جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
لغـز أصـوات النسـاء! |
هناء دكروري |
|
ماذا تريد النساء؟ سؤال يبدو للوهلة الأولي مطروحا في احدي المجلات النسائية و لكنه في الحقيقة كان الشغل الشاغل للاحزاب الثلاثة الرئيسية المتنافسة في الانتخابات العامة البريطانية. |
|
|
|
|
التي ستجري في6 مايو الحالي وذلك في ظل دخول لاعب جديد الي الساحة و هو موقع ممز نت, اي شبكة الامهات علي الانترنت. وهذا الاهتمام غير المسبوق من جانب زعماء الاحزاب وزوجاتهم بخطب ود النساء خاصة الأمهات وكسب تأييدهن دفع الكثير من المحللين والصحفيين للتنبؤ بان الانتخابات ستكون انتخابات ممز نت في تلميح الي مدي نجاح هذا الموقع في التأثير علي المناخ السياسي في بريطانيا. وشبكة الأمهات هي احد المواقع الشهيرة علي الانترنت وصل عدد اعضائها الي مليون سيدة بريطانية وقد اكتسب الموقع اهمية خاصة واتسعت رقعة تأثيره منذ مشاركة رئيس الوزراء وزعيم حزب العمال جوردون براون في الاحتفال الذي اقيم بمناسبة مرور10 اعوام علي انشاء الموقع. وتوالت بعد ذلك استضافة الموقع لديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين المعارض ونيك كليج زعيم حزب الديمقراطيين الاحرار وعقد مناظرات بين الثلاث. هذا الحرص المبالغ فيه من جانب الحزبين الرئيسين علي مخاطبة النساء من خلال ممزنت والمواقع الشبيهة والمجلات النسائية أثار ردود فعل متباينة.ففي حين يري البعض انه اعتراف بدور النساء في المجتمع وصحوة للسياسيين الذين يميلون الي تهميش اهميتهن في تحديد المسار السياسي للبلاد اعرب البعض الاخر عن الغضب الشديد ازاء استمرار التقليل من ذكاء النساء والتعامل معهن علي انهن ساذجات سطحيات مهووسات بتربية الأطفال والتسوق! وبمتابعة اراء الكثير من البريطانيات من خلال التحقيقات في الصحف البريطانية او تعليقاتهن في الكثير من المواقع علي شبكة الانترنت تجد ان اكثر ما يستفز ويثير حنق نساء بريطانيا هو تسابق الزعماء السياسيين الجادين علي مغازلة عضوات' ممزنت' في ظل ازمة اقتصادية طاحنة في حين ان الشبكة لا تمثل كل نساء بريطانيا. صحيح انها تضم مليون سيدة معظمهن شابات لكن هناك8 ملايين أم في بريطانيا لديهن ابناء دون سن الـ18 لكن هناك ايضا سيدات غير متزوجات واخريات ليس لديهن ابناء.وتجاهل هذه القطاعات وهن غالبا من يتصدرن قائمة الناخبين الاكثر ترددا يكشف عن نمطية في التعامل مع النساء وكأنهن جميعن لهن نفس الصفات والتوجهات ويتحدثن بلسان واحد. هذه النمطية في التعامل مع النساء علي ان دائرة اهتماماتهن لا تخرج عن الاعتناء بالاعمال المنزلية وتربية الابناء تأتي متنافية مع ما يتم علي ارض الواقع وتتجاهل ان النساء اصبحن يمثلن نصف القوي العاملة في بريطانيا وانهن يشغلن ثلثي وظائف القطاع العام في البلاد. هؤلاء الناخبات تشغلهن قضايا تؤثر مباشرة علي حياتهن العملية والاسرية مثل الاقتصاد والبطالة والرعاية الصحية والمهاجرين وما يجري في العراق وافغانستان.كما ان الكثيرات يحزنهن انخفاض تمثيل المرأة في البرلمان البريطاني حيث ان عدد النائبات لا يتجاوز125 اي ما يمثل نسبة20 في المائة من اجمالي عدد النواب في البرلمان وهو ما يؤكد ان المسئولين مازالوا يتعاملون مع السياسة علي انه' نادي للرجال فقط'. ويشير المحللون الي انه حتي عند محاولة تسليط الاضواء علي العناصر النسائية خلال هذه الحملة الانتخابية لم يتم التركيز علي الوزيرات والوجوه النسائية البارزة في حزبي العمال والمحافظين و انما علي مظهر وشعبية سارة براون قرينة رئيس الوزراء و سامنتا كاميرون زوجة زعيم المحافظين. وتقول كات بانيارد مديرة احدي المنظمات النسائية في تحقيق لصحيفة' الاوبزرفر' ان عدم تسليط الضوء علي النساء خلال الحملة الانتخابية يعد بمثابة جرس انذار للتحذير لانحسار النفوذ النسائي في السياسة البريطانية وهو ما يعد امرا غاية في السوء بالنسبة للنساء والديمقراطية بل وللمجتمع ككل.ووصفت بانيارد احتلال بريطانيا للمركز الثالث والسبعين بين دول العالم من حيث تمثيل المرأة في البرلمان بانه' عار قومي'. وفي حين ان زعماء الاحزاب الثلاثة الرئيسية المتنافسة في الانتخابات اعربوا عن رغبتهم الشديدة في زيادة تمثيل المرأة في البرلمان فان ايا منهم لم يتخذ اي خطوات لاخراج تلك الرغبة من حيز الاماني الي الواقع مع ان انتخاب المزيد من النساء في البرلمان كفيل بتعريفهم بالاهتمامات الحقيقية للناخبات وبالتالي الرد علي الجزء الاكبر من السؤال المطروح دوما' ماذا تريد النساء' والذي ظل يشغلهم طوال الحملة. [email protected]
|
مع أطيب الأمنيات بالتوفيق
الدكتورة/سلوى عزازي
ساحة النقاش