الذي يعتقدون ـ خطأ ـ أنه لا يسبب الإدمان وأنه يمكن الاقلاع عنه وقتما يشاءون. فكيف نتعامل مع ابنائنا إذا اكتشفنا أنهم يتعاطون الحشيش؟ تجيب علي هذه التساؤلات د. فيفيان عبداللطيف اخصائية الأمراض النفسية, موضحة أن نسبة إدمان الحشيش بين الشباب من الجنسين زادت بنسبة كبيرة نتيجة لهذا الاعتقاد الخاطيء, وقالت إنها من خلال تجربتها في العمل بصندوق مكافحة الإدمان لاحظت أن مخدر الحشيش يخلق حالة مزيفة من الشعور بالزهو والانتعاش والاسترخاء والدخول إلي عالم من الأحلام المرغوبة, يؤدي إلي العديد من الاضرار, منها اختلال الاتزان الحركي, القلق, تبلد الإحساس, الانسحاب الاجتماعي, احتقان العينين, جفاف الحلق, سرعة ضربات القلب وزيادة الرعشة في الأطراف, كما يسبب العقم وحدوث التشوهات عند الحمل, ويؤدي إلي الإصابة بسرطان الحنجرة والثدي.. كما أن معظم الحوادث المرورية التي يرتكبها المدمنون تكون بسبب تعاطي الحشيش نتيجة للاضطراب في تقدير المسافات والسرعة, أيضا يسبب الحشيش الإحساس بالخوف الشديد والشعور باقتراب الوفاة مع زيادة كبيرة بضربات القلب والمعاناة من برودة الأطراف وغزارة العرق وعدم القدرة علي التنفس.. وتتكرر هذه النوبات كل فترة حتي دون أن يتعاطي المدمن الحشيش بصفة مستمرة. ولكن ماذا تفعل الأم حتي لا ينجرف ابنها إلي عالم الحشيش؟ تجيب د.فيفيان: إن الأم عليها دور كبير في تقديم النصيحة غير المباشرة لابنها أو ابنتها قبل الوصول لسن المراهقة وذلك عن طريق تكرار ذكر قصص وحكايات حقيقية لضحايا الإدمان.. أما إذا اكتشفت الأم أن ابنها يتعاطي الحشيش فلابد من مواجهته, ولكن المطلوب منها مع ذلك عدم الجزع أو التوتر فالإدمان مرض كأي مرض آخر يمكن علاجه. عليها بعد ذلك اللجوء للوسائل المعملية عمل تحليل بول لتحديد نوع المادة المخدرة وكميتها لأن المدمن يكذب دائما وينكر أنه يتعاطي أي شيء فإذا ضيق عليه الخناق يعترف بأنه يستعمل كميات أقل من تلك التي يستعملها فعلا. ثم عليها بعد ذلك الانتقال إلي مرحلة أخري وهي محاولة اقناعه بالذهاب لتلقي العلاج بمؤسسات علاج الإدمان والاستعانة بأحد الأشخاص المقربين له سواء قريب أو صديق لكي يؤثر عليه مع عدم اليأس من ذلك والمحاولة عدة مرات.. فرغبة المدمن في العلاج تمثل90% من نجاحه, ولابد أن يكون الشخص الذي يحاول اقناعه من الأشخاص المقربين للابن, مع ضرورة اختيار الوقت المناسب, وفي حالة عدم الاستجابة لايفضل الضغط عليه ومعاودة المحاولة في وقت آخر. ولابد أن نذكر له في بداية الحديث صفاته الحسنة والأشياء الايجابية التي كان يقوم بها ثم نذكره بوضعه الحالي السيئ ثم نختتم بذكر أشياء ايجابية في شخصيته وأنه عضو فعال في أسرته وفي مجتمعه. ونمنحه فرصة للتفكير ولا نطلب منه الموافقة الآن وقد تمتد المدة يوما أو يومين. ولابد من شرح مبسط للإجراءات العلاجية, ونذكر له حالات كانت مدمنة وأنها عانت كثيرا ولكنها بالاصرار والعزيمة تعافت وأن التعافي ليس مستحيلا, وفي النهاية لابد من أن تصله رسالة بأنه قادر علي التعافي وأنه يريد ذلك ولكن كل ما يحتاجه هو خطوة واحدة فقط وهي الذهاب إلي المستشفي, وتذكيره بأنه لا يريد الاستمرار في وضعه الحالي وأنه يرغب في ترك المخدرات ولكنه لا يعرف الطريق, وطمأنته أن العلاج بالنسبة للحشيش ممكن وسهل نظرا لغياب أعراض الانسحاب الجسدية التي توجد مع غيره من المخدرات, ولكنه لا يمكن أن يتم في البيت أو بالكلام, فعلاج المدمن يمر بأربع مراحل قد تمتد بعضها من ستة أشهر لسنة لذا يتم علاجه في المستشفيات حيث يستلزم الأمر أولا علاج الأعراض الانسحابية ثم علاجا نفسيا واجتماعيا تصحبه عناية تمريضية وغذائية عالية ورفع الوازع الديني, وبعدها يبدأ التأهيل الاجتماعي للمريض حيث يخرج لمواجهة المجتمع مرة أو مرتين في الأسبوع يكون في صحبة رقيب حتي لا يضعف أمام أي إغراء للمخدرات وأخيرا يتم مساعدة المريض في التعرف علي أصدقاء جدد لضمان عدم عودته لعالم الإدمان.
|
ساحة النقاش