جدل حول طرق علاج ضيق شرايين المخ وتمدد الأورطي
كتب: حسن فتحي
بعد أن كان خيار الجراحة هو الحل الوحيد لعلاج ضيق الشرايين السباتية المغذية للمخ لتفادي حدوث الجلطات المخية‏,‏ وتمدد الشريان الأورطي أو دوالي الساقين وغيرها من مشكلات الأوعية الدموية‏.
 
 

 

بدأت تظهر منذ مطلع تسعينات القرن الماضي وسائل جديدة غير جراحية بالبالونات والدعامات وغيرها من الطرق البديلة لعلاج دوالي الساقين‏..‏ مما أثار جدلا بين أساتذة الجراحة من جهة وبين أساتذة الأشعة التداخلية‏..‏هذا الحوار كان من أبرز سمات المناقشات في المؤتمر السادس للجمعية المصرية للأوعية الدموية‏,‏ والتي ارتأت جمع كل الأطراف سواء المناصرة للجراحة أو المؤيدة للبدائل غير الجراحية للخروج بتوصيات تضمن الحل الأكثر آمانا وأقل مضاعفات لكل حالة مرضية‏..‏
فمن القضايا الخلافية ـ كما يقول الدكتور أشرف هدايت أستاذ الجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية بقصر العيني ورئيس الجمعية ـ علاج ضيق الشرايين السباتية المغذية للمخ والذي يؤدي لحدوث جلطات بالمخ‏,‏ هل علاجها أفضل جراحيا أم بالبالون والدعامة‏,‏ والتعامل مع تمدد الشريان الأورطي‏,‏ وانسداد الشرايين أسفل الركبة بالوصلات الشريانية الطويلة أم بالتوسيع وفتح أنفاق في الانسداد‏,‏ وهل التوسيع يتم بالشريان المتصلب بالفخذ عن طريق جدار الشريان أم الفتحة الطبيعية المسدودة نتيجة التصلب‏,‏ والتعامل مع انسداد الشرايين في الطرف السفلي في مراحله الأولي‏..‏كلها قضايا خلافية ولايمكن تحديد الأفضلية لأيهما حاليا‏,‏ فكل طريقة لها مناصريها‏.‏
يذكر أن أبرز مشكلات الأوعية الدموية تحدث نتيجة تصلب الشرايين لأسباب متعددة منها الغذاء الخاطئ والتدخين والكحوليات والسكر وأمراض مناعية مثل مرض‏'‏ بهجت‏'‏ أحد أنواع الالتهاب المناعي‏,‏ والذي يؤدي لانسداد الشرايين في سن صغيرة ويداهم عدة مواضع في الجسم‏,‏ سواء العين أو القلب وشرايينه وشريان الفخذ وشريان الكلية ويؤدي إلي انسداد أو تمدد مع انفجار
جانبا آخر من قضايا الخلاف أو الجدل‏,‏ يوضحه الدكتور أحمد طه أستاذ جراحة الأوعية الدموية بقصر العيني وسكرتير عام المؤتمر‏,‏ مثال ذلك المريض الذي لديه قصورا مزمنا بالدورة الدموية يظهر علي شكل عرض متقطع بالساقين‏,‏ فهناك وجهتي نظر للتعامل معه‏,‏ منها المدرسة الأمريكية التي تري علاجه تداخليا بالدعامات‏,‏ علي عكس المدرسة الأوروبية‏'‏ خاصة البريطانية منها‏'‏ الذين يرون البدء بالعلاج الدوائي لمدة لاتقل عن‏6‏ أشهر قبل أي تدخل جراحي‏,‏ لأن هناك مرضي كثيرون يستفيدون من ذلك‏..‏وكذلك مشكلة تمدد شريان الأورطي‏,‏ فلو أن هناك مريضا حالته العامة جيدة وصغير في السن‏,‏ هناك مدرسة تري أنه طالما يتحمل الجراحة لإصلاح الشريان فلم لا‏,‏ تناظرها مدرسة تقول طالما أن هناك إمكانية لإصلاح تمدد شريان الأورطي بالوسائل الحديثة بالدعامات‏,‏ علما بأن كلاهما حلا مستديما‏.‏ وعن الجديد في علاج دوالي الساقين التساؤل الذي طرحه المؤتمر ـ كما يضيف الدكتور أحمد طه ـ هل المريض يستفيد أكثر بالجراحة أم بالوسائل غير الجراحية كالليزر لكي الوريد من الداخل أو التمدد‏'‏ التردد‏'‏ الحراري أو الحقن الرغوي‏,‏ الذي يضمن تثبيت مادة رغوية مخلوطة بالهواء في مكان الحقن المطلوب حتي لاتتسرب للأوردة العميقة‏,‏ والأفضلية لهذه الوسائل غير الجراحية لإمكانية إجراؤها في العيادة‏,‏ لكنها مكلفة مقارنة بالجراحة‏,‏ علما بأن نسبة ارتجاع الدوالي في كلا الطريقين متساوية ولاتتجاوز‏3%,‏ كما أن الخلاف مازال متصلا حول علاج انسداد وضيق الشرايين السباتية المغذية للمخ‏,‏ سواء بالجراحة أو الدعامات‏,‏ وإن كانت كفة الجراحة هنا هي الأرجح لقلة المضاعفات الناتجة عنها‏,‏ لكن مازال هناك عدد غير قليل من الحالات يستفيد من القسطرة العلاجية‏.‏
ومن الحوارات المهمة التي جرت في المؤتمر‏,‏ كما أشار الدكتور أحمد ناصف استشاري جراحة الأوعية الدموية في جامعة شيفلد ببريطانيا الحديث عن ضيق علاج الشرايين السباتية المغذية للمخ‏,‏ موضحا أن هناك طريقتين لعلاجها‏,‏ هما الجراحة أو الدعامة‏,‏ فالجراحة علاج راسخ ومستقر لها منذ‏60‏ عاما‏,‏ أما الدعامة فتطورت من نهاية التسعينات حتي اليوم‏,‏ ودار الحوار حول أيهما أفضل بخصوص ظروف مريض حالته الصحية تسمح بإجراء الجراحة أو الدعامة بنسبة متساوية‏,‏ موضحا أن الأدلة التي نشرت حديثا من أول سبتمبر حتي فبراير‏2010‏ ونتيجة تجربة طويلة وعدد كبير من الحالات ثبت بما لايدع مجالا للشك أنه بخصوص مثل هذا المريض بالذات‏,‏ الجراحة هي الأفضل أو بالأحري أقل خطورة من الدعامة‏,‏ وذلك بعد متابعة للحالات بعد إجراؤها لمدة‏120‏ يوما‏,‏ وهناك دراستين رئيسيتين في ذلك‏,‏ الأولي أوروبية وتحمل اسم‏ICSS‏ وشملت‏1710‏ مريضا والثانية أمريكية هي‏CREST‏ وتضم‏2500‏ مريضا‏,‏ نصفهم تقريبا لديهم ضيق في الشريان السباتي غير مسبب لأعراض‏,‏ وإذا كانت الدراسة الأمريكية أشارت إلي تساوي النتائج بين الدعامة والجراحة‏,‏ لكنها لفتت إلي تزايد معدل حدوث الجلطات الدماغية بعد الدعامات‏,‏ في مقابل حدوث جلطات قلبية بعد الجراحة‏,‏ لكن أثبتت نفس التجربة أن التأثير الناتج عن الجلطات الدماغية بعد الدعامة يؤثر في نوعية الحياة للمريض بدرجة أكثر من التأثير الناتج عن الجلطات القلبية الناتجة عن الجراحة‏,‏ وهذه الأبحاث لاتعني مطلقا أنه لايوجد دور للدعامة‏,‏ بل لابد من السماح بإجرائها في المرضي غير القادرين علي تحمل الجراحة‏,‏ فضلا عن السماح للمريض ـ بناء علي توفير معلومات كافية أمامه ـ بأن يقرر ما هو الأنسب له‏.‏
وكانت الطرق المثلي لعلاج القدم السكرية سواء التقليدية أو الحديثة بالتوسيع بالقساطر وتركيب دعامات للشرايين الطرفية بالقساطر‏,‏ أيضا نقطة جديدة للخلاف بين الأطباء‏,‏ كما أشار الدكتور سعيد الملاح أستاذ ورئيس قسم جراحة الأوعية الدموية بطب المنوفية ورئيس المؤتمر‏,‏ موضحا أن من القضايا التي حرص المؤتمر علي طرقها تحديد مستقبل تدريب ورخصة مزاولة المهنة والشهادات اللازمة لجراح الأوعية الدموية في مصر‏,‏ ومشيرا إلي أن المؤتمر حضره نحو‏30‏ خبيرا من أوروبا وأمريكا منهم رئيسا الجمعيتين البريطانية والصينية لجراحة الأوعية الدموية‏,‏ وعدد من أبرز جراحي الأوعية الدموية المصريين في الخارج‏.‏
ومن الموضوعات المهمة التي نوقشت في المؤتمر أسلوب جديد أجراه فريق من أطباء قصر العيني من‏4‏ مراحل لعلاج مرضي التقرحات المزمنة في القدم السكرية‏,‏ وبلغت نسبة النجاح بعد‏6‏ أشهر من المتابعة بين‏78‏ ـ‏82%‏ من حيث غلق الجروح‏,‏ وينصح باستخدام هذه المنظومة المتكاملة التي ضمت فريقا من جراحي الأوعية الدموية والتجميل في الحالات المعقدة من مرضي القدم السكرية قبل اتخاذ قرار البتر‏,‏ وينصح فريق الدراسة الأطباء بعدم الاستهانة بأي جرح لمريض السكر‏.‏
 

المصدر: مؤسسة الأهرام
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 46/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 2386 مشاهدة
نشرت فى 30 مارس 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,795,519