظ فلغتنا رصينة وقويمة وقوية وهي أقدر علي البقاء والصمود في وجه الهجمات الطائشة التي تسدد إليها وان كانت ثمة أخطار محدقة بالعربية منها شيوع العامية في وسائل الاعلام مرئية ومسموعة وفي قاعات الدرس بالجامعات وعلي مستوي الأعمدة الصحفية فضلا عن بعض الحوارات أو حتي في الروايات والقصص وكل هذا تكريس للعجز ولإعطائه صفة المشروعية ويتخذ هذا الخطر وسائل متعددة تتعلق بوسيلة العيش ذاته حيث يتم الاعلان عن الوظائف متضمنا شروط التخرج من المدارس الأجنبية أو أقسام اللغات الأجنبية ولا يعني ذلك رفضا لتعلم اللغات الأجنبية فذلك واجب حضاري يحض عليه الاسلام منذ أربعة عشر قرنا في حديث الرسول عليه الصلاة والسلم "من تعلم لغة قوم أمن شرهم" وفي ذات الوقت فإن تعلم اللغة الأجنبية يتيح الفرصة للإلمام بثقافة الآخرين ومنجزاتهم ولكن ليس إلي حد تغليب اللغة الوافدة فتصير اسماء المحلات والمنتجات وكلمات التحية وعبارات المجاملة وألفاظ التعامل أجنبية فهذا مما يجب التصدي له والاقلاع عنه جهد المستطاع وأن يكون للغة العربية حقها في الحضور والتداول دون انزواء أو خجل وعلي المفكرين والمثقفين مهمة النهوض باللغة العربية بوسائل وحلول مقترحة من بينها أولا السماح للغة العربية بأن تستوعب وتستقبل مفردات الحضارة الحديثة والعلوم الوافدة متأسية في ذلك بصنيع القدامي في العصر العباسي حيث ادخلوا إلي اللغة العربية ألفاظ الحضارة والعلوم الجديدة كالفلسفة والمنطق والجغرافيا والطب والرياضات والهندسة والفلك إلي غير ذلك من العلوم الأخري التي وفدت علي البيئة العربية. ولاتزال مفردات هذه العلوم تعيش في الفصحي المعاصرة وانتقل أكثرها إلي اللغات الأوروبية الحديثة ولا مجال هنا للتخوف الذي يبديه البعض من طغيان اللغات والمصطلحات الأجنبية علي اللغة العربية في عصر العولمة فإن وظيفة اللغة تتحدد في قدرتها علي التعبير عن ثقافة الإنسان الحديث وتصوير مشاعره وقد أثبتت اللغة العربية في العصر العباسي جدارتها للترجمة من اللغات الوافدة بعد اتساع رقعة العالم الاسلامي وهذا ربط العرب بغيرهم من الشعوب وأهلهم لاستيعاب ثقافتهم وعلومهم بعد أن تطورت اللغة وأضحت لغة أدبية وعلمية راقية. ثانياً: تدريس اللغة العربية في الجامعات والمعاهد العليا بوصفها اللغة القومية التي يحاضر بها المتخصصون ويؤلفون. ثالثاً: أن تتم دراسة اللغة من خلال قصص أدبية مختارة تلائم الأذواق الحديثة وتحقق مستوي لغويا راقيا وتدرس دراسة تحليلية لاستخلاص مقوماتها الفنية واللغوية. رابعا: منح جوائز ومكافآت للمتميزين والحث علي نشر الأعمال الأدبية والإبداعات الفكرية. خامسا: إثراء التذوق اللغوي بإلقاء الشعر وروائع النثر في إطار فني رفيع لجذب السامع والمتلقي. |
نشرت فى 16 مايو 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,793,662
ساحة النقاش