النفايات الإلكترونية.. والدول الفقيرة طه محمد عبدالمطلب زميل كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية كبير باحثين بجهاز القرية |
ادي التطور التكنولوجي إلي انتاج كميات كبيرة من الأجهزة الالكترونية مثل اجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة غير ان تلك الاجهزة ومع مرور الوقت والانتهاء من استخدامها تتحول إلي نفايات الكترونية تضر بالبيئة من جانب والصحة العامة من جانب آخر. وأضحت معدلات النفايات الالكترونية الاسرع والاكثر نموا حيث ان الاسعار الرخيصة لتلك المنتجات جعلت المستهلكين يفضلون استبدال هذه الأجهزة بدلا من اصلاحها. ووفقا لتقديرات برنامج الامم المتحدة للبيئة فإن العالم ينتج نحو 50 مليون طن من نفايات المعدات الكهربائية والالكترونية سنويا واصبح يقدر مجموع النفايات بنحو 6 مليارات طن حاليا. وتقوم الدول المتقدمة مثل امريكا ودول الاتحاد الاوروبي بالتخلص من هذه الأجهزة البالية إلي الدول الفقيرة حيث تمنع القوانين في هذه الدول التخلص العشوائي منها وبالتالي يتم تصديرها إلي بعض الدول في قارة اسيا مثل الهند والصين واندونيسيا وبعض الدول في قارة افريقيا مثل غانا ونيجيريا. وعلي الرغم من ان اتفاقية باسيل والتي تم التوقيع عليها في عام 1989 تمنع تحويل مثل هذه النفايات إلي الدول الاخري إلا ان مسلسل تصدير النفايات مازال مستمرا في ظل عدم تصديق بعض الدول علي هذه الاتفاقية وبصفة خاصة الولايات المتحدة الامريكية. ذلك ان الجزء الأكبر من هذه النفايات سرعان ما ينتهي به المطاف إلي البلدان الفقيرة حيث يتم دفن هذه النفايات أو يتم تفكيكها بمعرفة السكان ويقوم الافراد بفك أجهزة الهواتف المحمولة والحواسب للعثور علي بعض القطع المعدنية لإعادة استخدامها في اجهزة اخري مما يتسبب في انبعاثات خطيرة خلال هذه العملية. ففي الصين توجد بعض القري في الجنوب الشرقي منها يتم تفكيك أجهزة الكمبيوتر القديمة وترمي الاجزاء غير النافعة في الحقول وعلي ضفاف الانهار بحيث اصبحت المياه الجوفية ملوثة وتفوق معدلات التلوث المقبولة. كما يقوم العمال بحرق المواد والقطع البلاستيكية وصب الاحماض علي القطع الالكترونية لصهرها والحصول علي الفضة والذهب. وفي حقيقة الأمر فإن للنفايات الالكترونية اثارا سلبية علي البيئة حيث تؤدي إلي تلوث الهواء والتربة والماء ذلك ان اكثر من 70% من المعادن الثقيلة بما فيها الزئبق والقصدير التي تتواجد في مطامر النفايات تعمل علي تلوث المياه الجوفية. وعند حرق هذه النفايات تنتج غازات مثل اكسيد الكربون واكاسيد الحديد والنحاس واكاسيد العناصر الثقيلة وغيرها مما يؤدي إلي تلوث الهواء وعند تعرض هذه الغازات إلي الرطوبة والامطار تتكون الامطار الحمضية مما يؤدي إلي تلوث المياه والتربة. وتؤدي هذه المواد الكيماوية الناتجة عن النفايات الالكترونية بما فيها الرصاص والكادميوم والزئبق والكروم الي تلف أجهزة المخ والجهاز العصبي وامراض الكلي والكبد. وعلي الرغم من هذه الآثار السلبية علي البيئة والانسان إلا ان هناك بعض الاجراءات التي يمكن ان تحد من هذه الظواهر والتي تتمثل في قيام الشركات الالكترونية بإلقاء المواد الكيميائية السامة من منتجاتها. وكذلك العمل علي إعادة تدوير النفايات واستخدامها من جديد في اجهزة جديدة علي غرار ما تقوم به شركة نوكيا بتشجيع مستخدمي الهواتف علي إعادة أجهزتهم القديمة إلي متاجرها لإعادة تدويرها. |
نشرت فى 1 مايو 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,794,917
ساحة النقاش