جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الترجمة خيانة للنص أم إبداع جديد |
|
تكتسب الترجمة العلمية أهمية جديدة مع تصدي العلم للاجابة عن الاسئلة الكبري مثل تلك التي تدور حول أصل الكون وأصل الحياة وماهية المادة والطاقة وقدرات الذكاء الصناعي وطبيعة الوعي الانساني وغزو كواكب المجموعة الشمسية مما أكسبه جماهير كانت بعيدة تماماً عن الاهتمام بالاختراقات العلمية المتسارعة.. من هنا تأتي أهمية أن تغطي الترجمات العربية العلمية الجوانب المتعددة للاكتشافات في المجالات العلمية المختلفة وتطبيقاتها في حياتنا اليومية حيث عرض الدكتور هناء عبدالفتاح بحثًا دار حول »الترجمة.. خيانة للنص الاصلي أم إبداع لنص جديد« وعرف عمل المترجم بأنه مثل عمل المرأة في بيتها لا يمكن أن ينتهي فبعد ساعات من انجازه لعمل ما سواء أكان علي مائدة الافطار أم مستلقياً علي الفراش تبقي الكلمات والتعابير تحاول أن تجد لها ما يرادفها وتستمر الحلقات غير الكاملة في الدوران بحثاً عما يوصلها ببعضها بعضاً وقد يأتي الجواب قبل طبع الكتاب أو بعده وعليه فان ظهور ترجمة جيدة بين الحين والآخر لا يعني انها كاملة فكلما تقدم العمل بالمترجم وطال به الامر لابد لمعنوياته من الهبوط شيئاً فشيئاً لا يضاهيه نتاج آخر في أي عقل من حقول المعرفة وأن القائمين عليه بعيدون كل البعد عن الكفاءة اللازمة وأن من يمتدحونه ليسوا أهلاً لذلك أصلاً!. وعن الترجمة واشكالية المصطلح مشروع نقد العقل الاسلامي من خلال الترجمة عرض هاشم صالح بحثا عن مشروع محمد أركون المدعو بنقد العقل الاسلامي بعد وصولي الي فرنسا عام 1976 بفترة قصيرة لنقل بأن العمل ابتداء عام 1979 ـ 1980 أي قبل ثلاثين سنة بالضبط ولا يزال العمل مستمراً حتي الآن وقد يستغرب القارئ وجود علاقة فكرية مطولة الي مثل هذا الحد ولكن الاستغراب يزول اذا ما علمنا أن العلاقات الفكرية ينبغي أن تكون مثابرة وطويلة بطبيعتها لكي تعطي ثمارها. الفكر صعب ويحتاج الي وقت كاف لكي ينطبع. الفكر كما قيل قديماً: اذا أعطيته يملك بعضه ولا أعرف فيما اذا كان قد أعطاني بعضه أصلاً بعد كل تلك الجهود!. * وقالت آمال محمد الروبي »الترجمة التاريخية تجربة ذاتية« حيث قالت إن الترجمة من الوسائل الرئيسية لتبادل المعرفة في مختلف ميادين العلوم والفنون بين الحضارات والثقافات المختلفة ولها أهمية فاعلة بالنسبة للنقل من الحضارات التي قطعت أشواطاً مميزة في المجال المعرفي في شتي العلوم بشقيها النظري والعملي ويشترط علي من يخوض مجالها أن يكون علي دراية كافية بالموضوع الذي يترجمه واللغة التي يترجم منها وتلك التي ينقل اليها وعلي ادراك بتطورها اللغوي في العصر الذي ينقل الترجمة عنه، فاللغة كائن حي يتطور وينمو وتختلف مفرداتها وتراكيبها من عصر الي آخر فتختفي كلمات ومصطلحات وتستبدل بها أخري جديدة. وتقول الدكتورة آمال علي مظهر في بحثها اشكالية المقابل العربي للهجة الدارجة الايرلندية حيث يسعي بحثها لاثبات أن بعض هذه الاسباب تكمن في الدلالات والايماءات الكامنة فيهما فمسرحية »جونو« مثلاً تتطرق للبطولات الزائفة وكذلك فمسرحية فتي الغرب المدلل تتعرض أيضاً لادعاءات البطولة. * وعن »ترجمة الشعر من الروسية الي العربية يقول أبو بكر يوسف.. تعد ترجمة الشعر من لغة الي لغة أخري من أعقد القضايا التي يواجهها مترجمو الأدب، فاذا كان النثر المكتوب بلغة أجنبية يتيح للمترجم مجالاً أوسع لاختيار المرادفات واعادة ترتيب العبارات والجمل بما يخدم الايصال الافضل للمعني ولروح النص الي اللغة الاخري.. فان الشعر يضع قيوداً قاسية من حيث ضرورة الالتزام بالوزن والموسيقي الشعرية واللجوء أيضاً الي القافية ولان الصور الشعرية والاستعارات والرموز هي أهم أدوات الشعر لتكثيف المعني فان استبدالها بصورة أخري كثيراً ما يضر بالنص الجديد الذي يخرج في الغالب مخالفاً للنص الاصلي بل وفي كثير من الاحيان بعيداً عنه روحاً ونصاً. * وعن »بعض المشاكل والآفاق أمام المترجم« ويقول ابراهيم فتحي يواجه المترجم في البداية مشكلة الاختيار بين مواصلة ترجمة كلمات مفردة أو ترجمة جمل كاملة الترجمة كلمة مقابل كلمة والترجمة جملة مقابل جملة داخل فقرة وترجمة تحافظ علي أجنبية النص وترجمة تعمل علي توطينه فالنص الاصلي من خلال اللغة والادب يرتكز علي ثقافة قومية وأنظمة اعتقاد محددة وعلي اعتبارات اجتماعية وسياسية متميزة فهناك دائماً مشاكل التواصل بين الثقافات والتوجهات الثقافية والسياسية المتقابلة وفي البداية مشكلة الاختلاف الثقافي المتعين في توسط اللغتين لغة الاهل ولغة الترجمة.. فالتبادلات اللفظية حتي في أشد صنوفها سطحية تعتمد علي وجود ممارسة تواصلية مشتركة تهيئ أرضاً مشتركة لامكان إعادة صياغة أعراف نظام ثقافي محدد في أشكال مستقرة لنظام ثقافي آخر غير متكافئ. * ويقول أحمد علي بدوي عن »الترجمة الادبية« تجارب ومشكلات أتيحت للمشرف بالكتابة فرصة معايشة تجربة الترجمة الادبية عن قرب حين عهد اليه ـ في اطار برنامج وزارة الخارجية الفرنسية لدعم النشر بالعربية المعروف باسم برنامج طه حسين بترجمة من الفرنسية الي العربية لاثنين من أهم الاعمال الادبية الشامخة في فرنسا القرن العشرين وكل من العملين ارتبط بملابسات واحدة من الحربين العالميتين اللتين شهدهما القرن العشرون وعانت فرنسا من ويلاتهما الكثير وامتداداً من جانب البعثة الدبلوماسية الفرنسية بالقاهرة بجهود تنفيذ مشروع وزارة خارجية بلادها.. تم التكفل باصدار العملين من اثنتين من أهم دور النشر في مصر والعملان هما رواية »لويس فردينان« و»رحلة في آخر الليل«. |
|
|
المصدر: الوفد
مع أطيب الأمنيات بالتوفيق
الدكتورة/سلوى عزازي
ساحة النقاش