ومما لاشك فيه أن مثل تلك التطورات المعرفية يجب أن يلم بها القائمون علي وضع المناهج التعليمية. وتقديمها في لغة بسيطة وسهلة للتلاميذ, لعلها تكون نواة للثقافة العلمية لديهم. وتربطهم بتطورات العصر, وتحفزهم وتعدهم للاسهام في المعرفة الانسانية, كما فعل أسلافهم من العلماء العرب مثل الرازي والبيروني وابن سينا وغيرهم فالابداع الانساني لاسقف له, ومهما بلغ انبهارنا بما نري من اكتشافات وتقنيات جديدة كل يوم فعجلة المعرفة لن تتوقف. والسؤال الأن: هل من المنطقي أن يسهم العالم في تغيير التاريخ دون أن يلم العلماء بقدر يسير من أحداثه!!. وأن يواصلوا ابتكار الآلات لتيسير الحياة, ولايتذوقون ثمار الحضارة الأخري من أدب وفن؟ ألا تستحق العلوم الانسانية والفنون, أن تنال بعض النقاشات الدائرة, ونحن ندلي بآرائنا المختلفة في العملية التعليمية؟ فمادة التربية الفنية مثلا لايجب حصرها في معناها الضيق وهو اجبار التلميذ علي اجادة الرسم الذي هو موهبة, يحظي بها البعض ولايحظي بها كثيرون. ولكن يجب أن تشمل الوعي الفني, والتدريب منذ مرحلة الطفولة المبكرة, علي فهم أهمية الفن في الحياة, ومايحمله من معني ورسالة, ولذلك فان اعداد منهج جذاب لمادة التربية الفنية, لتعريف الطالب بمختلف الفنون من تصوير زيتي وفتوغرافي وجرافيك وديكور وغيرها, هو بمثابة اعداد مواطن يجيد التذوق الجمالي ويجعل منه اسلوب حياة, وهو أمر سوف ينعكس بشكل ايجابي لي سلوكه, وتفكيره وطريقة معالجته للمشكلات. ومن هنا فبدلا من اجبار التلميذ علي الرسم, يمكننا تقديم عمل فني اليه, وتشجيعه كي يعلق برأية, ويدعمة بالأسباب, التي قد تكون مختلفة عما نراه, أي نشجعه علي اكتساب رؤية نقدية. أما قياس قدرته علي الرسم فلتكن في سؤال اختياري. ان الفنون والآداب لاتقل أهمية عن علوم الذرة والتكنولوجيا الحيوية فدعونا نمسك بكل أطراف الحضارة.
|
ساحة النقاش